درة من درر الأدب العربي ... ناهد السيد الصحفية والكاتبة التي اختزلت حرفها من أجل الثقافة والتحليق كفراشة في مجرات الأدب النسائي .... كاتبتنا اعتلت قمة أدب الطفل.. كتبت قصص عديدة للطفل... ولكنها أعربت أن أدب الطفل لم يُلاقي الاهتمام المفروض في مصر الأن نهمّ ببدأ اللقاء مع كاتبتنا المشغولة دائما بسفرياتها وبمحاولة الكشف عن كنوز الأدب النسائي في صفحتها بالاهرام (النسخة العربية )التي تُوزع خارج مصر وفي جميع أنحاء الوطن العربي أولا نُرحب بأديبتنا العرب /ناهد السيد .. ونرجو منها أن تمد القراء بنبذة عن سيرتها الأدبية .... aswat-elchamal ميمي قدري متى أقامت أديبتنا ناهد السيد على ضفاف الحرف ومن ساعدها في أول مشوارها الصحفي والأدبي؟ ناهد السيد منذ طفولتى وبالتحديد فى سن السادسة وأنا أعشق القراءة وقد شجعنى اخى الأكبر وهو شاعر عامية يدعى صبرى السيد - صدر له دوانين – كان يجعلنى ألخص الكتب التى أقرأها لكى يهذب لغتى وكتابتى، فكان يرفض تماما أن أفسر له الكتاب شفهيا ، ولم أنتبه الى خطته هذه إلا عندما بلغت الحادية عشر ، عندئذ التحقت بفريق المكتبه وأطلعتهم على طريقه أخى فأعجبتهم وساروا على نهجها مع زوار ومريدى ا لمكتبه ، وقد قاموا بتطوير الخطة من خلال تخصيص جوائز لأفضل طريقة كتابة اختصار ومن هنا تعلمت الكتابة وعشقتها .. أجد فى الكتابة متعة الخلاص من الشرور وحالات الضيق والاختناق أجد فيها ملاذا دافئا يساعدنى على العيش والتواصل مع الحياه أتذوق بها متعه اختراق الآخر ومساس مشاعره ، لذلك بدأت فى كتابة شعر العامية وأنا فى الثانية عشر من عمرى ، ونلت عن أشعارى جوائز عديدة فى المدرسة الثانوية ثم بالجامعة ، ومن بعدها المجلس الأعلى للثقافة ، وهيئة قصور الثقافة ، وتحولت كتابتى الى قصص الأطفال منذ 10 سنوات ، بعد أن عكفت على دراسه الطفل على مدى عامين من خلال دراساتى التمهيدية لعلم نفس الطفل فى جامعة حلوان ومن خلالها تابعت الدوريات الخاصة بهذا المجال من بحوث وكتب ، الى جانب الاصدارات الجديدة والقديمة لكتب الطفل العربية والغربية ، ففى البداية نشرت لى قصص قصيرة ، وكومكس أو قصص مصورة فى بعض المجلات الدورية ميمي قدري أديبتنا المتميزة على أي أساس صرحتي أن النشر لقصص الأطفال في مصر لا يجد الاهتمام الجدي من دور النشر؟ ناهد السيد دور النشر غالبا ما تعتمد على المترجمات اكثر من اكتشاف كتابات جديدة ، وتحتفى بالكتاب القدامى فقط ، لذلك فهى تقف عند حد معين من الكتابة للطفل يقتصر على الخيال والاسطورة ، فى حين اننا فى عصر التكنولوجيا والواقعية ولا يمكن أن نستخف بعقل الطفل طوال الوقت ولا نسعى لتطويره او مواكبة العصر ، لذلك قررت الكتابة للطفل بعد مراقبة أطفالى واشراكهم فى القصة بل واقوم بقياس رد فعلهم على طبيعة الكتابة ، وقد اصدرت كتاب " الاستاذ شبر ونص " لطفل عمره عامين يعلمنا أصول الأدب والتعامل اقتضاءا بابنى ، ولى تحت الطبع فى هيئة الكتاب " الشياتين ال13 " كتاب للمراهقات وعلاقتهم بالشات والانترنت والهمتنى به ابنتى الكبرى وساعدتنى فى كتابته لانه مكتوب بلغة الشات ، واكتب ايضا سلسلة بعنوان " انا بنت " متأثرة فيها بابنتى ، اى أنى أكتب لهم فلابد أن أنطلق منهم واليهم ومعهم ميمي قدري مارأيك بمقولة الأدب النسائي ؟! وهل هذه المقولة تجد صدى عند الكاتبة ناهد السيد؟ ناهد السيد أرى أن الأدب لا يمكن تصنيفه ولكن للمرأة حس خاص يميزها ، لذلك اعتبر أن التصنيف تمييز للاشارة الى بصمتها الخاصة ، ولا يقصد بالادب النسائى اختزاله أو استقطاعه من الادب بصفة عامة ، لأن الكاتبة لا تكتب عن نفسها ومشكلاتها فقط وانما هى ترصد تفاعلها أو تأثرها بمن حولها وبمجتمعها ، وقد تكتب بلسان رجل وتتقمص شخصيته وتجيد التعامل بروحها ، فأرى أن المقصود من الأدب النسائى هو ما تكتبه الأنثى ولا علاقة له بطبيعة الكتابة ، لأنها تختص بأقلام واسماء لا يمكن تصنيفها الى رجل وامرأة فهناك حس كتابى وتعبير خاص ميمي قدري هل نجحت المرأة المصرية والعربية في كسر أغلال القيود التي أصطنعها مجتمعنا العربي لكي يُناهض حرية الابداع عند المرأة؟ ناهد السيد بالطبع المراة حققت نجاحا ساحقا بتواجدها الابداعى والادبى فى الساحة العربية ككل بل وتصدرت قوائم الجوائز فى كافة المجالات ، والرائع أنها توصلت الى هذه المكانة بقدرتها الخاصة وبنضالها فى شق طريق لكيانها كمبدعة وعالمة وفنانة وسط مجتمع رجولى تقليدى يغار من مجرد طرح اسم انثى فى وسائل الاعلام ، كما أرى أن هذا النضال لم ينته بعد ، بل أن حدته تشتد حاليا خاصة بعد ثورات الربيع العربى وغزو التيارات الدينية للمجتمع العربى ، ومع ذلك لا تزال المرأة قادرة على التواجد وبقوة ومواصلة طريقها ميمي قدري هل حرية الابداع عند المرأة لها حدود أم لا حدود أمام الابداع؟ ناهد السيد المراة بطبيعتها عاشقة لرصد التفاصيل مما يجعلها قادرة طوال الوقت على الاستلهام والخيال ، كما أنها فى مجتماعتنا العربية تؤدى مهام عديدة فترتبط ارتباطا وثيقا بكل فرد فى الاسرة وتحتك بالمجتمع أكثر من الرجل ، وتتابع تفاصيل الحياه وتحياها بعمق يضيف الى قدرتها الابداعية قدرات خاصة جدا كما يدفعها للتجديد والتطور ميمي قدري المرأة المصرية من صفاتها الصبر والمثابرة واحترام الأسرة حد التغاضي عن أقل الحقوق التي وهبها الله ل ...