بقلم احمد خيري سيدي .. الكلمات لا تطاوعني .. والحروف تهرب .. وقلمي ينزف دما صافيا بدلا من الحبر الأزرق .. إخوان يخطفون ويمزقون بعض .. شعب غائب .. مغيب يبيع مستقبله ووطنه بحفنة جنيهات أو تليفون محمول .. بلطجية يستأجرون .. يمتصون دماء الغلابة .. حكومة تناست أن لها شعبا .. قررت أن لا أكتب عن الانتخابات .. سيدتي .. اعذريني .. وأتركي أصرخ .. أبكي .. اقول أأأأأأأأأأأأأأأأه .. فمن حقي النحيب قبل ان اموت كمدا .. وأرجوك بعد أن تقرأ رسالتي .. اقذفها في سلة المهملات .. فقد تتحول إلى دليلا على اتهامك بأنك تعرف إنسان يحمل اسم "مصري ".. نعم اسمي وشم منحوت في خلايا قلبي لا يمكن أن يمحوا .. أو يزيلوه .. حتي لو استخدموا ماء النار .. تعبت .. في البحث عن وطنى.. اعذرني .. واستحلفك بألا تضحك .. أو تستهتر .. أو تتعامل مع كلماتي بمنطق الجزار .. أو الجراح الذي تعود رؤية الدماء والموتى .. أغلبية محاولاتي فشلت في العثور على وطني بسبب " أسمي " .. لا تتعجب .. فقد وصلت إلى قناعة بأنك لو صرخت معي صوتنا يعلوا .. يجلجل .. يلفت أنتباه الناس حتي نطلب منهم أن يعودوا إلى رشدهم .. وعقولهم .. ويبدلوا أسمائهم من سوسو.. وحوحو .. وريري .. إلى مصري .. وعزة .. وكرامة .. وإيباء اعذرني .. فقد فرض علي اسمي " مصري " .. وتربيتي في بيت " وطني " .. بألا انسجم كثيرا مع ما رأيت اليوم من بقايا وطن .. يتمزق .. يخلعون عنه بقايا ملابسها لتتعري أمام الأعداء .. لن أكون " كووووووووول " " ومودرن " لاني ادرك بأن العدو .. خربنا .. نزع من داخلها الحب .. العصيان .. الإيباء اعذرني .. فقد نجحت إسرائيل وأعوانها في إجراء عمليات جراحية لعقول أغلبية شبابنا.. أفقدوهم فيها الرجولة.. ورفعوا صفات الأنوثة .. وحولوا اغلبية بناتنا لمسخ .. ومنحوهم أصوات ضفادع .. وعقول أنعام .. ولم يصبح الرجل رجلا.. والأسد إلا قطة .. والسبع ليس إلا كرة شراب .. والانثي إلا مسخ .. اعذرني .. فقد تعلمنا البرودة .. واللامبالاة .. بفضل الظلم الواقع الذي ليس شائعة.. أو خرافة.. أو وجهة نظر.. إنه ظلم مرئي ومسموع ومعروض علي شاشة حياتنا اليومية.. بموجب توكيل تم تسجيله في الشهر العقاري.