....اندهش. كلما اقتربت من النافذة .سائلا نفسي .هل حقا منعني أبي من النظر إلي الشارع ؟ أتلصص كلما سنحت فرصه . بين أوراق الشباك .كيف لا أستطيع منع نفسي .هل ضاعت قدرتي علي المقاومة؟ هل ما كتبه الطبيب في أوراقه وعصي علي فهمه الجميع. عدا خالي. هو ما جعلني اقبل نحوه كلما واتتني الفرصة راشقا عيني في المنزل المقابل .وبرج الحمام الخشبي ذي الراية الخضراء .والنافذة المواجهة لغرفتي. الزيارة الأولي للعيادة النفسية طويلة والطبيب يمسك بيد خالي متسائلا : منذ متي ؟ لم اسمع الجواب ولكني توقعت أن يكون منذ أربع أعوام؟ ....جلست بحجرتي انتظر..بعد المكالمة امتلأت عيني بالدموع توجهت للشباك انحني جسدي للخارج لم يبق منه إلا قدمي تعلقت بي أختي صارخة..امتدت أياد كثيرة بعد ذلك . ...ظللت في سريري طوال الليل أتسائل ماذا قال خالي للطبيب . .كانت الادويه تملأ درج المكتب ووالدي علي كرسي ابيض صغير وبجواره كومه من الورق عندما فتحت عيني رايته يقرأ أوراقي . ظهرت الصفحات في يده واضحة كان يمسح الدمع من عينيه . وقد بدأ نحيبه يعلو شيئا فشيئا . لم يك يعلم أني ارتبط بها لهذه الدرجة ؟ بعد أن انتهي منها نظر إلي :أنت اللي كتبت ده ؟ تقدم من الفراش واضعا علي جبيني قبله . أنت عبقري !! كانت هذه أول جائزة ... بادرني فيه تاني؟ .أجبت بدون تردد .نعم .أشرت إلي أوراق أخري كثيرة . امتلآ المظروف بالأوراق التي جمعها واجتهد في ترتيبها وترقيمها .وبعد مكالمة طويلة مع الأستاذ شعراوي نزل من المنزل مسرع الخطي . همه ودأب جديدين عليه, لم أره إلا وهو يمزق إشعاري وصفعاته علي خدي مصاحبه لكلمات كنت لا اسمعها إلا من بائع وهو يتعارك مع بواب العمارة. ...في المساء جلسوا بجواري بادرني الأستاذ ...عظيم يا عم جوركي . هيه شويه هنات في النحو عدلناها أنا وأبوك. إنما إدريس هيغير منك ؟ ....في صباح يوم جميل كان صوت نفير السيارات يصل للدور السابع .كل من في المنزل يسرعون أمامي علي درجات السلم ..وفي القاعة الرئيسة .وجسمي يرتعد من بروده المكان .ارتفع صوت المذيع الداخلي ..محمد إبراهيم طه ..تقدمت للمنصة متعثرا وجميع إطرافي تهتز .مسحت عيني القاعة بالكامل لم يبق مقعد لم اذهب إليه ...في الصفوف الأولي كانت تجلس ممسكه بيد خالي .دوت القاعة بالتصفيق .في طريق العودة كان طابور السيارات خلفي وأمامي يذكرني بيوم عرس خالي .