كثيرون يُحكمون عقولهم فى محاولة لفهم النتائج قبل أن يُوجدوا حقائق ثابته يعرفوا منها الأسباب التى أدت لتلك النتائج ، فتراهم يسارعون فى الحكم على المواقف والأشخاص دون اعطائهم مبررات أو أسباب أو التماس عذر لهم ، بل ربما تجاوز الأمر الى حد التشكيك فى النوايا ، فتحكم على فلان بأنه فعل كذا لإقتناعه بكذا رغم أنك لاتملك اى دليل على ما تقول مجرد رأى بُنى على التدخل قى داخل الشخص ومحاولة فهمه على طريقتك الخاصة . فلا تتعامل مع احد بالنوايا فمن ادراك بنيته؟ هل تقرأ الغيب ؟! لذا فلك الظاهر وعلى الله السرائر فلا تتدخل فى النوايا ولا تتهم النوايا كذبا . إن من يريد ان يحكم على موقف أو شخص ما ، لا بد ان يعرف ظروفه المعيشية والجو الذى نشأ فيه قبل أن يصدر حكما ، لأنه وبكل بساطة إن وضع نفسه مكانه بطريقة جيدة يستطيع ان يرى مثله بطريقة جيدة . يحكى أن : بقلم : محمد الغالية إن رجلاً عجوزاً كان جالسا مع ابن له يبلغ من العمر 25 سنة في القطار. وبدا الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب الذي كان يجلس بجانب النافذة. اخرج يديه من النافذة وشعر بمرور الهواء وصرخ "أبي انظر جميع الأشجار تسير ورائنا"!! فتبسم الرجل العجوز متماشياً مع فرحة إبنه. وكان يجلس بجانبهم زوجان ويستمعون إلى ما يدور من حديث بين الأب وابنه، وشعروا بقليل من الإحراج فكيف يتصرف شاب في عمر 25 سنة كالطفل!! فجأة صرخ الشاب مرة أخرى: "أبي، انظر إلى البركة وما فيها من حيوانات، أنظر..الغيوم تسير مع القطار".. واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة أخرى. ثم بدأ هطول الامطار، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب، الذي إمتلأ وجهه بالسعادة وصرخ مرة أخرى: "أبي إنها تمطر، والماء لمس يدي، انظر يا أبي". وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت وسألوا الرجل العجوز: "لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لإبنك؟" هنا قال الرجل العجوز:" إننا قادمون من المستشفى حيث أن إبني قد أصبح بصيراً لاول مرة في حياته فكم مرة فى حياتنا حكمنا على الأخرين بغير بصيرة ثم أثبتت لنا الأيام عكس ما اعتقدناه بل وربما ظلمناه بإعتقادنا عنه الذى بنيناه عن غير فهم أو استماع أو تحقق ، بل ربما ساهمنا فى ترويج الإشاعات عنه ومس سمعته لمجرد أننا اعطينا لأنفسنا الحق فى الفهم والإستنتاج ، لم نسمع أو نفهم ، لم نعطه الفرص ليوضح ، لم نعط لأنفسنا الفرصة لنفهمه . يقول النبى صلى الله عليه وسلم ( التمس لأخيك سبعين عذرا ) .. فهلا التمست له عذرا واحدا !! إذا ابدأ من جديد وحاول فهمه بطريقة صحيحه وحتما حينها سيقدر ذلك وسيفهمك انت بطريقة أصح .