نحن سلسلة متلاصقة ذات حلقات متصلة ، كل منا يؤثر فى الآخر ويتأثر به ومن يؤثر يكون هو الأقوى ، يجب أن نكون دائماً الأقوى يجب أن نكون فوق الجميع لأن الجميع لا يساوى شيء بدوننا . كان يفكر هكذا عندما كان يركب العربة مع قرينه , العربة ذات اللون الأزرق الداكن المعروفة من الجميع ، حين تسير تفتح لها الشوارع متاريسها ، كان يقودها بسرعة جنونية . حيث أنه كان يعتقد أن هذا من ضمن الأشياء التي تجعله الأقوى , حين تهاوت العربة من أعلى الكوبرى العلوى وصلت إلى الأرض قطعة من اللهب بعدما صارت تتلوى فى الهواء . مازال ينظر فى وجه زميله ولكن كل منهما رأى أن وجه الآخر قد تغير الى اللون الأسود . إنهما الآن فى مكان مختلف يشعران فيه بخفة غير مسبوقة من الحركة حتى فى الهواء . يتصاغر بالنسبة لهم العالم المادى حتى يصبح لا شىء ، لقد إنكسر الجمود وصارا يشعران بغصة من الآلام التى لم يعرفاها من قبل , آلام فى كل مكان حتى الجو المحيط بهما وإن كان أكثر رحابة إلا أنه مشبع بالألم ، لا يستطيعان أن يرفعا أعينهما الى أعلى لكى يشاهدوا أشخاص أخرين موجودين معهما هنا ، العربة غير موجودة والشارع والكوبرى أيضاً إختفيا . ما شاهدوه معهما هو مجموعة من الأشخاص وجوههما ناصعة البياض ، يبدو أنهم فى راحة لا توصف فهذا ظاهر على قسماتهم ، إنهم بالقرب منهم يجب أن يدققوا النظر حتى يعرفوا أين هما ؟ وهل يعرفان أحد من هؤلاء ؟ لابد أنهم قد وصلوا الى المرحلة التى لا يمكن أن يكونوا فيها الأقوى إنهم أضعف بكثير مما كان عليه لابد أنهم يحصدان ما إقترفته أيديهم . يشعرات أن حلقة من الأفعال المشينة تحاصر كل واحد منهم ، يدوى فى مسامعهم أصوات من إفتروا عليهم ، تكاد تنغلق عليهم هذه الدوائر حتى تجهز عليهم وهذا ما كانوا يتمنونه فى هذه اللحظة . يتسرب الى نفوسهم لحظة بل لحظات من الندم . الندم الذى لن يفيدهم فى شىء لأنه يطفو عليه بحور من القنوط واليأس لمصيرهم المجهول الذى ينتظرهم ، انها المقدمة فقط والبقية تأتى ، يشعران بأن هؤلاء ذوى الوجوه البيضاء لابد أنهم يعرفون منهم أحد يمكن أن يساعدهم ، وعندما إقترب منهم أحد هؤلاء سألاه ما إسمك ؟ فاجاب خالد