هل قوة الحب و التسامح في حياتنا يمكن أن تصنع المعجزات ؟ تعلمت منذ صغري بإن الإسلام دين الحب والتسامح ، وذلك من خلال التلقين اليومي الذي اتلقاه منذ طفولتي في المدرسة و البيت ، و لكن عندما كبرت اندفعت بشكل طبيعي نتيجة لحقيقة الواقع المتناقض لهذه الفكرة للبحث عن الحقيقة هل فعلا الإسلام دين حب وتسامح ؟ نعم هناك الكثير من المواقف والايات التى تدل وتثبت ان ا لاسلام دين حب وتسامح . وقال: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) الممتحنة/8 الدين المعاملة) حديث ) (ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه)(حديث) (رحم الله امرءاً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى)( حديث )(يسروا ولا تعسروا) (حديث ( قال تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر.....) آل عمران/159 وقال ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن...) النحل/125 وقال: (...ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم( فصلت/34 وقال: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) المائدة/8 ما هو الحب ؟ سؤال كبير قديم متجدد، قد نجد أن لكل منا إجابته الخاصة عليه، لكن الحب المقصود هنا، هو الحب بدون سؤال ولا إجابة، هو حب الإنسان لأخيه الإنسان،،، حب الزميل لزميله الاب لابنه الزوج لزوجته حب الحياه والناس الحب الكبير للوطن الحب بالمعنى الكبير اللى بيجمعنا على أرض واحده وبدون الحب لم تكن ولن تكوت الحياه . وما هو التسامح ؟ إنه ذلك النوع السامي من أنواع الرضا،،، رضا النفس، ورضا مع الأشخاص، ورضا مع الحياة،،، الحب والتسامح وجهان لعملة واحدة نعم فاذا تعلمت ان تحب ستعرف معنى التسامح . هل يعتقد أحد أن هناك ما هو أجمل من الدعوة إلى الحب والتسامح بالطبع: نعم، الأفضل هو نشر هذا الحب في المحيط وممارسة هذا التسامح مع الآخرين، بالحب والتسامح يمكننا أن ننجح في التغلب على كل الصعاب والازمات فى البيت والشارع والمدرسه فى حياتنا بصفه عامه، رغم أني لا أنكر أن في الحياة مشاكل، يتعرض لها الإنسان داخل أسرته وفي مجتمعه الكبير، وأعتقد أننا لا نخرج من بيوتنا إلى العمل لكي نتشاجر ونتصارع يومياً لسبب أو بدون سبب، مهما كانت الأسباب، إن الحياة لا تستحق كل هذه المشاكل اليومية، فما بالنا ونحن نعود كل يوم محملين بالمتاعب والنزاعات من أجل كلمة،،، أو حركة،، أو نظرة،،، لماذا يظل الإنسان يشقى ويكافح لكي يجمع حوله مجموعة من البشر،،، يقومون بتحطيم معنويات أشخاص آخرين، سواء ذلك بداع أو بدون داع،ولماذا الانسان قد يشعى للشر والاذى ولماذا .... الخ،، لمجرد أن هذا الإنسان ربما يختلف مع بعضهم في أسلوب العمل أو أسلوب التعامل،،، أو لربما لم نفهم الشخص جيداً،، وفى بعض الاحوال قد نحكم على الاخرين دون التعامل معهم . يجب أن نحب ذاتنا ونتصالح معها أولاً،، لكي نستطيع أن نحب مَن حولنا،،، لا بد أن نصل إلى درجة من القناعة بأن أي نجاح ينطلق من نقطة العمل بروح الفريق،،، ولاداعٍ للضغائن الصغيرة، لماذا لا ننهج مبدأ الحب والتسامح ونتعاون لنترك الضغائن تذهب وشأنها، فقد يساعد ذلك على انتهائها، لا أحد يمكنه أن يأخذ أكثر