تداخلت كل الخطوط وأصبح.رنين تليفونها يزعجه .وتبدلت رسائل الغرام .لعتاب مر انقطع. .بدت حكاياتهم علي الانترنت .همسا وحديثا علي الشات .تسرد وتتمهل في حكيها وينصت .التهب قلب العاشق المغدور لينسج من أكاذيبها خطوطاً طويلة من الصبر وانتبه إلي انزلاق قلبه, لم يمانع ولم يتراجع اقبل ولم يتأن نشر الود حبالا طويلة تلف كل الأكاذيب واتهم نفسه بالغباء وهو يراجع نشيدها المر, علي مسامع قلبه استقر وطاب له البقاء .تفصلهم المسافات .فقط كان يطارحها الغرام عبر كابلات البحار والمحيطات ,يمسك برقه أنسام شعرها المتموج الكاحل كليل صحراء الخليج , تحكي عن خروجها الأول للنهار هربا من الأهل والتقاليد , واستدارت ترسم له الحياة الجديدة , فكر مليا في أن يترك موطنه إليها , يحمل لها جسده المتعب من رفيقه عمره التي ابتلعت شبابه وفحوله صباه وهربت إلي أهلها بولد يافع وأنثي مكتملة الاستواء.هما رصيده من رحله الزواج, جاهد طويلا كي يرتق ما انفك وانكسر فلم تمهله ظل يبني ويبني وظلت تهدم وتهرب حتى استجار بعين حبيبته الحالمة, ولوحاتها المتموجة.كانت تصاحبه في الطرقات هسيسا دافئا يعبر إلي أثناء قلبه ليحيه من جديد ويوصل ما انقطع من الود مع الحياة . أحس بالهدوء من تعب الالتفات .رأي ألوان حياتها فانبهر, رأي سمار خديها فاشتاق إلي ضم شهدها . كانت تهمس لعينيه ليلا فتنسيه النوم وتسرد عليه روائع الأنغام نهارا, فيمشي منتفخا كالريح يقذف الحب مدنا وقري ,لم يدع عقله يبحث ولو مره بين تفاصيل حديثها عن شيء ,استسلم رائقا صافيا لسهام عينيها ,تمرق لفتاتها خلال جهازه القابع في دهاليز عمره الخمسين تمده بلحن عبيرها الأثر ,طال غيابه عن أشواقه فحن لها, من رنين صوتها ,استعذب خلوتها الليلية به,تمتد ساعات الهمس الليلي طويلا .هدأ بوقاره المعهود فهانت دموعه يذرفها .أقسمت له واقسم لها .صارا روحا يمزجهم العشق والاشتياق يجتاحها الوله للقبلة الأولي والهمسة البكر .ظلت تحدثه مبتهجة أنها في الطريق إليه و توعد عينيه بلهيب اللقاء الأول . حمل إليها في لقاءه باقات العطور وأهازيج الحب وبدا منتشيا يحدث الوقت والزمن لحظات يريدها أن تمر سريعا ويود لو أن دولاب الباص يرتقي الطير في سرعته ليلحق بها .ويرجو أن يسكت الوقت عن الدق فور لقاءها وينتهي مروره .ليطول ويصفو. ..لما التقي بها لم تكن وحدها في انتظاره".سبقه الأخر إليها" قبع بجوارها يلف ثوبها.بيده النحيلة السمراء.كان يداعب الظباء في عمرها ولا يقوي علي مداره العشق, يبهرها بشعْره وكلامه الممزوج بالحلم.. لم يطل اندهاشه بدا فتور اللقاء من أول لحظه هو الذي ارتدي أبهي مابه ليعبر إليها.الآن .يجلس ملتفتا إليها وهي تدرس وجه صاحبها الجديد بتفاصيل العينين ولا ترتبك كأنها استقر لها الكلام ان تغزو هذا العباب ولا ترجع .تململ في جلسته شوقا للهرب وتأففت من وجوده يزاحم عيونها ويلهيها عن طاووس ,اصطحبته معها .ليزين جلستها ,لم تكن تنتظر علي جمر ولم يلهبها وجوده .استكانت لانسحابات عينيه وتحوله .لم تشعر بضجره .ولا رأت الدماء التي سالت من كفيه وهو يلقي عليها السلام لما انسحب بساطها معلنا ان لديها زائرا جديدا أحس ان السفر للمجهول ظمأ في سراب العمر وجدت ضالتها.ووجد فراغ عمره . حطم ضلالاته .حمل صورها بين ضفتي جواله السحري وظل يمسح بها صورة صوره أزال وجه طاووسها المنتفخ من أركان عينه وصعد إلي حافلة القطار إلي رأس البر يودع ليالي السهر بجوار صفحتها الغادرة .