كنت فى حوار مع برنامج صباح الخير يامصر وقال لى مقدم البرنامج : "محمد أنت تعترف بأن الإنترنت له السبب الأكبر فى معرفة الناس بك وبمساعدتك على نشر كتاباتك ؟!" قلت : "نعم بكل تأكيد ؛ فالإنترنت عالم كامل آخر من الأصدقاء والقراء والمتابعين ، وكذلك الفيس بوك عالم أخر بكل مافيه ، يصلح كل منها ليكون عالم منفصل ." ... واستهوانى الأمر كثيرا... وفكرت فى (( دولة الفيس بوك )) ، ومدى احتلال تلك الدولة لكل واحد فينا حيث يبلغ مستخدمى الفيس بوك حتى الأن نصف مليار مستخدم فهو بذلك يكاد يكون افتراضيا أكبر ثالث دولة على مستوى العالم من حيث عدد السكان، وليصل عدد المستخدمين على المستوى العربى 15 مليون ، ولتفوز مصر بالنصيب الأكبر لتمتلك وحدها 3.5 مليون مستخدم !! فأصبح العالم كله يسير العالم خلف شاب أمريكي في العشرينات اسمه مارك زوكربرغ، والذى أصبح من أغنى أغنياء العالم بفضل هذا الموقع الإجتماعى الشهير ، والذى كان يسعى فى البداية ليؤسس شبكة للتواصل مع زميلاته في جامعة هارفارد فأصبح العالم كله علي اتصال به من خلال هذه الشبكة. ليتحول بالمصادفة إلى صاحب أشهر وأكبر موقع على مستوى العالم . ياله من حظ ! وليكون هذا الشخص هو صاحب أكبر موقع فى العالم من حيث الشعبية والمستخدمين ، وليقحمنا جميعا داخل احتلال الفيس بوك وإدمانه وحبه والإنتماء إليه ! فأصبح الفيس بوك دولة داخل كل دولة ، دول لها سيادة كاملة واحتلال , ولكن أميز ما فى تلك الدولة أنها توفر لك كافة الحريات . ففى هذه الدولة تقول ما تشاء وتعبر عن رأيك بمطلق حريتك ، حتى أنك تكتب كلمات عن حالتك قد تخجل من أن تقولها فى الحياة العادية (فيس تو فيس) ، وتعبر عن أرائك السياسية وغضبك وسخطك من الفساد والحكام والمحكومين والنت (والنتيته ) وكل مايخطر على بالك فليس هناك مانع أو رادع إلا أن تفرط فى طلب الصداقات فيفاجئك الموقع بأنه أعطاك (كارت أحمر ) وطردك بخارجه . وهذا يوجه اليك الدعوات للإشتراك فى الجروبات أو الإيفنتات / فتستطيع أن تشتكى رئيس الوزراء نفسه إلى النائب العام وأى شخص (مخنوق منه تعمله ايفنت وتلقح عليه) . ليتحول الفيس الى طريقة لرد الاهانات وللإهانات وكذلك التعبير عن الحب والحالات المزاجية بأنواعها فأنت حر فيه تفعل ماتشاء وربما هذا هو السبب الحقيقى وراء ذلك التعلق بهذا الموقع تحديدا، وكذلك يوفر الموقع الكثير من الألعاب الخفيفة ، والشات الذى يعشقه العرب ليتخلوا بذلك عن أيام غرف الشات (االله يرحمها ) ويتحولوا إلى شات الفيس ولتبدأ الكلمة المعتادة للظهور من جديد ( هاى _ممكن نتعرف ) . فالموقع يجعل كل شىء متاح لديك صفحات الفنانين المفضلين إليك والكتاب المحببين إليك وأصدقائك والشات والألعاب وحرية التعبير (والتهييس) والجروبات والإيفنتات التى تدعو فيها الناس للمشاركة فى شىء ما أو لإعلان تضامننك مع شخص ما أو لسب شىء ما أو لطرد شخص ما أو لمحاكمة شخص ما ( إنشلا محد حوش) فالأمر مفتوح لك . ثم يبدأ الجميع فى إدمان تلك الدولة ويصعب التخلص من الإنتماء لها لأنك إن حاولت ستبدأ فى أعراض انسحاب لهذا الإدمان لا نعلم مدى توابعه ..!! . فلا تجهد نفسك .لأنك عضو فى دولة الفيس بوك شئت ام أبيت.