للواقع : حسام لطفي – رامي محمد قام المعتصمون المتواجدون بميدان التحرير، صباح اليوم الثلاثاء، بإشعال النيران فى إطارات السيارات التى قاموا باصطحابها ووضعها ببداية شارع التحرير المؤدى لميدان باب الخلق فى محاولة منهم لإعادة غلق الميدان أمام السيارات والمارة. وعلى جانب آخر طالب المعتصمون قائدى السيارات والمارة بالعودة مرة أخرى وعدم المرور وسط الميدان، فيما شكل البعض الآخر دروعا بشرية أمام السيارات بميدان عبد المنعم رياض. جاء ذلك بعد انسحاب قوات الأمن من الميدان بعد إزالة الحواجز الحديدية والكتل الخرسانية، وفتح الطريق أمام السيارات لإعادة الحركة المرورية مرة أخرى. فمثل زائر الفجر، الذى اعتاد مداهمة المنزل، والقبض على المعارضين السياسين، لم تخلف الشرطة عادتها، وأغارت فى الفجر على ميدان التحرير، بقوات مكافحة الشغب والمدرعات، بهدف معلن هو إعادة فتح ميدان التحرير أمام حركة المرور. عملية الفجر الغادر التى نفذتها الشرطة لم يكن لها أى مبرر، فالميدان الذى أغلقه المعتصمون ليس هو سبب إعاقة الحركة فى وسط العاصمة، وإنما من يعيق الحركة حقا، هو 27 ساترا وحاجزا خرسانيا أقامتها الشرطة فى معظم الشوارع المحيطة بالميدان، بحيث أصبح الموظفون ومن يرتادوا التحرير يبحثون عن طرق التفافية، كما يفعل الفلسطينيون فى الضفة الغربية، بعد أن أغلقها الاحتلال الاسرائيلي وقطع أوصالها، بحواجز أقل غلظة ووحشية من حواجز الشرطة المصرية. المشهد المهم فى ميدان التحرير بعد عملية فجر الشرطة، كان سحب مدرعة محترقة استولى عليها متظاهرون من قوات مكافحة الشغب وأحرقوها، ووضعوها فى قلب الميدان وتحولت إلى لوحة جرافيتى، ويقف إلى جوارها كل من يرتاد التحرير ليأخذ صورة بجوار المدرعة المحترقة، ربما ليذكر نفسه أن شرطة مرسي عادت أسوأ مما كانت شرطة مبارك، وربما لكى يذكر الناس أنفسهم أن هزيمة القمع أمر لا يزال ممكنا. خرجت الشرطة من التحرير بعد أن داهمته فجرا، اعتقلت بعض الشباب، لكن أهم إنجازاتها على الإطلاق فى عملية الفجر فى ميدان التحرير كان سحب هذه المدرعة المحترقة، وجرها إلى ميدان سيمون بوليفار، وكأنما أردات الشرطة أن تستعيد شرفها وتمحو عارها.. بعودة المدرعة المحترقة.. فهنيئا لها شرفها الذى استعادته من ميدان التحرير ووضعته فى ميدان سيمون بوليفار إلى جوار السفارة الأمريكية الحليف الرئيسي لنظام الإخوان.