بقلم حسن الشايب من حق الشعب المصري أن يزهو ويفخر بمناخ الحرية التي يعيشها والذي أتاح لواحد مثل المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم الشهير ب (شعبولا) أن يعبر عن رأيه صراحة في الانتخابات الرئاسية القادمة ويطلق أغنية جديدة بعنوان "مش هانتخب البرادعي" والمقرر عرضها خلال الفترة المقبلة. تقول كلمات الأغنية: "مش هانتخب البرادعي ولا حتى في الخيال الريس لسه كويس والصحة عال العال كبير وعنده خبرة ويعرف حاجات كتير وأهل زمان قالولنا أن الكبير كبير مش أي حد يحكم بلدنا بلد النصر غير حد يكون عارفنا وعاش على ارض مصر أنا هانتخبك يا ريس لو حتي دمي سال وان ما ترشحتش أنت أنا هأنتخب جمال ورغم إن الدكتور محمد البرادعي لم يعلن ترشيح نفسه رسمياً ، ولن يًسمح له بذلك ، بسبب الشروط التعجيزية المطلوب توافرها فيمن يترشح للرئاسة ، إلا إن شعبولا أو من يحركونه أرادوا استباق الأحداث لإثبات إخلاصهم للنظام ورفضهم لترشيح البرادعي ، على اعتبار إنه (منبوذ) وتم إعلان الحرب عليه من وسائل الإعلام الحكومية ، الجاهزة دائماً لإطلاق سهامها السامة صوب كل من يغضب عليه النظام أو يضعه في خانة المعارضين!. ولا أعلم إن كانت أغنية شعبولا الجديدة هي من بنات أفكاره وأوعز هو لمؤلف أغانيه إسلام خليل بتأليفها ، أم إن أحداً آخر طلب منه ذلك ضمن حملة الحزب الحاكم ضد الدكتور محمد البرادعي ، أو إنها صورة من صور النفاق الفج الذي أصبح صفة أساسية من صفات كثير من الناس في مختلف المواقع. وأيا كانت دوافع تأليف هذه الأغنية ، فلا بد أن نرفع القبعة للمطرب شعبان عبدالرحيم الذي يثبت دوماً إنه (واحد من الناس) يتفاعل مع همومهم ومشاغلهم وقضاياهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولا يكتفي بالغناء في الأفراح والموالد .. فقد سبق وأن عبر عن كرهه لإسرائيل ووقوفه إلى جانب الحكومة في أزماتها مع أنفلونزا الطيور وجنون الطماطم وغيرها!!. إن ظاهرة شعبولا وأغانيه هي في رأيي نتاج طبيعي لهذه المرحلة التي نعيشها منذ بضعة عقود .. مرحلة من أهم سماتها الانحطاط والتردي في كل شيء ، في السياسة والاقتصاد والتعليم والثقافة والفن وغيرها.. ولا أستبعد أن يسارع التليفزيون الرسمي في مصر لإذاعة الأغنية الجديدة للمطرب الفذ شعبولا واستضافته في العديد من البرامج الرئيسية ليحكي للجمهور أسرار الأغنية وأسباب رفضه انتخاب البرادعي. ولكن هناك سؤال مهم لا أملك إجابة عليه: هل يحمل شعبان عبدالرحيم أصلاً بطاقة انتخاب؟!!! وإيييييه.. بس خلاااااص !!! [email protected]