بقلم : محمد غالية ربما فكر الكثيرين فى موقع التواصل الإجتماعى الشهير الفيس وبوك ودوره فى حياتنا حتى صاردولة داخل كل دولة ، وربما فكر فى مدى احتلال تلك الدولة لكل واحد فينا حيث يبلغ مستخدمى الفيس بوك حتى الأن نصف مليار مستخدم فهو بذلك يكاد يكون افتراضيا أكبر ثالث دولة على مستوى العالم من حيث عدد السكان، وليصل عدد المستخدمين على المستوى العربى 15 مليون ، ولتفوز مصر بالنصيب الأكبر لتمتلك وحدها 3.5 مليون مستخدم !! فأصبح العالم كله يسير خلف شاب أمريكي في العشرينات اسمه مارك زوكربرغ ، والذى أصبح من أغنى أغنياء العالم بفضل هذا الموقع الإجتماعى الشهير ، والذى كان يسعى فى البداية ليؤسس شبكة للتواصل مع زميلاته في جامعة هارفارد فأصبح العالم كله علي اتصال به من خلال هذه الشبكة. ليتحول بالمصادفة إلى صاحب أشهر وأكبر موقع على مستوى العالم . ياله من حظ ! وليكون هذا الشخص هو صاحب أكبر موقع فى العالم من حيث الشعبية والمستخدمين ، وليقحمنا جميعا داخل احتلال الفيس بوك وإدمانه وحبه والإنتماء إليه ! فأصبح الفيس بوك دولة داخل كل دولة ، دول لها سيادة كاملة واحتلال , ولكن أميز ما فى تلك الدولة أنها توفر لك كافة الحريات . ففى هذه الدولة تقول ما تشاء وتعبر عن رأيك بمطلق حريتك ، حتى أنك تكتب كلمات عن حالتك قد تخجل من أن تقولها فى الحياة العادية (فيس تو فيس) ، وتعبر عن أرائك السياسية وغضبك وسخطك من الفساد والحكام والمحكومين والنت (والنتيته ) وكل مايخطر على بالك فليس هناك مانع أو رادع إلا أن تفرط فى طلب الصداقات فيفاجئك الموقع بأنه أعطاك (كارت أحمر ) وطردك بخارجه . وهذا يوجه اليك الدعوات للإشتراك فى الجروبات أو الإيفنتات / فتستطيع أن تشتكى رئيس الوزراء نفسه إلى النائب العام وأى شخص (مخنوق منه تعمله ايفنت وتلقح عليه) . ليتحول الفيس الى طريقة لرد الاهانات وللإهانات وكذلك التعبير عن الحب والحالات المزاجية بأنواعها فأنت حر فيه تفعل ماتشاء وربما هذا هو السبب الحقيقى وراء ذلك التعلق بهذا الموقع تحديدا، وكذلك يوفر الموقع الكثير من الألعاب الخفيفة ، والشات الذى يعشقه العرب ليتتخلوا بذلك عن أيام غرف الشات (االله يرحمها ) ويتحولوا إلى شات الفيس ولتبدأ الكلمة المعتادة للظهور من جديد ( هاى _ممكن نتعرف ) . ولا نستطيع أن نغفل دور الفيس بوك فى الثورات العربية ( ثورة تونس وثورة مصر وثورة ليبيا وثورة اليمن وثورة سوريا ) حتى اسرائيل لم تسلم من هذا الفيس البوك واشتعلت ثورتها منه . كل شخص يعيش داخل حياته الخاصة التى يبرع مصممى الموقع فى توفيرها له فكل شىء موجودعلى الفيس بوك (من الإبره للصاروخ )،. فالموقع يجعل كل شىء متاح لديك صفحات الفنانين المفضلين إليك والكتاب المحببين إليك وأصدقائك والشات والألعاب وحرية التعبير (والتهييس) والجروبات والإيفنتات التى تدعو فيها الناس للمشاركة فى شىء ما أو لإعلان تضامننك مع شخص ما أو لسب شىء ما أو لطرد شخص ما أو لمحاكمة شخص ما ( إنشلا محد حوش) فالأمر مفتوح لك . فى الأونةالأخيرة زاد استخدام الفيس بوك وخصوصا بعد الثورة ففى كل يوم ستجد دعوة لإضراب ما ودعوة لمظاهرة مليونية ودعوة لووقفة إحتجاجية وربما أعلن البعض الحرب على إسرائيل وربما كان البعض أقل شراسة فأكتفوا بسحب السفير ، فأصبحنا نعيش فى واد وعامة الناس فى واد الأخر ، هم يعيشون فى مصرالتى تقع على كوكب الأرض ونحن نعيش فى مصرالتى تقع على كوكب الفيس بوك . وغدا ستبدأ معارك انتخابية طاحنة على موقع الفيس بوك بين مؤيدى مرشحى مجلس الشعب وبعد غد ستبدأ معركة طاحنة لأجل عيون إنتخابات الرئاسة ، لاتنسى انت لك المعركة بلا اسلحة فسلاحها الوحيد هو الكيبورد والأنترنت لتصبح ساعتها مقاتل من طرازخاص ، حينما ستبرع فى ابراز مزايا مرشحك المفضل . لقد وقع الجميع فى إدمان تلك الدولة والإنتماء لها ولكنه إدمان بلا مقاومة ؛ لأنك إن حاولت ستبدأ فى أعراض انسحاب لهذا الإدمان لا نعلم مدى توابعه ..!! . فلا تجهد نفسك . لأنك عضو فى دولة الفيس بوك شئت ام أبيت. مرحبا بك فى دولة الفيس بوك