بقلم عمرو مصطفى راهن مبارك الشعب بين بقائه فى الحكم أو غياب الامن و الاستقرار و من ثم انهيار الانتاج و الاقتصاد و لقمة العيش فتتكدر الحياه. و لان الشعب قد بلغ به الكبت و القهر و الكراهية لرجل و نظام اذله و يسعى لتوريثه فقد اتحدت الوان الطيف السياسى و من خلفهم شمس الشعب على اسقاطه فى ملحمة تلاحميه شعبيه انصهر فيها الهلال مع الصليب من شدة سطوع هذه الشمس فأطاح بهذا الطاغيه و ان بقيت فلوله فى كل اركان وفى كل مفاصل الدوله . و لان الفلول تسعى حثيثا على لم شتاتها و عمل وقفه تعبويه تستعيد فيها كفاءتها أو المستطاع منها بحيث تهيئ لنفسها ارض القتال و كل العوامل الاخرى التى تمكنها من العوده بقوة و توجيه هجمه مضاده للشعب و هزيمة عناصره الثورية او السياسيه. و لان المجلس الاعلى للقوات المسلحة هو جزء من نظام مبارك و المستخلف بمعرفته ثم برضا الشعب فى قيادة المرحله الانتقاليه فأمامه ثلاث نقاط هامه رئيسيه يجب ان يضعها فى الاعتبار كأساس لرؤية قيادته لهذه المرحلة و هى كالتالى: 1- ثورة شعبيه أطاحت برأس النظام و ترغب فى اتمام أهداف الثورة. 2- فلول نظام موجودة تعيث فى الارض فسادا. 3- الشرعية السياسيه للمجلس الاعلى مستمدة من حمايته للثورة ثم تحقيق الرغبة الشعبيه فى تحقيق باقى اهدافها و من ثم التوافق مع الشعب فى الاهداف و خارطة طريق لها. لكننا نرصد ما يؤجج مشاعر الشك و يؤكد صدق حدسها بعيدا حتى عن نظرية المؤامره و هى كالتالى : 1- عدم وضع جدول زمنى و خارطة طريق للمرحله الانتقاليه. 2- طلب الاستفتاء على دستور سقط و اصدار مواد دستوريه غير المستفتى عليها. 3- الفشل فى اقرار الامن و القضاء على البلطجه. 4- التباطؤ و الميوعة فى تلبية كل المطالب الشعبيه خاصة محاكمات النظام المخلوع. 5- محاكمة المدنيين امام المحاكم العسكريه. 6- تجريم التظاهر و استمرار العمل بقانون الطوارئ. 7- الانفراد بالقرارات المصيرية و القوانين المؤسسه لتحقيق اهداف الثورة كقانون انتخابات مجلس الشعب. 8- عدم تفعيل قانون الغدر حيال عناصر الحزب الوطنى المنحل الذى افسد و زور الحياه السياسيه و نهب ثروات البلاد. 9- عدم تطهير اجهزة الدوله و المحليات من فلول النظام المخلوع . و لاسباب اخرى ايضا فان انتهاج هذه السياسات السابقه لا تحمى الثورة و لا تسعى لتحقيق اهدافها فتشرمذت العناصر الثوريه و اصبحت غير قادرة بما يكفى قياسا لصخب قوتها منذ بدء الثورة فى تدرج تنازلى على الحشد و الضغط و فقدت التظاهرات بلاغة رسالتها نظرا لتكرارها و ذلك انعكاسا لقلة خبرة العديد من العناصر الثورية فى الحفاظ على قيمة المليونيات. ثم أن طول الانتظار بدون اى انجازات مع غياب الرؤيه المستقبليه ادى الى انقلاب او فتور حماسة قطاعات من الشعب المؤيده للثورة تألما من غياب الامن و لقمة العيش كأن هناك من يؤكد نجاح رهان مبارك. من ثم فقد عادت الفلول من جديد بعد استعادة بعض عافيتها و بدأت فى الظهور من جديد بلا أى حياء فى صورة أحزاب جديده أو مستقلين مثل أ عبد الرحيم الغول. و لذلك لم يتبقى على الساحه عنصر ثورى قادرعلى التاثير بقوة الا المرشحين الرئاسيين الرئيسيين الذين بادروا بالالتقاء سويا و هو التقاء حميد خاصة ان الثورة بلا قائد او قياده . من ثم فالواجب يحتم عليهم و نناشدهم بقيادة الشارع و الثورة و سفينتها التى بلا ربان حتى لاتغرق او ترتطم بصخور الفلول حتى يسقط هذا الغول و كل الغيلان التى معه و يخسر مبارك رهانه.