المساء بالنسبة له هو الجنة التى يحياها , فبعده عن الناس يجلعه يشعر بإرتياحية لا حدود لها , حينما كان يمعن التفكير كان عقله يموج بمجموعة من الذكريات التى لا تنتهى من المصير الذى آل اليه حاله وأدى الى إبتعاده عن الناس . الدنيا بالنسبة له هى الصندوق الذى ليس له فيه شىء أغلقه منذ أن كان بداخله . والآن هو خارجه , هو يثق دائماً بأنه قام بأهم عمل فى حياته ولو عادت به الأيام إلى الوراء سوف يعيد نفس العمل . كان دائماً يرى أنه فى مستوى أعلى من الناس, يقف راسخاً كأشجار السنديان فى غابات الامزون , والناس من حوله حشائش صغيرة تتلمس الإرتفاع الى مستواه . لابد أن يرتفع لان الله يحبه . إنه الحب الإلهى الذى يرفع الإنسان الى درجات فوق مستوى المادة . لابد أن يكون له مصير ليس كباقى البشر , يحلق فى عالم اللامرئيات , إنه ينتظر مثل هذه الأشياء فى كل وقت . يحملق يدقق يرى كل شىء من حوله وكأنه لأول مرة يراه . إنه فى عالم قدسى من المخلوقات العجيبة . لابد أن ما كان ينتظره تحقق الان , إنها اللحظة الحاسمة حين تتحول الأشياء إلى لا أشياء , هذا هو اليوم الذى كان ينتظره حين خرج قبلاً من صندوق الدنيا , لابد أن الحياة بالنسبة له صارت الآن أفضل والذكريات الأليمة التى كانت تموج بها أفكاره قد تحولت إلى أفراح . اليوم قد نفض غبار العالم إلى غير رجعة . لكن هيهات لا لن يترك هذه الدنيا لأنه يحبها