سجل الآن، انطلاق اختبارات القدرات لطلاب الشهادات المعادلة العربية والأجنبية    "ثمرة سنوات من الجد والاجتهاد".. رئيس جامعة بنها يوجه رسالة لخريجي كلية التربية -صور    محافظ المنيا يفتتح مسجد العبور ويؤدي صلاة الجمعة بين الأهالي (صور)    "الطفولة والأمومة" يحبط زواج طفلتين بمحافظتي البحيرة وأسيوط    تفاصيل التقديم على الشقق البديلة لسكان الإيجار القديم (انفوجرافيك)    محافظ الدقهلية يتفقد المخابز ويوجه بتكثيف حملات التفتيش (صور)    الزراعة: تكثيف الجهود لمتابعة الأنشطة البحثية والإرشادية للمحطات البحثية    ترامب: أوروبا لا تُملي عليّ ما يجب فعله    خبير استراتيجي: المساعدات الإنسانية لغزة لا تغطي سوى 1% من احتياجات القطاع    تجدد الحرائق في غابات اللاذقية شمال غربي سوريا ونزوح عائلات    لحظة بلحظة بعد قليل.. ليفربول وبورنموث.. محمد صلاح أساسيًا    حادث أثار الجدل.. القصة الكاملة لحادث "رنا" وصديقاتها على طريق الواحات (فيديو وصور)    ضبط قضايا اتجار في العملات الأجنبية بقيمة 6 ملايين جنيه في 24 ساعة    الأحد.. عمرو سليم وياسين التهامي على مسرح المحكى بمهرجان القلعة للموسيقى والغناء    ET بالعربي يعلن توقف فيلم كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني والمنتج يرد    20 صورة- بسمة بوسيل ترقص وتغني في حفل الدي جي الإيطالي مو بلاك    خطيب المسجد الحرام: الحر من آيات الله والاعتراض عليه اعتراض على قضاء الله وقدره    خطيب الأزهر يحذر من فرقة المسلمين: الشريعة أتت لتجعل المؤمنين أمة واحدة في مبادئها وعقيدتها وعباداتها    وزير الأوقاف ومحافظ الوادي الجديد يؤديان صلاة الجمعة بمسجد التعمير بشمال سيناء    تناول مضاد حيوي.. مستشفى المنصورة الدولي ينقذ حياة رجل أصيب بمتلازمة خطيرة    الصحة 47 مليون خدمة مجانية في 30 يومًا ضمن حملة «100 يوم صحة»    مؤسسة شطا تنظم قافلة صحية شاملة وتكشف على الآلاف في شربين (صور)    الحل في القاهرة.. قادة الفصائل الفلسطينية يشيدون بجهود مصر بقيادة الرئيس السيسى فى دعم ومساندة غزة    مؤلف «سفاح التجمع» يكشف كواليس أول يوم تصوير    رانيا فريد شوقي في مئوية هدى سلطان: رحيل ابنتها أثر عليها.. ولحقت بها بعد وفاتها بشهرين    «النيل عنده كتير».. حكايات وألوان احتفالا بالنيل الخالد في أنشطة قصور الثقافة للأطفال    محافظ الجيزة يوجه بمضاعفة جهود النظافة عقب انكسار الموجة الحارة | صور    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 فلكيًا في مصر (تفاصيل)    تفحمت بهم السيارة.. مصرع 4 أشخاص في اصطدام سيارة ملاكي برصيف بالساحل الشمالي    حكم من مات في يوم الجمعة أو ليلتها.. هل يعد من علامات حسن الخاتمة؟ الإفتاء تجيب    الاتحاد السكندري يعاقب المتخاذلين ويطوي صفحة فيوتشر استعدادًا ل «الدراويش» في الدوري    فليك: جارسيا حارس مميز وهذا موقفي تجاه شتيجن    تشالهانوجلو يعود إلى اهتمامات النصر السعودي    بطعم لا يقاوم.. حضري زبادو المانجو في البيت بمكون سحري (الطريقة والخطوات)    الصفقة الخامسة.. ميلان يضم مدافع يونج بويز السويسري    السيسي يوافق على ربط موازنة هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لعام 2025-2026    الكنيسة الكاثوليكية والروم الأرثوذكس تختتمان صوم العذراء    الكشف على 3 آلاف مواطن ضمن بقافلة النقيب في الدقهلية    محافظ أسيوط يتفقد محطة مياه البورة بعد أعمال الإحلال    قصف مكثف على غزة وخان يونس وعمليات نزوح متواصلة    الزمالك يمنح محمد السيد مهلة أخيرة لحسم ملف تجديد تعاقده    البورصة: ارتفاع محدود ل 4 مؤشرات و 371.2 مليار جنيه إجمالي قيمة التداول    عودة أسود الأرض.. العلمين الجديدة وصلاح يزينان بوستر ليفربول بافتتاح بريميرليج    ترامب يؤيد دخول الصحفيين إلى قطاع غزة    متى تنتهي موجة الحر في مصر؟.. الأرصاد الجوية تجيب    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالفيوم    الأزهر يرد ببيان شديد اللهجة على وهم "إسرائيل الكبرى": تفضح أطماعًا ونوايا متطرفة    تراجع معدل البطالة في مصر إلى 6.1% خلال الربع الثاني من 2025    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025 والقنوات الناقلة.. الأهلي ضد فاركو    الإدارية العليا: إستقبلنا 10 طعون على نتائج انتخابات مجلس الشيوخ    ضبط مخزن كتب دراسية بدون ترخيص في القاهرة    نجاح جراحة دقيقة لطفلة تعاني من العظام الزجاجية وكسر بالفخذ بسوهاج    ياسر ريان: لا بد من احتواء غضب الشناوي ويجب على ريبييرو أن لا يخسر اللاعب    قلبى على ولدى انفطر.. القبض على شاب لاتهامه بقتل والده فى قنا    ضربات أمنية نوعية تسقط بؤرًا إجرامية كبرى.. مصرع عنصرين شديدي الخطورة وضبط مخدرات وأسلحة ب110 ملايين جنيه    الدكتور عبد الحليم قنديل يكتب عن : المقاومة وراء الاعتراف بدولة فلسطين    نفحات يوم الجمعة.. الأفضل الأدعية المستحبة في يوم الجمعة لمغفرة الذنوب    بدرية طلبة تتصدر تريند جوجل بعد اعتذار علني وتحويلها للتحقيق من قِبل نقابة المهن التمثيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تسعة طرق للظلم
نشر في الواقع يوم 17 - 06 - 2012


بقلم : لؤي فوزي
عزيزى الكاتب المثقف النخبوى..
عزيزى السياسى المُتَلْفَز دائماً و أبداً..
أعزائى المتطرفين..
تحية طيبة و بعد..
دون إطالة و ديباجات مملة مبتذلة ، اليوم نستعرض بعض الطرق السهلة المضمونة لنصرة الظلم .
يتضمن الكورس تمهيداً مبدئياً لكيفية لى أعناق الحقائق دون أدنى مجهود يذكر وبأقل التكاليف ، إضافة إلى طرق مضمونة لسحق منتقديك و مناقشيك على شاشات الفضائيات ، وأفضل الوسائل المعتمدة المتبعة عالمياً التى تكفل الإنتصار لأى وجهة نظر مهما كانت.
بعد نهاية الكورس سيخوض كل منكم إختباراً نظرياً و آخر عملياً ، الأول يتضمن ورقة أسئلة مطلوب فيها تنظير ثلاثة من وجهات النظر الشيطانية فى مدة زمنية لا تتجاوز النصف ساعة ، وسيمر المتفوقون فى الإختبار الأول لمقابلة شخصية مع إبليس تمثل الإختبار العملى ، يتم فيها منح كلٍ منكم ربع ساعة لإقناع المشاهدين بآراء محددة سلفاً ، و الحكم فى النهاية للجمهور.
هل لدى أى منكم أى سؤال فيما سبق؟ لا أسئلة
إذن فلنبدأ على بركة الله..
1- إخص عليكو إخص
*احرص دائما عزيزى الكاتب المثقف على تسمية الأشياء بغير مسمياتها ، فجرائم كالقتل و هتك العرض و السحل إلخ هى إما "أخطاء" أو "تجاوزات" أو "تقصير"..لا تستهن بتأثير تلك الطريقة أبداً ، فال"أخطاء" و "التجاوزات" يكفى – بالتبعية – الإعتذار عنها أو إبداء الأسف ، ما يمنحك ميزتين فى آنٍ واحد فتبدو فى صورة المدافع عن حقوق المستضعفين و فى نفس الوقت لا تغضب من لا تريد أن تغضبهم ، بالإضافة لأنك تمنحهم السبيل للخروج من تلك الورطة على طبق من ماس ألا وهو الإعتذار.
