وصل الرئيس السوادني منذ قليل مطار القاهرة وكان في استقباله الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وكشفت مصادر دبلوماسية عن أن سيقوم بتكريم الرئيس عمر البشير بمناسبة احتفالات مصر بذكري انتصارات السادس من أكتوبر، حيث شارك البشير في حرب الاستنزاف والعبور. وترددت أنباء من الوفد السوداني المشارك في الزيارة أنه من المتوقع منح البشير وسام نجمة سيناء أعلي وسام عسكري مصري. ومنذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسى للسلطة اتبعت مصر سياسة خارجية نشطة تجاه القارة الأفريقية، كان فى مقدمة أولوياتها تعزيز الروابط التاريخية والعلاقات الاستراتيجية بين القاهرة والخرطوم، التى تتوج خلال زيارة الرئيس السودانى المشير عمر البشير إلى مصر بانعقاد أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين على المستوى الرئاسى للمرة الأولى فى تاريخ العلاقات بين شطرى وادى النيل، والتوقيع على وثيقة تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة والخرطوم، وفقاً لما أعلنته السفارة السودانية بالقاهرة. وخلال العامين الماضيين، جمع الزعيمين أكثر من 16 لقاء قمة، ما يشير للعلاقات الخاصة بين رئيسى البلدين، وقال السفير السودانى عبدالمحمود عبدالحليم، إن عدد الزيارات المتبادلة واللقاءات الثنائية بين «السيسى» و«البشير» تعكس أهمية وخصوصية العلاقات بين البلدين والزعيمين وشعبى وحكومتى البلدين، مؤكداً أن هذه الوتيرة لم تحدث فى أى وقت سابق، وقال السفير، خلال لقائه عدداً من المحررين الدبلوماسيين قبيل الزيارة الحالية، إن هناك أكثر من 16 لقاء ثنائياً عقد بين زعيمى البلدين، سواء فى مصر أو السودان أو على هامش فعاليات عربية وأفريقية ودولية، مؤكداً أن ما تشهده المنطقة من اضطرابات يستلزم تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى كافة المجالات، خاصة فيما يتعلق بالتعاون الأمنى فى ذلك التوقيت، مشيراً إلى أن الرئيس البشير زار مصر 6 مرات، سواء زيارات ثنائية أو لحضور العديد من الفعاليات والمؤتمرات المهمة التى استضافتها مصر مثل القمة العربية فى شرم الشيخ، والمؤتمر الاقتصادى «مصر المستقبل»، ومؤتمر التكتلات الاقتصادية الأفريقية، موضحاً أن الرئيس «السيسى» كان له العديد من الزيارات المهمة للخرطوم، حيث شارك فى حفل تنصيب الرئيس «البشير»، وفى توقيع اتفاق «إعلان مبادئ حول سد النهضة»، وقام بزيارة سريعة للخرطوم أيضاً خلال عودته من القمة الأفريقية بغينيا الاستوائية فى 2014. ونوه السفير السودانى بأهمية انعقاد هذه القمة وانعقاد أعمال اللجنة العليا المشتركة على المستوى الرئاسى للمرة الأولى، بعد انقطاع حوالى 5 سنوات، حيث اتفق الزعيمان خلال لقائهما على هامش القمة الأفريقى فى رواندا على عقد اللجنة على مستوى القمة، مشيراً إلى أنها كانت تعقد فى السابق على مستوى رئيس الوزراء المصرى والنائب الأول للرئيس السودانى، وحول العلاقات الشخصية بين الزعيمين وتستضيف مصر أعمال اللجنة العليا المشتركة مع جمهورية السودان خلال الفترة من 2 - 5 أكتوبر الحالى، حيث تعقد اللجنة للمرة الأولى على مستوى رئيسى الجمهورية، بعد أن كانت تعقد على مستوى رئيسى الوزراء فى البلدين خلال السنوات الماضية وقال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، فى بيان إن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين بدأت أعمالها على مستوى كبار المسئولين يومى الأحد والاثنين، ثم المستوى الوزارى يوم الثلاثاء، يليه اجتماع اللجنة على مستوى القمة الأربعاء. وأضاف «أبوزيد» أن انعقاد اللجنة العليا هذا العام يأتى متزامناً مع احتفالات مصر بانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، ويعكس حرص الجانبين على تطوير وترسيخ المصالح المشتركة بين شعبى وادى النيل، والعلاقات الثنائية الوطيدة، بما فى ذلك من خلال تطوير العلاقات التجارية وزيادة الربط البرى بين البلدين، حيث تتزامن الاجتماعات مع بدء التشغيل التجريبى لمنفذ أرقين الحدودى الخميس الماضى، الذى من المتوقع أن يؤدى إلى زيادة ملموسة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين. وأوضح المتحدث باسم الخارجية أن اللجنة العليا المشتركة سوف تشهد توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين مصر والسودان، بهدف تكثيف التعاون القائم بين البلدين، كما تتناول المباحثات على مستوى كافة اللجان العديد من الموضوعات المهمة خاصة التعاون الاقتصادى والمالى، الذى ينتظر أن يناقش فى إطاره موضوعات تيسير التبادل التجارى، وتأثير افتتاح منفذ أرقين على التجارة البينية، ورفع القيود الجمركية على السلع بين البلدين، وخلق بيئة استثمارية جاذبة للقطاع الخاص، كما أن المباحثات على مستوى اللجان القطاعية سوف تشمل قطاع النقل، خاصة ربط السكك الحديدية بين البلدين، والتوسع فى الربط النهرى والبحرى والبرى، إلى جانب قطاعات الخدمات والصحة والدواء والسياحة والاتصالات والثقافة والتعليم والتعليم العالى والرياضة والزراعة، بما فى ذلك من خلال العمل على تعزيز وترشيد الدور المهم للشركة السودانية المصرية للتكامل الزراعى.