بقلم نرمين سعد الدين يقام سنويا في قرية "دميتوه" في محافظة البحيرة التي يوجد بها قبر أبو حصيرة احتفال أو مولد أبو حصيرة حيث يزوره الآلاف من اليهود خصوصا من المغرب وفرنسا وإسرائيل كما أن الثابت تاريخيا أن هذا الطائفة اليهودية المصرية كانت تحتفل بهذا المولد قبل العام 1945 وتم الاتفاق على تحويل المقبرة إلى ضريح حيث تشير وثائق إلى أنه وبموافقة مديرية البحيرة في ذلك الوقت تم شراء بعض الأراضي حول المقبرة للإقامة الضريح وتشييد سور حولها، وتم التبرع بالمال من قبل أثرياء يهود وأبو حصيرة هو واحد من احد أفراد العائلة اليهودية المغربية الشهيرة عائلة الباز التي ينتمى إليها أبو حصيرة أو أبو يعقوب كما يطلق عليه ، ولقد ولد يعقوب بن مسعود "أبو حصيرة" في جنوب المغرب، حيث تذكر رواية شعبية يهودية أنه غادر المغرب لزيارة أماكن مقدسة في فلسطين إلا أن سفينته غرقت في البحر، وظل متعلقا بحصيرة قادته إلى سوريا ثم توجه منها إلى فلسطين وبعد زيارتها غادرها متوجها إلى المغرب عبر مصر وتحديدا إلى دميتوه في دمنهور ليدفن في تلك القرية في 1880 بعد أن أوصى بدفنه هناك . وبعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 طالب اليهود بتنظيم رحلات رسمية لهم للاحتفال بهذا المولد والذي يستمر أسبوعا أو أثنين علي الأكثر ويتم السماح لليهود المحتفلين بالمولد بزيارة الضريح بشكل سنوي وبتنسيق مع سلطات الأمن المصرية ويعتبر ضريح أبو حصيرة (القبر والتل المقام عليه) الذي أقيم حاليا من بين الآثار اليهودية في مصر وهو مسجل كأثر ديني في هيئة الآثار التابعة لوزارة الثقافة ويخضع لقانون حماية الآثار وتقام مراسم الاحتفال بالمولد كل عام في ديسمبر تبعاً للشعائر الدينية اليهودية حيث يتم تناول الفاكهة المجففة والزبد والفطير ويجلسون عند المقبرة يبكون ويتلون أدعية دينية يهودية وذبح الأضحية عند الضريح حسب الشريعة اليهودية ، ويبدأ الاحتفال عادتاً بعمل مزاد علي مفتاح مقبرته ثم سكب الخمر فوق رأس أبو حصيرة أي علي ضريحه ولحسها من عليه والرقص فوق الضريح بشكل شبه هيستيري وهم شبه عرايا بعد أن يشقوا ملابسهم وغالباً ما يقومون بضرب رؤوسهم في الجدار والبكاء بغية التبرك وتلاوة بعض الأدعية وأعمال أخري غير أخلاقية يأتونها داخل الضريح !! ولقد بدأ عدد زوار الضريح للاحتفال بالمولد يتزايد من بضع عشرات إلى بضع مئات ثم بالآلاف يفدون كل عام من إسرائيل وأمريكا وبعض الدول الأخرى حتى بلغ عددهم قبل عامين قرابة أربعة آلاف، برغم احتجاجات الأهالي على تصرفات الزوار وتحويلهم حياة الفلاحين في هذه القرية إلى جحيم بسبب تحويل القرية إلى مدينة مغلقة بسبب إجراءات الأمن المصرية المكثفة لحماية الزوار ولقد شهدت المقبرة بعض التوسعات مع تزايد عدد القادمين وتم كسوة الضريح بالرخام، والرسوم اليهودية عند مدخل القبر، ثم بدأ ضم بعض الأراضي حوله وبناء سور، ثم قيام منشآت أشبه بالاستراحات، وهي عبارة عن غرف مجهزة، واتسعت المقبرة من مساحة 350 مترًا مربعًا إلى 8400 متر مربع وقد سعوا أيضًا إلى شراء خمسة أفدنة مجاورة للمقبرة بهدف إقامة فندق عليها؛ لينام فيه اليهود خلال فترة المولد ولكن طلبهم رفض.. وبدأت التبرعات الصهيونية تنهال لتوسيعها وتحويلها إلى مبكى جديد لليهود الطالبين الشفاء أو العلاج من مرض، حتى أن الحكومة الإسرائيلية قدمت معونة مالية للحكومة المصرية طالبة إنشاء جسر يربط القرية، التي يوجد بها الضريح بطريق علوي موصل إلى مدينة دمنهور القريبة، حتى يتيسر وصول اليهود إليها، وأطلقوا على الجسر أيضًا اسم أبو حصيرة ومع الوقت تحول أبو حصيرة إلى مسمار جحا للصهاينة وحكومتهم في مصر. فيما يحرص اليهود على لفت الأنظار إليهم، وتضخيم الاحتفال إلى درجة استقدام طائرة خاصة إلى مطار الإسكندرية تحمل وفدًا كبيرًا من حاخامات الصهاينة، ومعهم أحيانا وزير الأديان والعمل، وأعضاء من "الكنيست" وبنظرة بسيطة لأبو حصيرة ومولده يمكن التشكيك ليس فقط في خرافة هجرته ووصوله إلي مصر متمسكاً بحصيرة !!! وإنما أيضاً يثير تساؤل مهم هل حقاً هو يهودي ومن أحد أفراد عائلة الباز أم أنه مسلم كان مهاجراً من المغرب بغرض الحج وتوفي في الطريق كما أشيع بعد ذلك وبعيداً عن حقيقة أبو حصيرة هل وجود ضريح لشخص يهودي أياً كان شخصه أو وصفه يعطي الحق لوزارة الثقافة أن تضمه لهيئة الآثار وهو مجرد شخص عادي وتلك ليست إلا مقبرة ولو فرض أن مقابر ذوي الكرامات والأولياء تبعاً للقانون تضم لآثارنا الخالدة وهو ليس صحيح فيجب علي الأقل المعاملة بالمثل ويضم للهيئة مساجد أبو العباس والأباصيري والقناوي والبدوي وغيرهم الكثير هذا بعيداً عن ممارسة بعض الطقوس الغريبة والشاذة أمام جموع فلاحي مدينة دمنهور اللذين يستاءون ليس فقط من تحويل حياتهم لجحيم خلال مدة إقامة المولد من قبل أجهزة الأمن وإنما من ممارسة شعائرهم أمامهم دون مراعاة لهم