جدير بالذكر أن تلك الطريقة مربكة وبها شىء من التعقيد ، حيث أنه إذا التقط السادة الخيط و تأسفوا وجب عليك أن تنتقل فوراً إلى قصائد الإشادة و المديح متحدثاً عن عظمة القدر الذى منح مصر أسياداً كهؤلاء ، وهى والحق يُقال ، عملية مُربكة تتطلب قدراً لا بأس به من الحرفية .. و لكنى أثق أنك ستعتادها مع مرور الوقت.
ملاحظات :
-لاقت تلك الطريقة نجاحاً مبهراً فى الفترة الأخيرة ، وإحتار محللو المركز فى تفسير ذلك ، و أنا شخصياً أعتقد أن سبب نجاحها هو أنها تلتقى رغبة ضمنية لدى القارىء فى التصديق تجنباً للصدام مع أى شىء وأى شخص.
2- اعمل ميت
*عند وقوع أى حدث جَلَل ، احرص على أن يكون حديثك عن أى شىء آخر ، يُفضل أن يحمل الموضوع الذى اخترته تأثيراً مضاداً لما حدث ، كأن تتحدث عن طيبة قلب فلان الفلانى إذا ما شوهد يشوى الأطفال الرُضَّع للعشاء فى شرفة منزله ، ثم تقول أنك كنت قد بعثت بالمقال للمطبعة قبل وقوع الحادث.
الجزء الثانى يتضمن أن تخرج على الناس فى المقال التالى متجاهلاً الحدث مرة أخرى متعللاً – عند السؤال فقط – بأن الأحداث قد تجاوزته و لا داعى للتقليب فى صفحات الماضى المؤلمة ، و أنك قد مررت بصدمة نفسية عنيفة منعتك من الكتابة عن الموضوع .. إلخ.
ملاحظات:
-لا ينصح بتلك الطريقة للمبتدئين أو مُنَظرى الإعلام المرئى.
-مفضلة لكتاب المقالات وأعمدة الرأى.
3- إلعبوا سوا ما تتخانقوش
*أحد الطرق القريبة إلى قلبى و لا أخجل أن أقول أنى أستمتع بها..أعيرونى إنتباهكم من فضلكم..
كن أنت الحكيم المتسامى فوق الصغائر ، تفِّه و سفِّه من كل ما يحدث جملة و مرة واحدة ، تحاشى التفاصيل ففيها تكمن ثغرات حجتك ، لا تتحدث عن الجندى الذى حرق الطفل بالكيروسين لأنه ردد هتافات معادية ، ردد عبارات من طراز "كلنا مصريين" و "اللى بيحصل ده ما يرضيش ربنا" و "دى ساعة شيطان وتروح لحالها" أو أى شىء من هذا القبيل ، ساوى بين الفعل و رد الفعل ، يفضل إقحام مصطلحات كالإتحاد و وحدة الصف و التسامح ، فتلك المصطلحات تجد صدىً قوياً لدى العبيد ، وتدغدغ وتر الخروج الآمن من أى موقف دون الحاجة لإتخاذ موقف فعلى حتى لو كان سلبياً ، كن أنت رجلهم المنشود الذى ينهى تلك المواقف قائلاً فى حدة :"إيه لعب العيال ده! .. ماتخلصونا بقى!".
بهذا تضمن جملة من المكاسب دفعة واحدة .. أنهيت الموقف ، أرضيت السادة ، حكمتك أنقذت البلاد من الخراب و الحرب الأهلية و اكتسبت جمهوراً واسعاً من الغوغاء سيدعم ظهرك فى المواقف القادمة .
من قال أن الجريمة الكاملة مستحيلة لم يتعرف علينا بعد و بالتأكيد لم يدرس هذا الكورس.
ملاحظات:
يُفضل ألا تستخدم تلك الطريقة منفردة ، المزج و الجمع بينها و بين الطرق الأخرى مطلوب و حتمى للنجاح. -يستحسن التمهيد بالطريقة الثانية أو الأولى أو كلاهما بالترتيب الذى يعجبك.
4- ابدأ برقم إثنين
*ابدأ حديثك دوماً برقم إثنين
حكمة صهيونية قديمة.
ضربنى وبكى وسبقنى وإشتكى
مثل مصرى شعبى.
