ولان هذا الشعب قديم جدا فقد عايش كل الحقبات وعاشها وتأثر بكل المصطلحات التي تدرّس الان في بلاط الجامعات وخلُص في النهاية لما هو فيه الان واختصر كل ما مر به في جمل قليله مفادها كالتالي : اهي عيشة والسلام او احنا احسن من غيرنا او بلاش بطر او يا عم خليك في حالك وعيش معيشة والديك الخلاصة اصبحنا نتلذذ بالحد الادني او حد الكفاف ونقول نعمه لست معترضا علي الحمد والصبر ولكنني معترض علي الكيفيه والاليه فلو اننا بالفعل دولة فقيره يكون هذا امر الله ولو اننا بالفعل دولة متخلفه بعدما ادينا جميعا ما علينا فهو امر الله ولكننا لسنا كذلك ولسنا كذلك ابدا وانما فقط نضع روؤسنا روؤس النعام في الرمال ولا نقدم جديد ولا نفكر في التغيير فقد هدمتنا البرجوازيه وهي حكام المجتمع الراسمالي وباعونا واشترونا وعودونا علي العيش بحد الكفاف فلا متنا ولا حيينا وتوالت علينا نفس النوعيات لتأصل الفكر وتوثق الواقع وتحلل الفكره لتبصح واقعنا اليومي العادي وغير ذلك سيصبح بطرا وترفا لا حاجه له ولا طائل منه وتحولنا للثيوقراطيه وهي حكم رجال الدين فكانوا بلا خبره وبلا هدف وبلا خطة وبلا رأس وتخبطوا بالسفينة وبنا وتحولوا لانياب ضارية تنهش كل من تسول له نفسه ان يحلم بغير احلامهم او ان يفكر ان يخرج عن عباءة سطوتهم فكانوا الاسرع في الانهيار فذاك الشعب يرضي بالحد الادني فعلا طواعية ولكنه لا يجبر عليه وتحول الجميع الي الميكيافيلية وهي ان الغاية تبرر الوسيلة فاصبح عشاق الحكم والسلطان يبررون اي شئ وكل شئ للوصول لاهدافهم سواء بالسب او القتل او التخريب والضحية دولة كل ذنبها ان هؤلاء محسوبون عليها مواطنين منها بالبطاقه او بالاسم فقط ولما احتار الشعب فيهم تحولوا الي النرجسيه فصار كل منهم يمدح نفسه وفصيله ويغالي في المدح ويلعن ويسب الاخر وكلهم مرضي وفاشلون لا محاله ومثل هذه الامراض لا يشفيها الا الموت بحد السيف وتستمر المسرحية الهزليه بتقمصهم للدجماتيه وهو تعصبهم الشديد لرايهم وما يخالفهم هو الخطأ ومن يخالفهم هو الكافر ولو كان بغير دين فقط كفر علي طريقتهم وارضاء لاهوائهم ويستمر التطور لنصل الي مرحلة الديماجوجيه وهي تملق الشعب واللعب علي اوتار التعاطف والتنويم والمغازلة بمعسول الكلام فذاك الشعب يحتاج لمن يحنوا عليه فعلا ولكن الكلمات سهله جدا ولا تكلف شيئا فهنيئا لكم الحبر الذي كتبت به الكلمات والهواء الذي استهلك في نطقها فذاك اعظم ما ستحصلون عليه تقريبا وتبقي البراجماتيه وهي الواقعيه والحياة الواقعيه والبروليتاريا وهي طبقة الكادحين الشئ الوحيد الحقيقي الذي لا يعرفه الحكام فهم في ابراج من زجاج لا يعرفون شيئا عن الكادحين ولا عن الواقع وتستمر المأساه قرونا تعقبها قرون من التخلف والرجعية واللامبالاة من جميع الاطراف