بقلم مروة هدهد الشعب المصرى هو شعب ذو حضارة ويعرف منذ البداية مؤسسات الدولة ويحترمها وتعود على الكيان الرئاسى المنظم والتدرج فى المسئوليات فمنذ سنة 4000 قبل الميلاد نشأت حول وادى النيل احدى اولى الحضارات البشرية تطورت مبكرا لتكون بعد ذلك اول دولة نظامية ذات حكومة فى التاريخ وأتخذت عدة اشكال فى النظم الحاكمة وتطورت من جماعات قبيلة الى مملكة الى جمهورية. ولكن ماذا بعد؟؟ فوجىء الشعب المصرى بعد ثورة 25 يناير بحالة من الفوضى العارمة فى جميع اجهزة الدولة وبعد ان تعود الشعب على الأستقرار واحترام سيادة الدولة ومؤسساتها وجدو فريقين يزعم كلا منهما انه ضد الاخر ألا وهم الفلول والثوار الثوار: هم من دعو لثورة 25 يناير وحركو الشعب للنزول الى الشارع وأقرو بأن عدد الذين شاركو فى الثورة حوالى 8 مليون مصرى اى ما يعادل عشر الشعب المصرى وبالتالى هم لا يمتلكون اغلبية الشعب ولكنهم الأن يتحدثون باسم الشعب تحت شعار ((الشعب يريد ))وجعلو انفسهم اوصياء على الشعب بلا سند من القانون أو الشرعية ولكنها الثورة وما خرج علينا من مستجدات سياسية لا تمس للشرعية بصلة الفلول:هم كل من لم يساند الثورة أو يبارك مخطتها أو يعترض على أعمال الثوار أيا كانت اخطائها او صحتها . ولكنهما ايضا ليسو أغلبية الشعب ايضاويتبقى لنا الجزء الأكبرمن الشعب المصرى أو الأغلبية العامة والتى لم تشارك فى الثورة أو لم توافق على قيامها أو وافقت ولكن لم تشارك فيهاوهم الأن فى حيرة من افعال الاقلية التى تتحدث باسم كل الشعب سواء كانو ثوار او فلول الثوار يهاجمون الان مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية ويريدون الغاء الشرعية ويريدون الغائها واستبدالها بأرائهم الشخصية كالذى حدث بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية وخرج بعدها الثوار يطالبون بمجلس رئاسى مدنى ضاربين بنتيجة الأستفتاء عرض الحائط وبالشرعية .والفلول منهم من يدافع عن رموز النظام السابق ومنهم من يدافع عن المؤسسة العسكرية وأخريين من يدافعون عن الشرعية واستقرار البلاد.فالفريقين يرون أنهم يريدون مصلحة مصر ويتكلمون باسم الشعب ولكن الشعب المصرى كله محتار من هو الذى على حق ولمن يكون مؤيد ولمن يكون معارض ومتى تستقر البلاد من حالة الفوضى التى اصابتها.واذا رجعنا الى طبيعة الشعب المصرى منذ قيام الدولة المصرية سنجده كما ذكرنا انه شعب يحب الاستقرار ويحترم سيادة الدولة ومؤسساتها ولا يريد غير الشرعية ومصلحة البلاد لديه فوق اى اعتبار حتى ولو كانت على مصالحه الشخصية لذلك نتمنى من كل التيارات أن تكف عن التحدث بأسم الشعب المصرى فهو سيتوجه بارادته لصناديق الانتخاب ليقول كلمته ويختار من يقوده ويمثله الفترة القادمة وسيحترم النتائج ايا كانت طالما نابعة عن ديمقراطية وحرية تعبير وارادة الشعب نفسه .