بقلم : الشاعر زغلول الطواب دق المنبه الذى إعتاد أن يدق كل صباح فى الساعه السابعه تماماً فأستيقظت كعادتى لأبدأ الطقوس المعتاده حمام دافىء ثم إفطار خفيف ثم إرتداء ملابسى إستعداداً للخروج إلى العمل كالعاده وكان صباح يوم الخميس نهاية أسبوع العمل وهذا اليوم له إستعداد خاص دون أيام الأسبوع حيث أن حينما ينتهى يبدأ الويك إند الذى يجمع شمل الأسره على مائدة الإفطار وما يليه من غداء وتنزه بعد الغداء وهكذا فيوم العطله الأسبوعيه يشبه لدينا كيوم العيد يجمعنا على اللمه والفرح ونكون فى منتهى السعاده فنحن أسره مترابطه جداً . حينما وصلت إلى عملى وجلست على مكتبى بدأت اتصفح الجورنال مع إحتساء قهوة الصباح الساده وبينما أنا أتصفح الجرائد وإذ بعيناى تقع على خبر فى الحوادث وكان عنوانه كالآتى ( زوجه تدس السم لزوجها فى كوب عصير ) فأنتبهت وركزت جيداً وتابعت قراءة الحادثه بإهتمام غير عادى . فى يوم الخميس الماضى وبعد رجوع الزوج إلى منزله قامت الزوجه بإستقباله بطريقه مبالغ فيها على غير العاده حيث كانت فى كامل زينتها مهلله مبتسمه أجادت فى حسن الترحيب بقدوم زوجها وأطلقت عبارات الحب والغرام والإشتياق وما شابه ذلك مما جعل زوجها يثنى عليها هو أيضاً بكلمات مماثله . وبعد الإنتهاء بحرارة اللقاء قالت له حبيبى إتفضل الحمام جاهز وحينما تنتهى من الشاور بتاعك سوف يكون العشاء جاهز ثم ضحكت ضحكه توحى بإنها جهزت عشاء مخصوص لهذه الليله فتبسم الزوج ثم قام بتقبيلها فقامت بتوصيله إلى الحمام وهما فى حالة تأبط وما بين خطوه وآخرى كانت تطبع بقبله على خده ثم كتفه حتى ما إن وصلا إلى باب الحمام فقالت له إنتظر حبيبى ممكن أدخل معاك لكى أساعدك فتبسم الزوج وقال لها لا يا حبيبتى إذهبى أنتى لكى تجهزى العشاء حيث إننى جائع جداً فقالت له أوك حبيبى فوراً سوف يكون كل شىء على ما يرام . إنتهى الزوج من الشاور وكانت هى أيضاً قد أنتهت من تحضير العشاء الفاخر على ضوء الشموع الخافت وكان بجوار الطعام كوبان من عصير المانجو الذى يعشقه زوجها وقبل أن يقوم بتناول العشاء مد يده إلى كوب العصير الخاص به وأخذ فى إحتساؤه حتى آخره ثم قال لها تسلم إيدك يا حبيبتى ممكن كوب آخر فقالت له لا لا حبيبى إنت كده مش هتقدر تاكل كويس . بعد إن تنتهى من العشاء سوف يكون أمام دورق عصير بحاله المهم يا حبيبى العشا ولا إيه الحكايه مش ناوى تتعشى ولا أيه فضحكت ضحكه رنانه إعتاد عليها زوجها كل ليلة جمعه وقبل تحضير العشاء ففهم الزوج ماذا تقصد من إصرارها على تناول العشاء فإبتسم وبدأ بتناول عشاؤه وما أن لبث أن يمد يده إلى طبق الأرز حتى وقعت من يده الملعقه وأخذ يتألم من شيئأ ما بداخل معدته لقد داهمته آلام السم فودعته الزوجه وقالت له باى باى حبيبى ثم قامت بتقطيعه إلى أجزاء ثم وضعت الأجزاء فى أكياس سمراء وقامت بوضعها فى شنطة السياره وذهبت لتقذف بها فى النيل وبعد أن أنتهت من المهمه بمفردها عادت إلى المنزل وكأنها لم تفعل شيئاً وفى الصباح قامت بعمل بلاغ بتغيب زوجها منذ البارحه . وهنا توقفت عن قراءة ما تبقى من الحادثه فقمت بإغلاق الجريده وأنا فى حاله لا يرثى لها وأخذ شيطان رأسى يلعب ويلهو كيفما شاء . فكانت يداى ترتعدان وعيناى جاحظتان وأنتابنى الرعب الشديد . ثم قمت بالإتصال بها وأخبرتها إنى مسافر يزمان فى مأمورية عمل مفاجئه فصرخت فى وجهى عبر الأثير وقالت : النهارده مأمورية العمل المفاجئه إنت مش عارف النهارده يبقى أيه فى الأيام ثم أغلقت السماعه فى وجهى . وكان اليوم بالنسبه لى من أثقل الأيام . وبعد الإنتهاء من العمل ترددت أن أرجع إلى المنزل من أثر الحادثه التى ظلت عالقه فى زهنى وكأنى ماذلت أقرئها . فذهبت إلى مطعم وتناولت الغداء ثم ذهبت بحجز تذكرة سينما لكى أضيع الوقت . فدخلت السينما وشاهدت الفيلم وليتنى ما دخلت فكان الفيلم عباره عن قصة زوجه تدبر لقتل زوجها . وبعد الإنتهاء من مشاهدة الفيلم . خرجت وكانت الساعه تشير إلى الواحده صباحاً . فقولت فى نفسى وأين أذهب فى مثل هذا الوقت النتأخر من الليل وقد أنهكنى الإرهاق والتعب فذهبت إلى المنزل وقمت بفتح الباب بكل هدوء . حتى لا تشعر بمجيئى وإذ بى أجدها مستيقظه تجلس أما التلفاز تشاهد مسرحيه بعنوان قاتلة زوجها مع سبق الإصرار والترصد . وما أن شعرت بالباب يفتح فقالت من على الباب فقولت لها أنا يا حبيبتى فقد أنهيت مهمتى بسرعه لأنك وحشتينى جداً فأخذتها الدهشه والفرحه فى نفس الوقت وآتت إلى مسرعه لتقبلنى وقالت حمدلله على السلامه يا حبيبى . مفاجئه رائعه ثوانى والحمام يكون جاهز وقبل ما تنتهى من الشاور بتاعك يكون العشاء على السفره يا روحى وكمان عملالك مفاجئه مش هتصدقها . طبعاً أنت تدرك حالتى جيداً أيها القارىء وماذا يدور فى خلدى ومدى التوجس الذى بداخلى فقولت لها خير إن شاء الله يا حبيبتى . فقالت أنا نزلت النهارده مخصوص وإشتريت مانجو لكى أعمل لك عصير فصرخت فى وجهها بصوت هيستيرى . لا لا لا عصير لا فقالت وهى فى غاية الدهشه حبيبى إهدأ عصير مانجو إنت بتحبه قولت لها خلاص من النهارده كرهت كل أنواع العصير فاهمه ولا لاء مش عاوز أسمع كلمة عصير تانى خلاص فقالت خلاص مفيش مشكله قولتلها لاْ فيه مشكله فقالت فيه أيه تانى ؟ قولتلها أنا كمان متعشى وتعبان جداً وعاوز أنام فأومأت برأسها ثم إنصرفت إلى السفره لتلملم الأطباق الفارغه وقامت بإطفاء الشموع . وتصبحوا على خير