أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، أن المسلم غير مكلف بمحاسبة المخالفين له في العقيدة أو دفعهم لاعتناق الإسلام، بل إنه مأمور بحفظ كرامتهم كبشر، لأن اختلاف الدين هو قدر الله. وطالب المفتي، خلال كلمته التي ألقاها خلال افتتاح المؤتمر السنوي السابع والأربعين للمجتمع المسلم بأمريكا الشمالية "إسنا" بمدينة شيكاغو أمس، والذي عقد تحت عنوان "إقامة مجتمعات تسودها المحبة: الربط بين الإيمان و الخدمة المجتمعية"، مسلمي أمريكا بتحمل المسئولية تجاه الدين الإسلامي وإظهار صورته الحقيقة السمحة الوسطية، وأن يقفوا جميعا وراء المنظمات والمؤسسات الاجتماعية والثقافية الإسلامية التي تقدم خدمات يلمسها المجتمع الأمريكي ككل، والتي تبدد ما تدعيه وسائل الإعلام المغرضة كل يوم بدون وجه حق، ويؤكد على وجود فرص حقيقية لزيادة علاقات التقارب والتواصل الفكري والحضاري والإنساني والثقافي بين الحضارتين العربية الإسلامية والأمريكية. وطالب مفتي الجمهورية الجاليات الإسلامية والمنظمات الإسلامية العاملة في المجتمع الأمريكي بالاهتمام بالجانب الخدمي الذي من شأنه أن يعود بالخير على مجتمعهم في كل جانب من جوانب الحياة كما طالب بإنشاء المؤسسات التي تخدم الفقراء والمحتاجين، وتخفف من معاناتهم ودعا إلى إطعام الطعام وإفشاء السلام الذي يحمل في طياته معنى حب الغير والإيثار الذي يحث عليه الإسلام أشد الحث. وأضاف أن دستور الإسلام حدد الأصول التي يجب مراعاتها عند التعامل مع غير المسلمين وتتلخص في قوله تعالى " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين " ، وأن أساس تلك الأصول هو التسامح والعفو الذي يعني التجاوز عن الذنب وإسداء الإحسان وفعل الخيرات. وقال مفتي الجمهورية أن الإسلام والمسيحية يشتركان في قيمتين في غاية الأهمية؛ وهما حب الله وحب الجار كما هو ثابت في آيات القرآن الكريم، والكتاب المقدس وأنه لم يعد هناك مكان ولا إمكانية للعزلة ولا الانعزال، لم يعد هناك إلا أن نعيش سويًا على هذه الأرض، وأن نصنع أسس الحوار كما أرادها الله تعالى وهذا جوهر ما نادت به المبادرة العالمية "كلمة سواء".