بقلم عمرو خليل أن يدفعك أحدهم فى كتفك وانت راكب الأتوبيس فتنظر إليه معاتباً ويكون فى نفس اللحظة أحدهم يضع يده فى جيبك ويأخذ كل ما فيه .. فهذه سرقة .. أو أن تكون نائما فتشعر بحركة حرامى غشيم أول مرة يسرق يحدث ضوضاء ودوشه ولأجل أن تشعره بالأمان تعلى صوت شخيرك .. فهذه سرقة .. أو أن ينقل أحد رسالتك العلمية بالحرف الواحد إلى رسالته فهذه سرقة .. أو أن تكون كاتب موهوب لكن مغمور فيأتى أحد ما فيعطيك أثنين، ثلاثة جنيه ويأخذ منك إبداعاتك ويبيعها هو بالألاف .. فهذه سرقة. كل هذه سرقات سمعنا عنها وعرفناها .. وهناك أنواع كثيرة من السرقات .. لكن هل سمع أحدكم عن سرقة الأنجازات .. يمكن أن تكون قديمة ومن الممكن أن تكون حديثة لم تٌعرف بعد فيجب أن تسجل فى موسوعة جينس ريكورد قسم سرقات. وهو أسلوب سهل وبسيط ليس فيه أى تعب .. إذا توليت منصب ما تمر على كل أنجازات من سبقوك وتقوم ببعض الأنجازات الخاصة لك كأن تقوم بدهان مبنى قد بناه من سبقك أو أن تقوم بتكسير حائط بين حجرتين أو أن تقوم بكتابة عقد صيانة جديد مع شركات الصيانة أو أن تترك من يعمل تحت إدارتك ببناء أو تشيد أعمال جليلة ثم تأتى أنت وتضع عليها لوحة أنك صاحب هذا الأنجاز، ولأنه تحت إدارتك وعوز يأكل عيش وأهو بيستفيد ويفيد لن يعترض بلا شك وإلا أصبح فى الشارع. لا تظنوا أنى أضع خطط لطرق السرقة أو أعطى دروس كيف تسرق .. أو أنى أتخيل هذا كله بل هذه حقيقة وواقع يتم كل يوم ولا أعتراض .. لذلك من الممكن عندنا تجد الأنجاز الواحد ينسب إلى أكثر من شخص .. فمثلاً أحد ما يقوم بإنشاء حماماً خدمة للمصلحة ولموظفى المصلحة ثم يأتى من يقوم بدهان ذلك الحمام فيكون بذلك قد أتم إنجاز ثم يأتى من يقوم بتنظيف هذا الحمام فينسب إليه أيضاً ذلك الإنجاز أو من يضع فيه مواد تنظيفية وعطور فذلك إنجاز أخر وهكذا. ولا مانع أبداً أن يحمل المبنى الواحد أو الإنجاز الواحد أكثر من لوحات إنجازية .. لوحة إفتتاح وتشييد لوحة تجميل .. لوحة تجديد .. لوحة صيانة .. وكل لوحة تنسب إلى شخص ما. أراك أيها القارئ تتعجب .. لا تتعجب فالأتى هو الأعجب .. إن كل هذا يحدث فى المؤسسات التعليمية التى من المفروض أنها تصنع الرجال تصنع الأمل تصنع المستقبل تصنع التقدم تصنع التطوير تصنع الرقى.. فيأتى المستقبل على أوهام وخيالات مشيدة على أكاذيب .. فلا يلبث أن ينهار .. لذلك أيها القارئ ترانا محلك سر .. لا نتقدم خطوة واحدة ولا نرتقى إلى مصاف الدول المتقدمة التى لا تزيد عنا شيئ لأنها تحيى بأنفاس أولادنا. وإننى أحلم أيها القارئ باليوم الذى يأتى وتنتهى فيه كل هذه المظاهر الخداعة ونرقى إلى العلا نسبق الأمم المتقدمة .. ولكنى أخاف أن يأتى أحدٌ ما فيضع لوحة إنجازات على حلمى.