بقلم محمد غالية ((إنني لم أكن يوما طالب سلطة أو جاه ويعلم الشعب الظروف العصيبة التي تحملت فيها المسؤولية وما قدمته لوطني حربا وسلاما، كما أنني رجل من أبناء قواتنا المسلحة وليس من طبعي خيانة الأمانة أو التخلي عن الواجب والمسؤولية. إن مسؤوليتي الأولى الآن هي استعادة الأمن واستقرار الوطن لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة في أجواء تحمي مصر والمصريين وتتيح تسلم المسؤولية لمن يختاره الشعب في الانتخابات الرئاسية المقبلة وأقول بكل الصدق وبصرف النظر عن الظرف الراهن أني لم أكن أنتوي الترشح لفترة رئاسية جديدة وقد قضيت ما يكفي من العمر في خدمة مصر وشعبها لكنني الآن حريص كل الحرص على أن أختتم عملي من أجل الوطن بما يضمن تسليم أمانته ورايته ومصر عزيزة وآمنة ومستقرة وبما يحفظ الشرعية ويحترم الدستور. أقول بعبارات واضحة أنني سأعمل خلال الأشهر المتبقية من ولايتي الحالية كي يتم اتخاذ التدابير والإجراءات المحققة للانتقال السلمي للسلطة بموجب ما يخوله لي الدستور من صلاحيات.)) من منا لايتذكر هذا الخطاب الشهير الذى أسماه الثوار خطاب الفتنة والذى قسم الشعب الى قسمين قسم مستمر فى الثورة والأخر يعلن تعاطفة والقناعة بأن يتم مبارك مدته وانه بالفعل عازم على الإصلاح ، ويشاء الله إلا أن يتم فرحتنا وثورتنا فتقع حادثة الجمل ثانى يوم معلنة أن الخطاب ماهو الا السم فى العسل وأن من عاش لثلاثون عاما يخدعنا ليس من الممكن أن يصدقنا الاّن . لقد فشلت الخدعة واستقر الثوارعلى المتابعة والمضى قدما نحو خلع مبارك ومحاكمته لأجل الشهداء ليخرج علينا مبارك بخطاب اوضح يبين لنا فيه انه لم يكن عازما على الثوريث أو الترشح . ((الإخوة المواطنون.. لقد أعلنت بعبارات لا تحتمل الجدل أو التأويل عدم ترشحي للانتخابات الرئاسية المقبلة، مكتفيا بما قدمته من عطاء للوطن لأكثر من 60 عاما في سنوات الحرب والسلام.. أعلنت تمسكي بذلك، وأعلنت تمسكا مماثلا وبذات القدر بالمضي في النهوض بمسؤوليتي في حماية الدستور ومصالح الشعب حتى يتم تسليم السلطة والمسؤولية لمن يختاره الناخبون في شهر سبتمبر المقبل، في انتخابات حرة ونزيهة توفر لها ضمانات الحرية والنزاهة.. ذلك هو القسم الذي أقسمته أمام الله والوطن، وسوف أحافظ عليه حتى نبلغ بمصر وشعبها بر الأمان.)) كان هذا جزء من أخر خطابات المخلوع أثناءالثورة يؤكد على انه لم يكن ينتوى الترشح مستخدما الفاظا فى منتهى الدقة والوضوح محاولا تهدئة الثوار . والاّن لعلك قد استوعبت مغزى العنوان إننا الاأن فى شهر سبتمر شهر الإ‘نتخابات _ الذى كان مقررا _ فتخيل معى مصر بدون ثورة ، والإنتخابات كالعادة تعقد فى موعدها الطبيعى ، وهل ياترى كان سيفوز مبارك ام جمال مبارك وهل كنا سننتهى من فرعون إلى ابن فرعون أم أن المشير واللواء عمر سليمان كانا بالفعل يخطان لإنقلاب فى حالة التوريث ، فى كل الأحوال قامت الثورة لتنهى أحلام كل هؤلاء الجبابرة ، ولتسحب منهم ( عزبة أبوهم )) التى مصوا خيراتها لسنوات وسنوات وتركوا الشعب فى سنواته العجاف ، دون ان يحترموا حرية ولا اّدمية لا أحد . الحمد لله أننا الاّن فى سبتمر بدون مبارك وفى سبتمر بدون جمال مبارك وفى سبتمر دون انتخابات مزيفة كالعادة تأتى بديكتاتورا فوق إرداةالشعب .فما أحلاه سبتمبر الحرية . لا يسعنا فى تلك الأيام إلا أن نقف وقفة احترام وتعظيم لشهداء ثورتنا المجيدة فنحن شئنا أم أبينا ، رفضنا الثورة فى بدايتها ، تعاطفنا ، سببنا الثوار، أو ساندنهم ، أى كان انتمائك ، شاركت فى الثورة أو لم تشارك ، استوعبت الدرس أو لم تستوعب ، أىكانت أفكارك أو أيدلوجيتك ، كلنا مدينون بالفضل لله عز وجل على أن نصرنا على الطغاة ، ثم مدينون بالشكر لهؤلاء الشهداء وكل من ساند الثورة ، فلولا هؤلاء كنا سنكون فى سبتمرعلى استعداد لولايه جديدة أو فى استقبال فرعون جديد . نعم سبتمر هذه المرة يحمل مذاقا خاصا وأملا فى أن تشهد مصر فى ايامها المقبلة أكبر نقلة حقوقية وحضارية فى تاريخها . سبتمر هذ المرحلة يحمل هواءً نقيا لا يشوبه الفساد والتزوير ، سبتمبر هذه المرة جاء بطعم الحرية .