بقلم رمضان الحلواني بداية أؤكد ايمانى الكامل بحق التظاهر والاعتصام لكل من له مطلب مشروع .. وأن الاعتصام والتظاهر السلمي حق يكفله الدستور والمواثيق الدولية .. ولكن عندما تخرج عشرات المظاهرات في كل مكان في مصر بداية من الهيئة العامة للنظافة والتجميل مروراً بالعاملين في مترو الأنفاق والنقل العام والمؤسسات الصحفية وقطاع البترول والشركة المصرية للاتصالات ومدرسي الأزهر وعمال عمر أفندي وأصحاب المعاشات والعاملين بالتأمين الصحي .. والكل يعتبرها فرصة للحصول علي حقه وفى هذا الوقت .. يعد ذلك إهدارا للمبادئ التى قامت عليها ثورة الشباب والقضاء عليها .. والسؤال هنا : هل اكتسب المتظاهرون الصامتون علي حقوقهم سنوات طويلة شجاعة من متظاهري ميدان التحرير .. أم أنهم يستغلون فرصة ضعف الحكومة وحاله استرضائها للشعب والتي لم نرها منذ سنوات طويلة .. هناك فرقا كبيرا بين الشباب الذى ضحى والمعتصمين الذين يريدون المزيد من المطالب الشخصية من مصر الضحية التى نُهبت أموالها بواسطة الفاسدين الذين تمكن الشباب من طردهم وقريباً محاكمتهم .. المعتصمين الآن كانوا مكبوتين خائفين وفى حالة إحباط .. والآن عندما وجدوا أن رأسهم مرفوع ولهم عزة وكرامة وحرية تعبير لم يستغلوا ذلك فى سبيل مصلحة الوطن .. لكن للأسف اتجه الكل وكأنما يوجد كنز يغرفون منه ولكن الكنز منهوب سابقاً ولابد أن نملأه ثانياً قبل أن نقوم بتلك الاعتصامات والاحتجاجات التى وصلت الى شبه عصيان مدنى وهذا ليس فى مصلحة الوطن .. أين كنتم أيها المعتصمون حين قام رجال النظام بأهدار دماء شهدائنا .. أين كنتم أيها المعتصمون حين قام بلطجية النظام بضرب وسحل المتظاهرين فى معركة الجمل .. أين كنتم أيها المعتصمون حين طلبنا منكم العصيان المدنى للضغط على النظام .. عندها التزمتم الصمت والمشاهدة من بعيد هذا بالإضافة الى اتهام المتظاهرين بالعمالة وتخريب مصر وقطع الأرزاق .. أين كنتم .. أين كنتم .. أجيبونى .. أين كنتم .. أرجوكم اتقوا الله فى مصرنا الحبيبة .. فنحن الآن نريد أن نفيق و نعمل جميعاً من أجل الوطن لرفعة شأنه وبعد أن تثبت أقدام جمهوريتنا الجديدة (الحلم) يمكنكم أن تطالبوا بما تشآؤون .. ولكن دعونا الآن نعمل .. الحمد لله الذى مكن ثورتنا المصرية البيضاء من إزاحة الحكم الديكتاتورى المستبد الذى ظلمنا طيلة ثلاثين عاما ... المطلوب الآن بناء مصر الجديدة على أساس الديمقراطية و العدل و المساواه .. التنمية تحتاج إلى الأمن و الأمان لتهيئة المناخ للتطوير و تحقيق الاستقرار .. لا داعي لمزيد من الاضرابات والاعتصامات وتعطيل أمورالحياة .. يجب أن يساهم الجميع في تسيير أمور الحياة والتعاون على البناء بصدق وإخلاص .. علينا أن نتطلع إلى المستقبل بحيوية ونشاط .. عازمين على تحقيق مستقبل أفضل لوطننا وأولادنا .. وألا ندع أى شئ يفرق وحدتنا أو يلتهم المكتسبات التى حققتها ثورة الشباب المباركة .