بقلم الكاتب و السينارست والمُعد المصري وائل مصباح المقال الرابع والعشرون امشي يا ثورة..امشي يا ثورة!! كان شعارنا في مصر وفى اغلب دول الربيع العربي قبل حلول سيادته"أمشى جنب الحيط"، وعندما شرف جنابه تغير الشعار إلى "أمشى على الحيط "أو "فوق الحيط" المهم امشي عكس الناس،وظلت الثورة قائمة إلا أن استيقظ احدهم_وهم كثيرون_ وصاح بهيستيرية : مبحبش الثورة.. مبحبش الثورة. خلاص متزعلش،أوعي تعكر مزاجك،وعلى طريقة محمد هنيدي وحسن حسنى في مسرحية " حزمني يا بابا " :خلاص..خلاص.. امشي يا ثورة ..امشي يا ثورة.. عموره حيشرب اللبن،بدوي حينام بدري،والبردعى معدش هيقعد على النت،ونسر صباحى مش هيطير .. امشي يا ثورة بقى متبقيش رخمه،خلاص أبو الفتوح منزلش التحرير زي الولاد الوحشين اللي مش بيسمعوا كلام ماماتهم،امشي بقى محدش ما حدش حيعمل " ببيبي " على نفسه تاني! امشى ربنا يكرمك الثورة في سوريا اشتعلت بسبب الكلمة دى!! ففي يوم الخميس السابع عشر من فبراير الماضي كان أحد المواطنين السوريين يدخل بسيارته في مدخل سوق الحريقة بدمشق فبادره شرطي السير:(امش يا حمار) فرد عليه المواطن:(بتطلع ستين حمار) فما كان من الشرطي إلا أن ضربه بعصا المرور التي يحملها، ما دفع المواطن إلى الترجل من السيارة، لرد الإهانة للشرطي إلا أن اثنين من عناصر الشرطة المتواجدين في المكان تدخلا للدفاع عن زميلهما، وسرعان ما شاركا في ضرب المواطن،وعندما رأى أحد المواطنين الدم يسيل على وجه المعتدى عليه، بدأ بالصراخ مما استدعى تجمع المارة،فسحبت الشرطة المواطن المعتدى عليه إلى مدخل بناء قرب فرع المصرف التجاري السوري إلا أن الشارع كان قد امتلأ من المارة والمتسوقين وتجار الحريقة، الذين أغلقوا جميعاً محلاتهم وانضموا للمتظاهرين وراحوا يهتفون: طالعوه..طالعوه. فسرعان ما تدخلت سيارات الشرطة وحضر رئيسها إلا أن الجموع التي تجاوز عددها الأربعة آلاف ملأت كل مداخل منطقة الحريقة وحاصرت مكان احتجاز المواطن المعتدى عليه،ومنعت الشرطة من الحركة،وفي محاولة مكررة لتغيير مجرى المظاهرة،اندس عدد من مخبري الأمن بين الجموع وهم يهتفون:"بالروح والدم نفديك يا بشار" ما أثار امتعاض المتظاهرين الغاضبين الذين أسكتوهم بالهتاف بصوت واحد: (ارفع راسك يا سوري). فقامت شرطة المرور بقطع الطريق المؤدي إلى المنطقة فتصاعد الغضب الجماهيري بسبب محاولة عناصر الأمن التدخل،وتفريق الناس،مما استدعى حضور وزير الداخلية اللواء "سعيد سمور" بصحبة ستة من العمداء والنائب العام،إلا أن المتظاهرين لم ينفضوا إلا حين طلب منهم الشاب المعتدى عليه ذلك،ورأوه وهو يخرج من مدخل البناء الذي احتجز به،فيما أكد وزير الداخلية للجموع أنه سيحاسب الشرطي الذي اعتدى على المواطن،وزملاؤه الذين تعاونوا معه على ضربه،وأن الأمر لن يمر بلا عقاب! وبعد فتح الشوارع المؤدية إلى منطقة الحريقة،انتشر الخبر وعم سوريا كلها فكانت نقطة البداية!!أيها الأخوة في سوريا آن لكم أن تتحرروا من أغلالكم،أن تنزعوا اللواصق عن أفواهكم،أن تشمروا عن سواعدكم وتنطلقون نحو شمس الحرية،نحو فجر يتسامى مع تطلعاتكم وآمالكم وأحلامكم ومستقبلكم المشرق فأضيئوا مشاعلكم وسيروا برعاية الله وحفظه نحو هدفكم،لا تخافوا إن الله معكم فاصبرو ا وصابرو . نعود لمصرنا الحبيبة وخاصة شرفاء ميدان التحرير لأبعث لهم رسالة قصيرة مفادها" "متقعدش ما تهمدش..حسنى مبارك لسه مامتش" لسه شبحه موجود في كل مكتب حكومي متهدم بمقاعد مدمرة،وجهاز الكمبيوتر يشتغل حين ميسرة مزود بأول طابعة عرفها التاريخ تعمل بصوت كأزيز النحل وبطء السلحفاة الحامل،وجدران ملوثة،تتوج كل هذه المظاهر المادية بتكشيرة الموظفين وتعاملهم مع المواطنين كأباطرة أمامهم شرذمة من العبيد يجب أن يقفوا في طابور ويحازوا،صفا انتباه،وممكن كمان يرددوا النشيد الوطني،لعل وعسى يرضى عنهم أحفاد الكاتب القرفصاء،ألم يتعظوا من مصير مبارك وأسرته؟أم مازل يراودهم الأمل في عودته؟! ولهؤلاء ولأمثالهم أقول:الأموات لا يعودون إلى دنيانا مرة أخرى..والتاريخ لا يعيد نفسه،سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. إلى اللقاء في المقال الخامس والعشرون مع تحيات فيلسوف الثورة وائل مصباح عبد المحسن