تلك الطريقة تمنحك تقدماً سريعاً فى بداية الحديث عن أى واقعة ، تجاهل ترتيب الأحداث تماماً و ابدأ كلامك بالحديث عن رد الفعل ، بعض المتحمسين يلجأون لوضع الأحداث فى ترتيب مختلف إمعاناً فى الإذلال و لكنى لا أحبذ ذلك ، فهذا يفتح الباب أمام تساؤلات لا داعى لها ، وتنقل النقاش لطور النزاع من طراز "أنتم من بدأتم – بل أنتم – إلخ" و لا أرى لها أى سبب منطقى مادام يمكن تجاهل ذكر المقدمات من الأساس و الإكتفاء بالحديث عن رد الفعل.
يتعين عليك فى المرحلة التالية ان تحافظ على تقدمك ، لا تمنح خصمك أى فرصة فى توضيح وجهة نظره و لاحقه بأسئلة وجودية من نوعية "ليه عملتوا كده؟" ، البكاء من الممارسات المستحبة هنا و لكنى شخصياً لا أنصح به.
5- مش هى دى الديموقراطية بتاعتكو؟
*القاعدة تقول: كل شىء فى الحياة هو وجهة نظر .. و لكن هل تلك حقيقة أم وجهة نظر؟
الواقع أنها لو كانت حقيقة فهى تناقض نفسها إذن ، إذ أنها إذن ليست وجهة نظر كما تدعى ، و لو كانت وجهة نظر إذن فهناك وجهة نظر أخرى تقول أن كل شىء فى الحياة هو حقيقة ..
أنت لا تفهم ذلك و لا تريد أن تفهمه ، وإذا كانت كل الطرق تؤدى إلى روما فباريس هى الأجدر بالزيارة.
ما هو الحد الفاصل بين الرأى والمعلومة؟ ما هو الحد الفاصل بين الرأى و الحق؟
لا يهم .. ففى تجاهل تلك الحدود تكمن قوتك. فإذا ملَّ الناس من ذبح بعضهم بعضاً فى طوابير إسطوانات الغاز وخرجوا يطالبوك بوقف تصديره لعدوك الأول ، قل أنهم خرجوا ليعبروا عن رأيهم ، و سارع بترديد الكليشيهات المعتادة من نوعية "حق الرأى مكفول للجميع" و "تلك هى الديموقراطية الحقيقية التى نعيشها" .. إلخ ، هكذا تقر ضمنياً أن تصدير الغاز لعدوك الأول هو وجهة نظر لا بد من إحترامها عرفاناً بجميل الديموقراطية. ثم جُر الحقوق جرّاً لطاولة المفاوضات تحت شعار حرية الرأى ، هنا تنهى المناقشة فى دقائق بإستخدام الطريقة الرابعة دون مجهود يذكر.
قل أن المتظاهرين خونة ممولون من الخليج و إسرائيل و قطر و إيران و جزر تسمانيا ثم أخرج لهم لسانك قائلاً:"ده رأيى..مش هى دى الديموقراطية بتاعتكو؟".
قل أن كل من لا يتبعك سيصاب بالحول و التبول اللاإرادى و السعال الديكى و قل أن الديموقراطيون لا هم لهم سوى اللواط و إحتساء الجعة فى الحانات ثم قل لهم:"مش هى دى الديموقراطية بتاعتكو؟".
قل أنك تؤيد التخلف و الفقر و الجهل الذى عاثه مبارك فى الأرض ثم أتبع هذا ب"مش هى دى الديموقراطية بتاعتكو؟".
قل أن كل من سينزلون إلى الشوارع فى اليوم الفلانى هم كفار ملاحدة يخططون لحرق بيت خالتك و إذا إعترض أحدهم قل أن هذا رأيك بما أن "مش هى دى الديموقراطية بتاعتكو؟".
قل أن المجتمع يقسو على الشواذ ، قل أن ليس معنى أنهم شواذ أن تسلب حقوقهم المشروعة فى الزواج و إقامة حفلات الزفاف و إخراج ألسنتهم للجميع .. المهم ألا تنسى "مش هى دى الديموقراطية بتاعتكو؟".
احرص على أن تكون تلك الجملة فى نهاية كل أحاديثك كالتجشؤ بصوت عالى بعد أكلة دسمة و لترين مياه غازية ، ففى المجتمعات التى تسيطر عليها الغوغائية يسود ما نسميه ب"ديموقراطية الرعاع" ، و تعد تلك الطريقة من أنجع الطرق على الإطلاق لكسب المؤيدين.
