نقلتها .... هناء حامد انا أرملة و أم لاربعة أولاد . زوجى كان يتعاطى المخدرات و مات بسببها مقتولا على يد أحد اصدقائه .. و طبعا لم أجد من يعيننى فى هذه الحياة على تربية أولادى و برغم أن أهلى متيسرون ماديا ، عندما لجأت لأبى ليساعدنى فى تربية أولادى و لأنه كان من البداية رافضا لهذا الزواج و انا من تمسكت به فكان شرط أبى لمساعدتى هو أن أترك اولادى لأهل زوجى هم يربونهم و ابدأحياتى مع أبى و أهلى من جديد . و طبعا قابلت شرط أبى بالرفض لأنى لن أستطيع الإستغناء عن أبنائى و تحملت ظروفى واضطررت للعمل كخادمة فى المنازل حتى أستطيع تربية أبنائى و الانفاق عليهم . و كبروا أبنائى و قد تعلموا و أصبح اثنان منهم فى الجامعة و بدأت ألاحظ اشياء غريبة من ابنى الاكبر ، فأصبح يصرخ فى وجهى كثيرا و يتطاول على بل و يرفض ان يظهر معى فى اى مكان برغم أنه عندما يحتاج اى شيئ يأتى سريعا لى و يطالبنى باحضاره مهما كانت الظروف .. كل ما يريده منى هو مصاريفه فقط و اذا حضر أحد زملائه للمنزل يرفض ظهورى امامهم . وفى مرة من المرات سمعت زميلا له يسأله أين والدتك اريد ان اتعرف عليها ، فكانت المفاجأة عندما سمعت رد ابنى عليه فقد قال له ان امه توفت وهو صغير و أنه يقيم هو و إخوته مع احدى قريباته هى من ربتهم بعد وفاة والدتهم . انهرت لسماعى هذا الكلام .. كيف يخرج من إبنى هذا الكلام و انا من فضلتهم على نفسى وعلى أى شئ . وعندما واجهته بعد إنصراف زميله من المنزل فاذا به يقول لى ماذا تريدين ان اقول له .. هذه امى تخدم فى البيوت هل تريدينى ان اصبح نكتة يضحك عليها زملائى ؟ هل هذا جزائى من ابنى بعد كل ما فعلته له هو و إخوته ؟! ماذا اقول له و بأى شئ أرد عليه هل أتركهم يكملون حياتهم بدونى و أرى ماذا سيفعلون و من سيتحمل نفقاتهم ... ماذا افعل ؟ مفاجأتى و صدمتى هو أنى لم اتلق الشكر على ما فعلت بل تلقيت صدمة لم أكن أتوقعها.