اه كم ستلبسني بعد اليوم أيها الصمت .... وكم ستعلن عن حالات من النفير العام , ستشهدها روحي وبقايا من ماض يرتدي بزة السفر استعدادا للرحيل . آه كم ستشفقين على مليكتك أيتها السنون .... بعد أن حررتها أعواما وأعوام , من عجز البوح وصخب الكلام ...... آه ياجزر عشقي ... وكأنكم ممن طال بهم الانتظار , حتى صهلت شواطئكم غماما من سراب ...... كنت شمس الألف عام .... وفي انتظارهم جف يم ّ يقيني , وشاخت خطواتي , وأمست لأكفي عيون تصافح بدون هطول .... وكان ....كنت وكان ....حتى ماعدت أدري إن كنت أنا أنا ... أم إننا سطور ذبلت على مفارق الشوق وسيطالها النسيان. ياعاما يناضل ليشقيني , ليستبيحني جسدا فيعيد ترتيب خارطة تكويني , عود على بدء , تسبقك أجراس من الحزن تعلن قدومك على أجنحة من الذكرى , تحتال على وجدي وتلقي خجِلا أشواقك على أكتاف الليل , وفي كواليس الزمان والمكان تأتيني مرتديا وشاح الأمل ... ماض يعصف احتضارا , ليراقص حتفي , فأعيش على بقايا حلم يتوضأ بالدموع ليصلي صلاة الجنازة . أيها الميت كم كانت حياتك موجزة , أيها الباكون كنتم خير جلادين .....