ملاحظات:
-احرص على أن تكون لك الكلمة الأخيرة دائماً ، و احرص على أن تكون تلك الكلمة الأخيرة "مش هى دى الديموقراطية بتاعتكو؟".
-يُنصح بها مع الثوار.
6- الوقاحة كنزٌ لا يفنى
*تم إكتشاف تلك الطريقة بالصدفة البحتة ، يزداد الضغط عليك نظراً لبشاعة فعلتك فترد فى وقاحة: "لم أفعل!" ، و الحق يقال أن النتائج كانت مبهرة و من أول مرة.
يخلط الكثيرون من طلبة الكورس بين تلك الطريقة و الطريقة التى تليها و هو خطأ شائع على ما يبدو و هنا وجب التنويه .. فرق كبير بين الكذب و الوقاحة ، أى شخص قادر على الكذب و لكن قليلون هم القادرون على إقناع الآخرين بكذبهم ، تلك هى الوقاحة.
جوهر قوتك هو أن تقتنع أنت أولاً بكذبتك ، و من ثم لا تخجل أن ترددها بكل ثقة و إباء حتى لو كانت صور فضيحتك تملأ الصحف و مواقع الشبكة العنكبوتية حول العالم.
واجه العالم كله دفعة واحدة و بمنتهى البجاحة ، وقاحتك هى حجر الزاوية ، دعها تثبت لهم أن هذا العالم لم و لن يكون مثالياً كما يظن البلهاء و السذج .. نعم ، كل ما جمعتموه من دلائل ليس كافياً لإدانتى ، ففى الوقت الذى يتوقعون فيه أن تخرج متوسلاً الرحمة تحدثهم أنت عن عظمتك و أفضالك عليهم ، اصدمهم بكل ما أوتيت من قوة ، هدِّم قلاع الحق و العدل فوق رؤوسهم .. الآن ، هل وصلت لتلك المرحلة؟ هل تدلَّت شفاههم و ألسنتهم عاجزين عن الرد؟ هل أصيبوا بالصدمة المنشودة و تعطلت عقولهم عن العمل .
الآن تعترف إنك فعلتها .. أو لا تعترف و تنكر ، لم يعد ذلك يشكل فارقاً فهم سيعجزوا عن الرد فى الحالتين لأن الرد المناسب هو إلقائك فى أقرب صفيحة قمامة و هو ما لا يملكوه بالطبع لأنك الأقوى و الأكثر نفوذاً و مالاً.
الوقاحة فن إن أدركته صارت الدنيا عند أطراف أصابعك.
ملاحظات:
لا ينصح بممارستها قبل مضى عشرة سنوات على الأقل على إنهاء الكورس.
7- جوبلز المُعلم
كان جوبلز مستشار هتلر الإعلامى مؤسساً لمنهج عظيم..احرص على أن تكون كذبتك كبيرة للغاية ويفضل أن تكون عاقبة تفنيدها الموت ، بهذا تضمن أن يصدقها الجميع فوراً.
كما ترون هو منهج رائع لا يقتضى من صاحبه سوى أن يكون ذو خيال واسع.
الكثيرون يتسائلون من هذا المخبول الذى يبذل جهداً فى الكذب بينما يستطيع ببساطة قتل معارضيه؟ الحقيقة أن أسباب جوبلز عديدة..ربما كان منها حاجته البشرية الطبيعية فى إيجاد المبررات لنفسه لكى يمارس القتل مرتاح الضمير.
ليست وظيفتنا أن نعلمك القتل للأسف ، وظيفتنا أن نعلمك كيف تبرره للعوام.
الموضوع متروك لخيالك الجامح ، يعنى مثلاً هتلر عمل بنصيحة مستشاره و كان يفتتح متاحف التاريخ الآرى و سباقات السيارات بينما الروس يسحقون جيوشه فى بولندا و المجر.
أحد نواب مجلس شعب مبارك 2010 إقترح سن قانون يمنح الشرطة الحق فى إطلاق الرصاص على معارضى مبارك، هل وافق المجلس؟..لا يتذكر أحد ، ولا يهم ، المهم أن المعارضين قد تلقوا معلومة ضمنية تفيد بأنهم إن تظاهروا فلربما يموتون برصاص الشرطة.. الآن يتسائلون ، هل ما قيل حقيقياً؟ هل يعيش بيننا قوم بهذه الحقارة؟ هل وصل الكفر لهذا المدى؟
فيجيب أحدهم : هل تجرؤون على تجربة فرصكم و معرفة الحقيقة؟
لا؟
لقد نجحنا إذن.
