بقلم خلود خيري فى آخر مقال كتبته .. ختمته بكلمات الله عزوجل : "أتى أمر الله فلا تستعجلوه " تنبئاً بنجاح أهداف الثورة الشعبيه الساحقه ثورة 25 يناير وبالفعل تحققت إراده الله فى اليوم التالى وهى رغبة الشعب المصرى "تنحى الرئيس" ففى لحظة سماعى للخطاب الذى ألقاه نائب الرئيس السابق "عمر سليمان" بنبرة فيها شئ من الاختناق على مرأى ومسمع من العالم .. لاأعلم بما شعرت وقتها سعيدة أم حزينة أم خائفة ... سعيدة لانتصار الشعب وتحقيق ارادته امام السلطه ونظامها الفاسد .. أم حزينة على شهدائنا الابرار.. ام خائفة على مستقبل مصر ومصيرها السياسى .... ولكن الشارع المصرى بشبابه وبناته ورجاله ونسائه وأطفاله وشيوخه ومختلف الاعمار من جميع طوائف الشعب كانوا فى قمة الفرح ويغمرهم الاحساس بنشوة النصر فقد تحقق حلمهم .. حلم عمره 30 عاماً أخيرا تحقق فى 30 ثانية !!! وهو عمر خطاب التنحى ... فقد تخلص المصرى من أشكال الظلم والقهر والاستعباد والقمع وكل اشكال الفساد.. تخلص من كافه القيود .. بعد انه كان مكمكماً ومكبلاً الايادى وخائفاً.. ويعيش مذعورا اذا نطق بالحق او طالب بحريته وبحقه كانسان عادى يريد الحياه بشكل طبيعى كان انسان على وجه الارض ... أخيراً تحقق له الحلم بعزيمته وارادته القويه التى فاقت توقعات العالم واذهله .. فالعالم كان يأخذ صورة عننا بأننا شعب طيب يرضى بأى شئ .. ولكن آن الاوان لكى يعرف العالم معدن الانسان المصرى الاصيل الذى كان صامتاً وراضيا فاض به الكيل .. لم يرضى بالذل والاهانة .. ففرحة النصر ليس لها مثيل لانها كانت ثورة شعبيه حقيقيه لم يرى العالم لها مثيل .. ثورة قلبت كل الموازين .. وخصوصا ان من قام بها شباب مصرى اصيل من داخل الشعب ... لذلك أحب أن أوجه تحية اجلال وتقدير للشهداء الاحرار الابرار الذين امتزجت دمائهم بأرض الكنانة وتحديدا على ارض ميدان التحرير الذى اصبح رمزا للتحرر وحديث العالم ... فقد صنعتوا لمصر التاريخ من جديد .. كما هو معروف عن مصر وشعبها الذى يعيد التاريخ كل مرة الشهداء الذين ضحوا بحياتهم وأرواحهم ودمائهم الطاهرة .. لكى نعيش فى حرية وكرامه وأمان وسلام فى بلادنا .. أرادوا كسر كل القيود ,, الخوف ,, القهر ,, الفقر ,,, الظلم ,, الفساد ,, الخ ولو كان على حساب حياتهم والمخاطره بها .. نقول لهم الان لقد وصلت رسالتكم .. اطمئنوا ابناء وطنى .. لقد تحقق كل مأردتموه وضحيتوا من اجله بعمركم الغالى .. أسأل الله أن يتغمدكم الله برحمته الواسعة ويسكنكم فسيح جناته ويصبر أمهاتكم وآبائكم ويفرحهم بمكانكم فى جنة الخالدين أمين فإن الله ليس غافلا عما يفعل الظالمون فقد أتى نصر الله ومع مرور الايام تنكشف لنا حقائق كل فاسد ومفسد فى نظام الحكم السابق الساقط الفاسد وتنكشف ايضا الاعيبه القذره .. وفضيحه كل سارق نهب أموال الشعب ... ومن الجدير بالذكر أنه بعد النصر ونجاح الثوره الشعبيه العظيمه علينا ان نتريث ونعرف ماعلينا فعله خلال الايام المقبله فى ظروف البلد الحرجة والعصيبه فلا ننشغل بفرحه النصر وننسى ماعلينا تطبيقه وعمله لكى تكمل نجاح الثورة فعلى الشعب والجيش ان يتكاتفوا أكثر وأكثر مع بعض وعلى الشعب ان يكون على قدر من المسئوليه تجاه الجيش الى ان يتسلم السلطه الى من يدير البلاد ... وكما حققنا نجاح الثوره لتغيير مصر فعلينا ان نغير من انفسنا للافضل لان تغييرنا للافضل من الداخل ينعكس بشكل ايجابى على البلد للافضل لان البشر هم من يوجهوا ويحركوا ما حولهمم .. كما علينا ان نتصدى لكل خطأ ولا نسكت عنه ونطالب بالحق .. ونكون ايجابيين فى حياتنا الداخليه والخارجيه وايجابين ايضا مع الآخرين من حولنا وعلينا ان نحذر وننتبه من وجود قوى خارجيه تراقبنا كل الوقت وتتصيد لنا الخطأ لذلك نكون حرصين فى تعاملاتنا مع الآخرين ولاننساق وراء اى شخص مهما كان سواء كان ناشط سياسى او معارض او مؤيد فمن الآن الشعب يقرر مصيره ولاأى أحد آخر يقرر مستقبله وحياته فمصر التى كنا نتمناها ونشتاق لها رجعت لنا أخيراً .. مصر أمى وأم كل الدنيا توُلد من جديد فى رحم الحرية والمساواة والديمقراطيه الحقيقية أخيراُ رجعتيلى يامصر تحيا مصر بشبابها ورجالها ونسائها تحيا مصر حرة أبيه تحيا مصرنا العظيمة تحياتى لكم