كنا نقول: ماحيلة العطاشى سوى دس رؤسهم فى نهر الحزن واجترار المر! لا نسأل المارد؟ ولا نسأل من حرّض المارد أو نقول : لانسأل أحداً ونكتفى بالموت صمتاً يكفينا شرف الحكمة....!!!!!؟ و نصاب بعمى الألوان أمام المرايا و قد لا تلوح لنا إضاءة فى عزّ الشروق نبتسم و نغطّى عرينا كى لا تجرحنا ملامحنا المتّكأة على رغباتنا المتوحّشة فى التغيير وكيف لا..؟ وخريفنا ممتلئ بالقيح و صيفنا دامى ... ربيعنا فاته قطار الحلم و ترمّدت أجفان صباحاته شتاؤنا البارّ تقطّعت أوصال ردائه ، نساؤنا يغتسلن بالقحط ، رجالنا ينتظرون الفجر على قنديلِ أغبر ... حتى البلسم كفر بجراحاتنا و القهر يلعن ضعفنا ، عذريّة وطنيتنا فضّت بكارتها منذ اغتصِبَت على أيدى كهنة العهر السياسى ، أصبحنا شعبا تعدو خلفه لعنة السلطة و تدوسه زانيات الحكم لم يعد للصوت سوى اختناق هل من سيأتى و يبتاع لنفسه نذراً يسيراً من الرجولة ؟؟؟ وقتها فعقولنا القابعة في أقفاص ، محاولة التستّر خلف إصبعنا الصغير كيف لا يستمرئ غول الغرب إغتصاب حلالنا و نحن شعب على وشك التحلّل...!!! كيف يحترمنا شيطان الأرض و هو يسربلنا فى اقدامه و يجرجرنا على هواه وجاء 25 يناير دماءً بريئة ذهبت ولم تبقى الأرض صامتة كعادتها انتهى عهد الحمقى القابعين خلف أصابعهم ينتظرون القدر متناسين أن الرب لا يساعد رثّ الجبين الذى يقايض إيمانه بالوطن بحفنة متعة لأبنائه هنا إتتسعت عروقنا التى ضاق بها الإيمان..!!! وصادف رياح اليأس عنق الشموخ الصلب الذى لاينكسر سيبقى حرفى ناقل نزف وأخشى أن يجف يوماً لامحالة..!!!!