رئيس جامعة القناة يشهد المؤتمر السنوي للبحوث الطلابية لكلية طب «الإسماعيلية الجديدة الأهلية»    «الاتصالات»: تنمية التعاون بين مصر والأردن بمجالات الكابلات البحرية والذكاء الاصطناعى والألعاب الرقمية    السعودية تحذر من الدخول لهذه الأماكن بدون تصريح    برلمانى: التحالف الوطنى نجح فى وضع أموال التبرعات فى المكان الصحيح    نادر نسيم: مصر حاضرة في المشهد الفلسطيني بقوة وجهودها متواصلة لوقف إطلاق النار    حزب الغد: نؤيد الموقف الرسمى للدولة الفلسطينية الداعم للقضية الفلسطينية    إدارة مودرن فيوتشر في الإمارات للتفاوض على شراء ناد جديد    حالة وفاة و13 مصابًا الحصيلة النهائية لحادث انقلاب ميكروباص بصحراوي المنيا    مركز السينما العربية يكشف عن أسماء المشاركين في فعالياته خلال مهرجان كان    الرئيس الكازاخستاني: الاتحاد الاقتصادي الأوراسي يمكنه توفير الغذاء لنحو 600 مليون شخص    رئيس«كفر الشيخ» يستقبل لجنة تعيين أعضاء تدريس الإيطالية بكلية الألسن    مواصفات سيارة تويوتا كامري ال اي ستاندر 2024    عزت إبراهيم: اقتحام إسرائيل لرفح الفلسطينية ليس بسبب استهداف معبر كرم أبو سالم    أول أيام شهر ذي القعدة غدا.. و«الإفتاء» تحسم جدل صيامه    أيهما أفضل حج الفريضة أم رعاية الأم المريضة؟.. «الإفتاء» توضح    متحدث الصحة: لم ترد إلينا معلومات حول سحب لقاح أسترازينيكا من الأسواق العالمية    كوارث خلفتها الأمطار الغزيرة بكينيا ووفاة 238 شخصا في أسبوعين.. ماذا حدث؟    مرصد الأزهر لمكافحة التطرف يكشف عن توصيات منتدى «اسمع واتكلم»    «لا نعرف شيئًا عنها».. أول رد من «تكوين» على «زجاجة البيرة» في مؤتمرها التأسيسي    سلمى الشماع: مهرجان بردية للسينما الومضة يحمل اسم عاطف الطيب    موعد وعدد أيام إجازة عيد الأضحى 2024    وزير التعليم يُناقش رسالة ماجستير عن المواطنة الرقمية في جامعة الزقازيق - صور    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    حزب العدل: مستمرون في تجميد عضويتنا بالحركة المدنية.. ولم نحضر اجتماع اليوم    عام المليار جنيه.. مكافآت كأس العالم للأندية تحفز الأهلي في 2025    «البترول» تواصل تسجيل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر مايو 2024    توت عنخ آمون يتوج ب كأس مصر للسيدات    «اسمع واتكلم».. المحاضرون بمنتدى الأزهر يحذرون الشباب من الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي    حسن الرداد يكشف عن انجازات مسيرته الفنية    «فلسطين» تثني على اعتراف جزر البهاما بها كدولة    .. ومن الحب ما قتل| يطعن خطيبته ويلقى بنفسه من الرابع فى أسيوط    محافظ أسوان: مشروع متكامل للصرف الصحي ب«عزبة الفرن» بتكلفة 30 مليون جنيه    السنباطى رئيسًا ل «القومى للطفولة» وهيام كمال نائبًا    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد مستشفى الصدر والحميات بالزقازيق    مناقشة تحديات المرأة العاملة في محاضرة لقصور الثقافة بالغربية    رئيسة المنظمة الدولية للهجرة: اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش بحاجة إلى ملاجئ آمنة    «تويوتا» تخفض توقعات أرباحها خلال العام المالي الحالي    كريستيانو رونالدو يأمر بضم نجم مانشستر يونايتد لصفوف النصر.. والهلال يترقب    أحدثهم هاني شاكر وريم البارودي.. تفاصيل 4 قضايا تطارد نجوم الفن    11 جثة بسبب ماكينة ري.. قرار قضائي جديد بشأن المتهمين في "مجزرة أبوحزام" بقنا    المشدد 10 سنوات لطالبين بتهمة سرقة مبلغ مالي من شخص بالإكراه في القليوبية    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    عامود إنارة ينهي حياة ميكانيكي أمام ورشته بمنطقة البدرشين    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    الأرصاد تعلن تفاصيل حالة الجو اليوم.. فيديو    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحق فوق الحرية..الحرية قبل النظام..ج 2
