بقلم عامر محمود تمر ذكراه الأولى وأنا لا اصدق انه رحل عن عالمنا ولكن عندما انظر إلي إي حال قد وصلنا أترحم عليه قائلاً بيني وبين نفسي أن مثله في نقاءه وبراءته وحبه لوطنه وعقليته التي كانت تسبق عصره لاستحقه عالمنا المليء بالنفاق والكذب والمشبوهين وأنصاف الرجال وأنصاف الموهبين وأنصاف الوطنين والمتحولين والكاذبين والملتحين أنصاف المتدينين وتجار الدين وتجار الم المواطنين وتجار الانتخابات وتجار الوطن. نعم لم يكن جلال عامر يستطيع العيش ورسم ألابتسامه فوق شفاه الملايين وسط هذه المهازل التي تحدث كل ساعة في هذا الوطن فالانقياء دائماً يأتي عليهم وقت ولا يستطيعون التحمل كثيراً فلديهم مخزون معين من الصبر ينفذ بمجرد أن تنهار القيم والمبادئ أمامه أو عندما يري دماء من عاش من اجلهم تراق بأيديهم جلال عامر الذي مات حباً في الوطن فعندما رأي بعينه المصريين يتقاتلون وهانت عليهم أنفسهم مثلما هان كل شيء,, لقد كانت تجمعنا به علاقة وطيدة ولكن من خلال كتاباته لم أراه وجهه لوجه ولكنه كان الأب الروحي لمعظم جيلنا تعلمنا منه فلسفة الابتسامة وقت الحزن والقوة بدون عنف والمواجهة أن تطلب الأمر والثبات العظيم في المواقف الكبيرة , تعلمنا منه أن الكلمة مسئولية وان شرف الإنسان هو الكلمة وان للإنسان قضايا مصيرية في حياته يعيش دفاعاً عنها أو يموت في سبيلها كان لنا الصديق الصدوق والمصدق كنا نراه محارباً عظيماً فارساً نبيلاً وكاتباً عظيماً كنا ننتظره كل صباح يشرق علينا كالشمس يرسم على وجنتينا الابتسامة كنا نبني أراءنا بناءاً على أراه دون أن يقصد هو أو نقصد نحن كان مؤمن بحريه الإنسان وبان الكرامة لن تأتي بدون حرية وبان الحرية لن تأتي إلا من خلال أحرار كان جلال عامر يربى نشأ جديد يسقيه الثقافة الفكرية بالمعلقة .. عزيزي القاري.. عندما تذهب إلي الإسكندرية توجه إلي قبر جلال عامر واجلس قليلاً ثم ابكي قليلاً ثم ابتسم كثيراً ثم توقف عن الاثنين معاً وعاهد نفسك أمام قبره انك لن تترك حقك وحقه وحق شهداء وطنك وانك لن تهدأ من ثورتك حتي تكتمل و أن كنت لا تعرفه اسأل عنه بسطاء الإسكندرية في بحري وابوقير والمنشية أو اقتحم أي مظاهرة تهتف ضد النظام واقترب من أي شخص تلمح في عينيه كراهية للذل ويهتف يسقط يسقط حكم المرشد واهمس في أذنيه هل تعرف قبر جلال عامر.. سيبتسم وربما يترك المظاهرة ويذهب إلي قبر جلال عامر ويقرا معك على روحه (( الفاتحة ))