بقلم محمود عبدالله الباز شهد العالم أجمع لعظمة ثورة الشعب المصري في 25 ينايرحين توحدت صفوف المصريين تحت راية واحده ولقد كان لميدان التحريرالدور المحوري في إنجاح الثورة و تحقيق حلم التغيير والتطهير في مصر وإستوعب الميدان الملايين من المصريين من أنحاء مصر رغبة في الوقوف علي مطالب محددة وكان أهمها إسقاط النظام والذي سقط بالفعل بعد أن ضحي شعب مصر بخيرة أبناءه من شهداء الثورة ولا أحد يستطيع أن ينكر دور القوات المسلحة في إنقاذ وحماية الثورة والثوار . فالمؤسسة العسكرية مؤسسة عريقة لها جذور في التاريخ مصري وأنها الدرع الواقي لهذا الوطن . فميدان التحريروغيره في شتي محافظات مصردائماً ما كان يجمع قوى وطنية ثورية ونقية ومحترمة يعلمهم الشعب المصري ويثق في مطالبهم المشروعة التي تعبرعن مطالب كل قوي الشعب . ولكن الأن إنفرط عقد الميدان وأخذ في التفكك والإنشطار ؤ تاهت الثورة في دروب الفوضي بعد ان تعددت المنصات وإختلفت الشعارات وتعددت المطالب بين اللافتات وإختلفت النوايا والأهداف وخرجت عن مسارها الرئيسي التي حددته الثورة فالجماهير ثارت من أجل التغيير والحرية والعدالة الإجتماعية. وأصبح الميدان مفتوحا لأصوات دخيلة وغريبة تنادي بالعصيان المدني وقطع الطرق وإحتلال مداخل ومخارج الشوارع وضعفت أصوات أبناء الميدان الحقيقيين الذين قاموا بالثورة بعد أن تفككت وحدتهم وأصبحت فتات عندما إنقسموا إلي أكثر من 300 إئتلافا وحركة ووقعوا فريسة للإختلاف المفتعل علي الدستوروالإنتخابات بعد أن كانوا تحت راية واحدة وأصبح مجرد إختلاف الرأي يعني أن هناك خيانة وفلول! وعندما إتفقت كل قوي الوطنية علي المشاركة في تظاهرات 8 يوليو تحت شعار “الثورة أولا” للتأكيد على نبذ حالة الاستقطاب ودعم مطالب الثورة ومع جنوح الظلام، وعودة معظم المشاركين فى المليونية, تبدلت الشعارات من كونها تطالب بمحاكمات عادلة وناجزة لقتلة الشهداء والفاسدين إلى المطالبة بمجلس رئاسى، وتبدلت اللغة من لغة التحذير للمجلس العسكرى والحكومة إلى لغة التخوين ! والدعوة إلي إسقاط المجلس العسكري وإسقاط حكومة الدكتور شرف ! وتاه الثائر الجاد صاحب الحق والمطالب المشروعة بين من يحاولون الدفع بإتجاه إصطدام الشعب بالجيش والشرطة ونشرالفوضي التي تهدد أمن مصر وهؤلاء القلة لابد من معرفة من ورائهم وما هي أهدافهم من هذه التصرفات التي تسيء لثورة ولشبابها الشرفاء فهذه ليس أخلاق الميدان التي تحدث عنها العالم أجمع! إذن ما يحدث في ميدان التحريرهو مهزلة حقيقية قد تؤدي إلي ما لا يحمد عقباه لأنه كلما زادت المشاحنات والتظاهرات والإختلافات أدي ذلك إلي تدهور الوضع الأمني والإقتصادي نتيجة لغياب معاييرالأمن والإستقرار وعلينا كأبناء لهذا البلد أن نعمل من أجل مصلحة مصر العليا وأن تتوحد النوايا والأهداف لكي تتحقق كل مطالب الثورة لأن هناك من يتربصون بنا في الداخل والخارج و علينا أن نعلم جميعاً أن حجم الفساد والإهمال الذي خلفه النظام البائد في مصر كبيرويحتاج إلي وقت طويل ولذا علينا أن نصبرونساعد حكومة الدكتور شرف في تنفيذ مهامها ونعطيها الفرصة الكاملة لتحقيق ما يصبوا إليه الشعب وسرعة إستعادة الأمن والهدوء والإستقرار للبلاد ومواجهة أي محاولة للعبث بأمن مصر ومصالحها العليا . [email protected]