للواقع : محمد خليفة شدد الأمن المصري من قبضته خلال الساعات الماضية على عملية تهريب البضائع إلى قطاع غزة عبر أنفاق التهريب، ووقعت بحسب شهود عيان اشتباكات في الجانب المصري من الحدود بين مهربين وقوات الأمن المصرية، التي تعمل على قطع الطريق أمام الشاحنات التي تقل سلعا للقطاع من الوصول إلى مدينة رفح الحدودية. وتفيد المعلومات بان قوات من الأمن المصري واصلت طوال ساعات ليل الخميس وفجر الجمعة القيام بمهام وعمليات أمنية، تخللتها اشتباكات مع مسلحين في منطقة الحدود من الجهة المصرية، المقامة أسفلها أنفاق تهريب البضائع. وأغلقت أنفاق التهريب بشكل كامل خلال الفترة التي كان الأمن المصري يقوم بها بالمهام الأمنية، وخاصة لحظة وقوع اشتباكات مسلحة. وبحسب المعلومات فإن هيئة المعابر والحدود التابعة للحكومة بغزة أغلقت الأنفاق، لدواع أمنية لحظة قيام الأمن المصري بعمليات على الحدود. وذكرت تقارير أن هيئة المعابر أغلقت الأنفاق وأوقفت العمل بها لحين استقرار الوضع الأمني على الحدود، بعد أن أمرت جميع العمال في الأنفاق الخروج منها ومغادرتها فجراً بشكل عاجل، في حين شددت الرقابة على الشريط الحدودي تخوفاً من أي تصعيد أمني في المنطقة. ويرجع العاملون في التهريب السبب إلى عمل حكومة حماس على منع أي عملية هروب من قبل أي مسلحين إلى قطاع غزة، فراراً من الاشتباكات مع الأمن المصري. وقال رجال يعملون في مهنة التهريب أن الأمن المصري يضيق الخناق على عمليات تهريب البضائع منذ الخامس من الشهر الماضي، وهو التاريخ الذي قتل فيه مسلحون متشددون 16 جنديا مصريا. ومنذ ذلك التاريخ شرعت قوات الأمن بتنفيذ عملية 'نسر' للقضاء على بؤر الجماعات المتشددة في سيناء، وتخلل العملية هدم عشرات أنفاق التهريب. ويؤكد العاملون في الأنفاق أن قوات الأمن المصري شددت خلال الأيام القليلة الماضية الخناق على عمليات التهريب، من خلال منع وصول الشاحنات التي تقل البضائع من الوصول إلى منطقة رفح المصرية لإفراغ حمولتها وتهريبها عبر الأنفاق، ويؤكدون أن عمليات المنع هذه أحياناً تتم عند كوبري السلام المقام فوق قناة السويس. وبحسب المهربين فإن عمليات ردم فوهات الأنفاق من الجانب المصري لا تزال مستمرة. يشار الى ان وزارة الاقتصاد في حكومة حماس أعلنت الأسبوع الماضي عن انخفاض حجم الواردات لقطاع غزة عبر الأنفاق، بسبب إقدام السلطات المصرية على إغلاق عشرات الأنفاق. وذكرت أن عملية دخول البضائع المهربة انخفضت بنسبة 45 بالمئة نتيجة هدم عدد كبير من الأنفاق. وبالتزامن مع التشديدات عملت مصر على إعطاء تسهيلات للمسافرين على معبر رفح الحدودي، إذ سمحت بفتحه يوم الجمعة لسفر مئات الفلسطينيين، وهو يوم كان في السابق يعد يوم عطلة أسبوعية. وتمكن بموجب عملية الفتح هذه مئات المسافرين من مغادرة غزة باتجاه مصر، وهي خطوة من شأنها ان تخفف من عملية تكدس أعداد المسافرين الفلسطينيين. في ذات السياق دعت حركة المقاومة الاسلامية حماس جماهير الشعب الفلسطيني في محافظة رفح جنوب قطاع غزة للمشاركة في الفعاليات الاحتجاجية ضد إغلاق الأنفاق الأحد. وقالت الحركة في بيان لها السبت إن الفعاليات ستبدأ الساعة العاشرة بالقرب من المناطق الحدودية المصرية في مخيم يبنا مقابل مبنى القيادة المصرية. وأضافت أن الفعاليات ستبدأ بمؤتمر صحفي للوجهاء والمخاتير وأصحاب الانفاق، موضحة أنها نصبت خيمة اعتصام في المكان لحين التوقف عن تدمير الانفاق. وطالبت الحركة الجانب المصري بإيجاد بديل عن الانفاق التي تعتبر شريان الحياة لغزة قبل تدميرها. وكانت السلطات المصرية بدأت بتدمير الأنفاق بعض الهجوم المسلح على نقطة تابعة للجيش المصري.