من رزقه، ولن يعيش أحد أكثر من عمره، ومهما سعى من وراء الكواليس أو من أمامها، فكل شيء محسوب عليه،،، إن نظرة متأنية إلى الواقع بكل ما فيه تجعلنا نفكر ألف مرة في هذه الحياة وما بعدها،،، فالإنسان، لن يأخذ معه شيئاً،، فلا منصب سينفعه، ولا درجة ولا مالاً ولا جاه،،،سيترك الإنسان خلفه فقط سيرته الطيبه والعمل الصالح او ولد يدعوا له كما يقول الرسول ،،، فلِمَ لا نُعطر سيرتنا بالحب والتفاهم والتسامح. لنتَعلم كيف نحب ذواتنا ونرضى عنها،، ونحاسبها،، قبل أن يحاسبنا الآخرون. لنتعلم كيف نحترم أنفسنا،،، لكي يحترمنا الآخرون. وليس عيباً أن نخطئ ونعترف بأخطائنا،،، ونعتذر عنها،،، لن يُقلل هذا من شأننا،،، بل بالعكس سيسمو بنا،،، ويرفعنا عن الصغائر التي تُحمل القلب أكثر مما يحتمل. سأقدم لكم قصة من أروع قصص المحبة و التسامح في ديننا، و التي تدل على مدى صفاء الاسلام و طهره من الاتهامات التي يوجهها له بعض الاعداء، هذه القصة وقعت في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم: اجتمع الصحابة في مجلس ولم يكن معهم الرسول عليه الصلاة والسلام .. فجلس خالد بن الوليد .. وجلس ابن عوف .. وجلس بلال وجلس ابو ذر .. وكان ابو ذر فيه حدة وحرارة فتكلم الناس في موضوع ما .. فتكلم أبو ذر بكلمة إقتراح: أنا أقترح في الجيش أن يفعل به كذا وكذا . قال بلال : لا .. هذا الإقتراح خطأ . فقال أبو ذر : حتى أنت يابن السوداء تخطئني .!!! فقام بلال مدهوشا غضبانا أسفا .. وقال : والله لأرفعنك لرسول الله عليه الصلاة والسلام .. وأندفع ماضياً إلى رسول الله . وصل للرسول عليه الصلاة والسلام .. وقال : يارسول الله .. أما سمعت أبا ذر ماذا يقول في ؟ قال عليه الصلاة والسلام : ماذا يقول فيك ؟؟ قال : يقول كذا وكذا ... فتغير وجه الرسول صلى الله عليه وسلم .. وأتى أبو ذر وقد سمع الخبر .. فاندفع مسرعا إلى المسجد .. فقال : يارسول الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . قال عليه الصلاة والسلام : يا أبا ذر أعيرته بأمه .. إنك امرؤ فيك جاهلية .!! فبكى أبو ذر رضي الله عنه.. وأتى الرسول عليه الصلاة والسلام وجلس .. وقال يارسول الله استغفر لي .. سل الله لي المغفرة ! ثم خرج باكيا من المسجد .. وأقبل بلال ماشيا ..فطرح أبو ذر رأسه في طريق بلال ووضع خده على التراب .. وقال : والله يابلال لا ارفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك .. أنت الكريم وأنا المهان ..!! فأخذ بلال يبكي .. وأقترب وقبل ذلك الخد ثم قاما وتعانقا وتباكيا . ترى، كم من مرة في اليوم يسب بعضنا أمهات و أباء بعض؟ كم من مرة في اليوم يهين بعضنا بعضا ولا نكلف أنفسنا حتى أن نقول كلمة "أعتذر". قال الله تعالى: "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم" صدق الله العظيم من أعظم نِعَمِ الله تعالى على العبد المسلم أن يجعل صدره سليماً من الشحناء والبغضاء ، نقياً من الغلِّ والحسد ، صافياً من الغدر والخيانة ، معافىً من الضغينة والحقد ، لا يطوي في قلبه إلا المحبَّة والتسامح والإشفاق على بعضنا البعض .ف علينا ان نفتح صفحه جديده ونغير من انفسنا ونسامح ونحب من اجل مستقبل افضل