بينما هو جالس مسترخي ترتسم على وجهه ابتسامه حزينه يخالطها الفرح , ومع انتظاره يسود صمت رهيب يخيم على المكان , واثناء تجول عيناه القريب لونهما من الظلام الداكن للمكان في تأمل تتجمد نظرته على اطار به عينان كزرقة السماء الصافية , وجنتان نضرتان كنضارة الزهرة الحمراء في الفجر وعليها قطرات الندى مم يضفي الي بشرتها اشراقا وابتسامة بداخلها فرحة ; ويدقق النظر حيث يرى جسدها الملفوف برداء مرصع بالورود البيضاء قريبة الحجم لزهرة الفل فتجعل من ردائها ناصع البياض ; ويقترب من الاطار فيشم رائحة الياسمين فتقع عيناه على باقة الزهور ويتذكر كم كانت رائحته منتشرة الاركان هذا اليوم. فيسمع صوت يقول له: ابتسم لم يبدو على ملامحك القلق امسك بيداها واقترب بينما هو يبتسم, يقترب ويلمس يداها يومض الضوء فيزفران فرحتهما التي يخالطها القلق , يخرجان من المكان الي جمع كبير واصوات تهنئة تلق على مسامعهما , يفتح لها باب سيارته المقاربة الي سفينة احلامهم فتجلس ناظرة بحنان واشراقة كشمس تشرق على حياته ويقودها فرحاً الي طريق خيل اليه انه يعرفه ; ولكن تتبدد ابتسامتها بقلق يشوبه خوف وتنبهه ان يبطئ من سرعته ولكن صوتها يتلاشى مع صوت المذياع المتغني باغاني الحب والفرحة , كلما يرتفع صوتها مناشدا اياه الوقوف كلما تلاشى الصوت وطغى صوت المذياع. بينما ينظر اليها ويخبرها بمكنوناته يظهر عملاق امامه يحول بينهما ويستولى عليها فيحاول السيطرة على الحدث دون جدوى فتغمض عيناه ويختلط السواد بعيناه فيحجب الرؤية عن كل مكان ولكنه يستمع الي صوت يبدو يعرفه ويسمعه في الطرقات عند الحوادث ويختلط عليه الامر في حدوث جلبة ولكن يستقر الوضع فيسود الصمت ويقطعه هذا الصوت وبعد فترة يشعر بجلبة اخرى فيوقن انه في طريقه الي مجهول لا يعرفه. اهو فاقدا للوعي?!! ام فاقدا للحياه ?!! يريد ان ينهض ليطمئن عليها ولكنه لا يستطيع الحراك اهو في طريقه لحجرة تحت الارض تحتويه?? ام حجرة في احد البنايات لتشفيه !! واثناء حديث ذهنه المتواصل يستمع لاصوات ادخلوه بسرعة لغرفه العناية المركزة فيطرق الي ذهنه اين هي الان? لم لا استمع الي صوتها ? وتمر الساعات في البحث عنها بين الاصوات الكثيرة حوله ; بينما هي متألمه من اثار جراحها في غرفة اخرى في ذات البناية وتغيب لفترات عن وعيها , عندما تعود تتساءل عن احواله فيخبروها انه مازال يتنفس فتحاول التواصل معه , عندما تفقد وعيها عن هؤلاء الحاضرون ; فتجده امامها بحلته الزاهية الداكنة وتقترب منه وتخبره :كم هي احبته وكم هي فرحة لوجودهما معا . وعندما افاقت من غيبوبتها الاخيرة علمت انه مازال في العناية المركزة فطالبت الطبيب المختص بالدخول اليه واذن لها ولكن بعد تحسن حالتها اكثر من ذلك بعد يومين او اقل حتى لا تتأثر حالتها بالحركة. وفجأة يستيقظ من ذكرياته المؤلمة على صوت طفلتهما الرنان تقدم محبوبته , زوجته وتخبره:بانها جاهزة للاحتفال بعيد زفافهم السادس ; فيلتفت اليها والبسمه تعلو وجهه من اداء ابنتهما وتسيطر على عيناه العميقتان نظرة حب واندهاش ليراها في رداء يشبه سابقه و يظهر مفاتنها وجمالها فيطبع على وجنتيها قبلة حنونة ويخبرها بصوت هادئ انه كم تمنى رؤية هذا الرداء عليها