بقلم خالد سلطان بعد عودتي من السفر ركبت السيارة متجها إلي القاهرة وفي الطريق دخلت إلي ما يسمي كمين (الكارته) وإذا بالموظف يطالبني بخمسة جنيهات وككل الناس التي تدفع أي مبالغ تفرض عليها دون اعتراض دفعت المبلغ وأخذت الإيصال وكان مكتوب فيه التالي مبلغ كذا لتحسين الطرق ...... التي اشتكت من تهالكها وعدد الحفر فيها أكثر من عدد السيارات التي تمر عليها .....فأي الطرق التي قاموا بتحسينها .....طريق القاهرةأسوان الزراعي الذي لا يتسع سوي لسيارتين وهو طريق فردي عليه من الحوادث ما تعجز الأرقام عن حصره ومازال علي حاله وعلي المتضرر اللجوء للقضاء ......أما طريق القاهرةأسيوط الصحراوى الغربي الذي يتم إنِشاءه منذ أكثر من خمسة عشرة سنه وقد كانت إنشاءه طريقا فرديا هو خطأ فادح وتزاحمت عليه الحوادث حتى سمي طريق الموت وهنا فقط فكرت الحكومة أن تجعله طريقا مزدوجا وهو ما يتم الأن ولكن متي سينتهي ...... الله وحده يعلم ....... وهل في بلدنا أصبح من المستحيل أن نقوم بالتخطيط الصحيح لأي مشروع منذ البداية ؟؟؟؟؟؟؟ أم أن تكلفة إنشاء طريقين فرديين كل طريق علي حدا هي ارخص من طريق واحد مزدوج .....؟؟؟؟؟؟ ومبلغ كذا إسعاف طريق ..... نعم إسعافات الطريق التي لا تصل إلي مكان الحادث إلا بعدما يموت الجميع ومبلغ كذا ضرائب ودمغات وكأن ما ندفعه من ضرائب تحت جميع المسميات لا تكفي وما ندفعه من دمغا ت حتي علي ورق اللحمة التي لم نعد نستطيع أن نشتريها بل فقط نضع الدمغات علي أوراق اللحمة ونحملها معنا إلي بيوتنا لنأكل دمغات كل ذلك لا يكفي حتي يرحمنا الله وأخيرا وصلت لحقيقة الموقف فدفعنا لهذه الرسوم يعادل دفع السفن الأجنبية لرسوم مرورها في قناة السويس وحيث أن السفن غريبة وليست مصريه وجب أن تدفع أجرة مرورها في أراضينا ونحن كذلك حيث أننا لسنا من شعب مصر فقد أصبحت مصر ملكا لطائفه معينه من الناس ونحن عبيدا للرغيف ولهم لذا وجب علينا أن ندفع اجر مرورنا بطرقها المتهالكة والشكوى لله المهم أكملت طريقي متجها إلي الإسكندرية لأكمل رحلتي الحافلة بشتى أنواع الجمال والشاعرية التي تمنحها لنا حكومتنا الرشيدة وصلت والتعب ينزف من عيوني واستلمت السرير ولا يمنع عيوني من النوم إلا ما شاهدته من أحداث تثير الغيظ والكآبة في نفسي صحوت من نومي لأركب سيارتي لأنال بعض من المتعة لعلي اغسل بعض همومي بماء البحر واخلط ما زاد علي الماء برمل الشاطئ وهنا وقعت المشكلة الثانية أين أضع سيارتي علي كورنيش الإسكندرية وغمرتني السعادة عندما وجدت المواقف موزعه علي الشاطئ الجميل دخلت إلي احدها وإذا بشخص يقف علي باب الموقف وسألني (علي فين) يا باشا ..... ؟؟ رددت اسف أليس هذا موقف عام للسيارات أجاب بالإيجاب قائلا ساعه ولا اكثر ولا مبيت للسيارة فقلت حوالي خمسة ساعات فقال لي عشرة جنيه فقلت لماذا فقال لان هذه المواقف تابعه للمجلس فطالبته بالفاتورة فأعطاني فاتورة بالفعل ضحكت بشده وأنا اركن سيارتي وتذكرت مقولتي المشهورة في كل مواقفي بهذا البلد الجميل فقلت (مجبر أخاك لا بطل) فإما أن اركن في مواقف المجلس أو اركن مخالفا في الشارع لأنال مخالفه الركن الخاطئ وغرامه فورية قاتله ....... أيضا لا نعرف أين تذهب هذه الغرامات المهم نزلت للبحر وغسلت ما غسلت من همومي وتبقي ما تبقي وأكملت طريقي للتمتع بمعالم الإسكندرية الساحرة ووقفت لتناول الغداء في شارع مسموح الوقوف فيه طوليا وركنت سيارتي وعندما هممت بالنزول إذا بشخص يقف أمامي قائلا صباح الفل يا باشا رددت الصباح دون إهتمام بمن يكون فكلمني مجددا حضرتك باقي أم خارج فقلت له: ومن حضرتك ...؟ فقال أنا (سايس) الشارع و بنأكل عيش هنا فلو سمحت حضرتك تخرج (علشان) في واحد يريد أن يقف مكانك وهنا ضحكت مجددا وقلت له حاضر لكن لو ممكن تكلم لي أمين الشرطة المسئول عن الشارع (علشان) يحرر لي مخالفه الأول وأنا سوف اخرج من هنا...... !!!!!! وتركته وانا اضحك بشده علي حالنا في هذا البلد الجميل رجعت بعد أن أكلت ولست ادري أي طعام أكلت فقد كنت شاردا الذهن أفكر في الحوادث التي أمر بها منذ الأمس وهل لو أنني مقيم في مصر بشكل دائم كنت سأتقبل هذه الحوادث برد فعل مختلف وأخيرا وصلت لهذه النتيجة...... أن كل شئ في بلدنا ممكن ولابد أن تدفع لأي شئ في مصر وأنا في تفكيري العميق إذا بشخص يطرق زجاج السيارة ففتحت له مجيبا نعم فقال لي خمسون جنيها يا باشا فقلت مستغربا لماذا فأجاب رسم تنفس يا باشا فصرخت بشده..... لا...... لا .....لا وهنا صحوت من شرودي علي نظرات الجميع من حولي وتهامسهم وأنا متوقف في الإشارة فقد كان مجرد حلم مزعج فقط