8- تستاهلوا
هكذا تعمل عقول العبيد..
العبد يحتقر نفسه ، يراها تستحق ما هى فيه من بؤس و شقاء. شيئان لا يلق لهم العبد بالاً..صراعات السادة و مغامرات الحمقى ، لأن كلاهما يتعلق بما لا يملكه..القوة.
ليس ذلك بجديد.
نحن نعلمك كيف تصل بالعبيد – و هم كُثُر – لتلك المرحلة التى يؤمنون فيها أن أى صراع أخلاقى هو صراع بين السادة لا هم لهم فيه و لا هم يحزنون ، أو مغامرة من أحمق يستحق نهايتها
كل المطلوب هو ثغرة واحدة فى أى قصة ، أى ثغرة ، امنح العبد ثغرة مهما كانت تافهة هينة و ستجده يردد فى إقتناع "يستاهلوا"..و إن لم يجد هو تلك الثغرة من المعطيات سيبحث عنها بنفسه ، ففى وجودها نجاته من أى موقف أخلاقى يستوجبه الحدث ، صدقنى ، ستبهرك النتائج.
قل له أن العسكر قد سحلوا الفتاة حتى تعرت تماماً و كُشفت عورتها ، و أردف "و كانت لابسة عباية بكباسين" و سيسرى الإشعاع السيكوفيزيائى فى الهواء لينتقى عقول العبيد التى ستجيب فى سرعة قياسية : "تستاهل..إيه اللى لبسها عباية ع اللحم؟" أو "إيه اللى وداها هناك؟"..لن ييأس ، سيجد من بحر تجربته الشخصية ما يقيه شر الحدث.
هؤلاء هم أتباعنا المخلصين ، لا تشكرنا بل أشكر من رباهم على تلك العقليات
المجهود المبذول فى تلك الطريقة هو الأقل على الإطلاق ، حتى إبليس يبذل مجهوداً أكبر مع أتباعه لإقناعهم بأفعاله. فقط امنحهم ما يرددونه و ستضمن الفوز.
"تستاهلوا" هى غاية و ليست وسيلة كما يظن الأغبياء ، الهدف أن نصل بأى موقف إلى نقطة "تستاهلوا" ، و الخوف كفيلٌ بالباقى.
9- إجتزاء وتحريف
أعلم أن الكثير منكم قد أصابه الملل أو ربما الحماس الزائد و لا يطيق صبراً حتى يخرج للسذج و يمارس ما تعلمه هنا. حسناً ، أنا أحب المتحمسين على أى حال ولكن دعونا نختم الكورس بأسهل طريقة.
عندما تأسس موقع اليوتيوب تخيل الكثيرون أنها ستكون نهاية رسمية للكذب العلنى ، ولكن البعض أثبت أن هذا محض هراء مؤسساً نظرية جديدة بعنوان "إجتزاء و تحريف".
فإذا كنت جالساً على أحد مقاعد الفضائيات الوثيرة تتحدث عن عظمة ثورة يناير التى أطاحت بمبارك و حققت الحراك الإجتماعى و المشاركة الشعبية و الصعود البرجوازى إلى آخر تلك المصطلحات التى تدأب على تكرارها دون أن تفقه منها شيئاً ، ثم فاجأك المذيع بمقطع سابق لك تشيد فيه بحكمة الرئيس الأب و تفانى الأم و إنجازات الإبن ، لا تتوتر ، لا تفقد رباطة جأشك ولا تهتز .. خذ نفساً عميقاً ، تنهد فى أسى ثم قُل فى حسرة أن هذا إجتزاء وتحريف لكلامك ، قل أنك آسف للطرق الملتوية التى يستخدمها البعض لتشويه سمعتك.
لا تمنطق و لا تحاول أن تكون واقعياً ، فسيلتقط مؤيدوك الخيط و يبدأون فى الترديد "هذا إجتزاء و تحريف" دون وعى كأى فانوس رمضانى صينى يحترم نفسه ، ما سيمنحك بعض الوقت حتى ينسى الجميع ما حدث أو تؤدى النوبات القلبية دورها المعهود لتجعل معارضيك أقل و حياتك أسهل.
شعارنا "اصنع مؤيديك و سنعلمك أى هراء تلقنه لهم ليرددوه بعد كل جريمة ترتكبها".
[Share/Bookmark]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.