في غزة تقطع تذكرة الوصول للجنة مجاناً !!

بقلم وصال ضهير
انتهت الحرب أو العدوان .. أسموه كما تشاؤون ! ليس هناك فرق ، فالنتيجة واحدة في كل مرة : اغتيال البراءة والطفولة ،
اغتيال الكلمة والصورة .. ولا مجيب ، لم تتحرك الا ضمائر القليل من شعوب العالم ، على عكس حرب 2008 حيثُ لم يأبه
بنا أحد ، ربما يعتبر هذا خطوة ايجابية نوعاً ما تجاه غزة والقضية الفلسطينية ، لا أعرف ..!
المهم في النهاية أن غزة انتصرت .. لاااا بل فلسطين هي من انتصرت ، هنيئاً لها ذلك الشعور الذي لا يضاهيه شعور آخر
على وجه الأرض .. لذة انتصار بطعم كرامة وكبرياء عالي لا يحس به الا من تعب فيه وناضل من أجل الحصول عليه .
كُسرت شوكة اسرائيل بيد أُسود فلسطين وتلقت درساً لن تنساه ، لم تعد قادرة على ايجاد تبريرات لشعبها وللعالم عما فعلته ،
إنها باتت توقن أن ما فعلته حماقة لا تغتفر ولا يمكن تصحيحها ..!
وقد أصبح العالم بأسره يعرف ما مدى قوة المقاومة وجبروت الشعب الفلسطيني ،حتى إن لم يسانده أحد سينتصر بإذنه تعالى.
حربين ، حصار ، دمار .... لكن هناك فرق كبير جداً بين غزة 2008 وغزة 2012 .. في الحربين انتصرنا ، لكن في 2008
صبرت اسرائيل 22 يوماً ولم تستطع أن تكمل الحماقة التي بدأتها .. اما اليوم فقد أصبحنا اكثر قوة من ذي قبل فلم تصبر
اكثر من 8 أيام وقبلها أصبحت تتخبط كالمجنونة تطلب من كل دول العالم أن يتدخلوا لكي يصححوا خطأها ويوقفوا قوة
المقاومة ..
في 2008 فقدنا 1417 شهيداً ومع ذلك بقينا صامدين ، وأنجبت أرض العزة ضعفهم ..... اليوم فقدنا 162 شهيداً ، وستنجب
هذه الأرض الأبية أضعاف أضعافهم بإذن الله .
حرب الفرقان أو كما يطلق عليها اليهود "الرصاص المصبوب" !! أُعلنت علينا من قلب جارتنا مصر ، ولم نجد من يساندنا ..
أُغلقت المعابر ولم يأبه بنا أحد .. لكن هذه المرة وبعد الثورة المصرية تبدل الموقف كلياً .. فالدولة التي أُعلن علينا الحرب
منها هي الدولة التي ساندتنا ووقفت بجانبنا ..!
في معركة حجارة السجيل "عامود السحاب" لم تبقى غزة وحيدة كالسابق لأن شطري الوطن المنقسم التحما لمساندتها
ونصرتها .. انتفضت الضفة وثارت القدس الجريحة .. القدس التي من المفروض أن نتحرك نحن لوقف النزيف والعدوان
الذي تتعرض له بشكل يومي من قبل الاحتلال .. تحركت من أجلنا .
في هذه الحرب أدركتُ حقاً أن في غزة تقطع تذكرة الوصول للجنة مجاناً ، وأيقنتُ أن فيها أُسودٌ شامخة يحمونها من عدو
غادر ، وكل من يتربص بها ، لأن الله معهم .