بقلم د.عصام سرحان دعونا نفترض- واللوم هنا على المنطق لا على – ان كل من فى المشهد السياسى المصرى الان يريد الخير لهدا الوطن ودعونا نفترض أكثر ان الحقيقة غائبة وصعبة المنال وان الفارق الوحيد بين كل جبهات المشهد السياسى الان ان البعض امتلك السلطة واجتهد وحاول فأصاب وأخطأ كأى قدرة انسانية بينما الطرف الاخر لم يمتلك سلطة الفعل والمحاولةو بالتالى فلا مجال للحكم على قدراته وما يمكن ان يفعله. محاولة الوقوف على مسافة واحدة من الجبهتين على الرغم من صعوبتها إلا انها ما زالت ممكنة وما زالت متاحة هدا ما اعرفه اما ما لا اعرفه هل هى مسموحة ام لا؟ أقول لهدا لاننا الان لابد ان ننتقل للسؤال الاكثر بساطة..إدن ومادا بعد ؟؟ فى هده اللحظات التاريحية من عمر الحضارات لابد للجميع من تحمل مسئولية ما يحدث ولا يمكن لطرف ما – مهما افترض من معرفة او قدرة او حتى شرعية- أن يتحمل خطورة القرار وحده. فى هده اللحظات العظمى من عمر الحضارات لابد أن يشارك الجميع لأن القضية ليست ببساطة قرار بسيط وينتهى المأزق لكنها معركة كاملة بكل ما تحمله الكلمة من تفاصيل. معركة مصر الان لا يمكن اختزالها فى معرفة الرئيس القادم ولا نظام حكمه ولا توجهاته إنما معركة مصر الان هى معركة الوجود وعودة الروح ..مصر الان تقف امام العالم وتصرخ : أكون او لا اكون..التغيير لن ينتهى بمعرفة الفائز بمن سيربح الكرسى ولكن المعركة ستبدأ به لان التحديات أعظم بكثير من اى نظام سياسى واقسى بملايين المرات من اى خطط تنمية . لهدا لابد أن يشارك الجميع لان الجميع سيدفع الثمن كاملا من دمه وتاريخه واعصابه. ولكى يشارك الجميع لابد ان تكون الفرص متساوية وقواعد اللعبة شريفة وواضحة ولا يمكن باى منطق مهما حاول ان يكون محايدا او مسالما ان يقبل أن يفرض طرف قواعد المعركة على الجميع. أن مطالب جبهة التغيير تعطى أرضية واضحة لمعركة شريفة يخرج الجميع منها فائزا ويخرج الجميع منها مدركا دوره فى معركة البناء القادمة. لا فائز ولا مهزوم فى معركة البناء وليس هناك لص او نبى على الساحة الأن فلمادا لا تكون المعركة بشرف وعظمة غاياتها ولمادا لا تكون المعركة الان معركة مشاركة وليس معركة ديكتاتورية وفرض امر واقع بدا واضحا ان فرص استمراره اهون بكثير من ان يراهن احد عليها. ولا يبدو ان معركة التغيير ستنتهى بإنتهاء معركة الرئاسة ربما ستغدو اكثر شراسة لانه بات واضحا ان معركة التغيير لا تبحث عن منصب وإنما تبحث عن وطن.....هل رأى احد منكم مصر ؟؟ هل تتدكر ملامحها ؟؟ هل احببتها من النظرة الاولى مثلى انا ؟؟ هل غنيت لها ..انا لبلادى وبلادى إلى ..يا عصفورة بيضا لا بقى تسألى ..لا يعتب حدا ولا يزعل حدا ....انا لبلادى وبلادى لى..