بقلم عطيه ثروت ان مايحدث الان فى مصر والعالم الاسلامى بسبب الفيلم المسئ للرسول صلى الله عليه وسلم يجعلنى احمد الله حمدا كثيرا على اننى مسلم وادين بالاسلام لان ديننا العظيم امرنا ان نحترم كل الاديان واهلها حتى اصحاب الديانات الوضعية امرنا ان نحترمهم ونحترم شعائرهم وطقوسهم ، وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم مليئة بالمواقف العظيمة التى اعطت للمسلمين دروسا فى كيفية احترام اهل الاديان الاخرى والتسامح معهم روى الصحابي جابر بن عبد الله: «أن يهوديةً من أهل خيبر، سمّت شاة مَصليةً - مشوية - أهدتها لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فأخذ الذراع فأكل منها، وأكل رهط من أصحابه معه. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ارفعوا أيديكم. وأرسل إلى اليهودية فدعاها فقال: سممتِ هذه الشاة؟ فقالت: من أخبرك؟ قال: أخبرتني هذه في يدي - للذراع - قالت: نعم. قال: فما أردتِ إلى ذلك؟ قالت: قلت إن كان نبياً فلن يضرّه، وإن لم يكن استرحنا منه. فعفا عنها رسول الله ولم يعاقبها» كان النبي (صلى الله عليه وسلم)، يعلّم المسلمين في مدرسته الصفح عن أهل الأديان الأخرى، حتى لو صدر عنهم إيذاء للمسلمين، عملاً بالآية القرآنية التي تقول: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ﴾[12]. قال الصحابي أسامة بن زيد: «كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب، كما أمرهم الله، ويصبرون على الأذى، ثم قرأ هذه الآية»[13]. وروي أنه مرَّت به (صلى الله عليه وسلم) جنازة فقام لها واقفاً، فقيل له: «يا رسول الله! إنها جنازة يهودي. فقال: أليست نفساً» وعندما حقق الله تعالى لرسوله أمنيته بفتح مكةالمكرمة ودخلها فاتحاً منتصراً ظافراً قال لقريش: "ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيراً أخ كريم وابن أخ كريم، فقال : اذهبوا فأنتم الطلقاء، لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لي ولكم" و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله إذا بعث جيوشه قال: "اخرجوا باسم الله، قاتلوا في سبيل الله من كفر بالله، لا تعتدوا، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع" مسند احمد، ج1 وقد اتبع عمر بن الخطاب نهج الرسول صلى الله عليه وسلم وكان ينصح سعد بن أبي وقاص عندما أرسله في حرب الفرس بأن يكون حربه بعيداً عن أهل الذمة، وأوصاه ألا يأخذ منهم شيئاً لأن لهم ذمة وعهداً، كما أعطى عمر رضي الله عنه أهل إيلياء أماناً على أموالهم وكنائسهم وصلبانهم وحذر من هدم كنائسهم، وأمر الإسلام بحسن معاملة الأسرى وإطعامهم ولم تتوقف معاملة المسلمين لغير المسلمين عند حد المحافظة على أموالهم وحقوقهم، بل حرص الإسلام عبر عصوره على القيام بما يحتاجه أهل الكتاب وما يحتاج إليه الفقراء منهم. وكانت هذه الاخلاق السمحة للرسول وصحابته سببا فى اعجاب بعض مفكرى وعلماء اوربا بالدين الاسلامى وبسماحة الرسول وان كانوا لم يعتنفوا الاسلام وظلوا على ديانتهم ولكنهم قالوا قول حق قال الأب ستيفانو: لا أنكر أنني قرأت في كثير من كتب التاريخ عن أوضاع غير المسلمين في الدولة الإسلامية إبان مجدها وحضارتها، فوجدت اليهود والنصارى فيها يُعامَلون معاملةً تجعلهم يفضلون العيش في كنف المسلمين، على العيش في كنف أبناء دينهم!ويُعطَون من الحقوق ما يصلون به إلى المراتب العالية في الدولة الإسلامية. ولو استطعنا نحن الغربيين اليوم أن نعامل أهل الأديان الأخرى مثل تلك المعاملة، لاستطعنا أن نجد من الترحيب بنا في أوساط الأديان الأخرى ما يناقض واقعنا اليوم، من كراهيتهم لنا بسبب قسوتنا عليهم، وبخاصة على المسلمين الذين أسرفنا في التضييق عليهم هذه الأيام. ويقول المستشرق الفرنسي (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب): «إن محمداً رغم مايُشاع عنه مِن قِبَل خصومه ومخالفيه في أوروبا، قد أظهر الحِلم الوافر، والرحابة الفسيحة إزاء أهل الذمة - اليهود والنصارى – جميعاً» ويقول الفيلسوف الألماني الشهير (غوته) في كتابه (أخلاق المسلمين وعاداتهم): «ولا شك أن المتسامح الأكبر أمام اعتداءات أصحاب الديانات الأخرى،وأمام إرهاصات وتخريفات اللادينيين، التسامح بمعناه الإلهي، غرسه رسول الإسلام في نفوس المسلمين،فقد كان محمد المتسامح الأكبر» ويقول (جيمس بيرك) في كتابه (عندما تغير العالم): «وقد تميز المجتمع الإسلامي الثري الحضاري ذو الثقافة الرفيعة، بالتسامح مع العقائد الأخرى، حيث عاش في ظل حكم الخلفاء المسلمين آلافُ اليهود والمسيحيين في سلام وانسجام كامل» ويقول المؤرخ (ويل ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة): «وعاشت الأقليات اليهودية آمنة في القسطنطينية وسالونيك وآسيا الصغرى وسوريا وفلسطين والجزيرة العربية ومصر وشمال أفريقية وإسبانيا تحت حكم العرب هكذا تكلم علمائهم الذين صنعموا حضارة اوربا التى تسخر الان منا نحن المسلمون وتسب رسولنا وتسخر منه ...انهم يفعلون ذلك مدفعون دفعا كالبلطجية المأجورين لضرب الدين الاسلامى الذى بدأ ينتشر فى اوربا وبأعداد كبيرة .. نحن كمسلمون لا نملك الا الدعاء وان نفوض امرنا الى الله فهو القاهر فوق عباده .. ونطالب حكومتنا ان يكون لها موقف حاسم فى هذه القضية لان من اهين هو رسول الله صلى الله عليه وسلم