نشر في الواقع يوم 12 - 07 - 2011


بقلم د. عادل عامر
مفهوم الحرية في القانون
على أية حال (أصل مفهوم الحرية ينبغي البحث عنه في النطاق القانوني و في عصور ما قبل التاريخ فالإنسان الحر كان من الوجهة القانونية مختلفاً عن العبد الذي كان مملوكا له)(1). و ما يمكن الجزم به هو قبول المجتمعات القديمة للعبودية لامتلاك الإنسان و الإفادة منه لتحقيق رفاه أو منافع اقتصادية أو في الأعمال الخطرة و الشاقة و قد سجل التاريخ إن الحضارات القديمة المعروفة كالبابلية و اليونانية و الفارسية استفادت من الرق بصور متفاوتة في بناء صُروحها و تحقيق منجزات إعجازية و لذلك فهي حضارات متقومة بالرق. ووجود الرق في هذا الطور المستحكم في تلك الحضارات يشير إلى ان بداية ظهوره كانت اكثر قدماً و إنها قطعت أشواطا عدة فهي في البداية كانت امتلاك أمة لأمة و قد اشتقت كلمة ملك من لفظة تملك لأنها غالباً ما تعني امتلاك الملك لشعبه أو كونه الإله و هم عبيده. و ليس بالضرورة ان تكون العبودية معلنة بل قد تكون غير مباشرة كما حصل مع بني إسرائيل في مصر قبل ظهور موسى و قد أشار القرآن إلى صورة استعباد المصريين لبني إسرائيل في زمن الفراعنة. ومن المعروف إن الحضارة اليونانية كانت لا تعطي العبيد أي حقوق اجتماعية و ان الممارسة الديمقراطية كانت حكراً على الأحرار أما العبيد فهم للخدمة و على العكس الصورة التي تعطيها إياها الأدبيات السياسية الغربية فإنها كانت تنطوي على ظلم اجتماعي خطير يمارس بصورة قانونية ضد جزء كبير من أبناء المجتمع آنذاك الأمر الذي دفع العبيد إلى الثورة المعروفة بثورة العبيد و من هناك برزت قضية الحرية من إطار طبقي و كان الفكر الإغريقي (أول الناجحين في هذا المهمة إذ تمكنوا من دفع الحرية على الطريق الذي جعلها إحدى الفكرويات التي تحدد مسار التاريخ الإنساني للعالم)(2). فالديمقراطية اليونانية كانت تنقصها المساواة و حتى لو كانت تعترف بحقوق ألا إنها تحدد هذه الحقوق في دائرة ضيقة للسادة و لعل كتاب جمهورية أفلاطون أقام جمهوريته المثالية على أساس تقسيم طبقي و لكن ليس على أساس عرقي بل على أساس المواهب و القابليات و هو بهذه الطريقة يحاول تخليص النظام الديمقراطي من العيوب- الكثيرة إلى ابتلي بها. و كل هذا يعكس حضور الرق كحالة ضاغطة أسهمت في حضور الحرية فهي تضغط على العبيد للمطالبة بالحرية و التمتع بامتيازاتها لأنها تؤدي إلى حرمانهم كأفراد من كافة حقوقهم و هي تضغط على الأحرار الضعفاء لأنها تهدد بفقدانهم لحريتهم في ظروف خاصة كالفوز أو الهزيمة في المعارك و لهذا تحولت إلى هاجس لدى عدد كبير من الناس الأمر الذي أدى إلى حضورها حضوراً فعالاً في الأدبيات و خصوصاً في الثقافة العربية . (في الثقافة العربية كانت كلمة حر تعادل (نبيل) أو (شريف) و قد وردت كلمة (حر) في شعر ذي الرمه [ت حوالي 700م] بمعنى (نبيل) و قد كان استخدام (حر) بمعنى شريف (حسن) شائع الاستعمال في اللغة العربية المبكرة)(3). ولقد كانت كلمة (آزاد) في الفارسية تعني في إيران قبل الإسلام (كون الإنسان حراً مرتبطاً بولادته في أسرة تنتمي إلى فئات اجتماعية متميزة)(4) لأن ذلك متعلق بالبنية الاجتماعية للمجتمع الفارسي قبل الإسلام الذي كان متبعاً فيه النظام الهرمي الذي يفاضل بين الطبقات. و لقد (استنكر المسلمون هذا التدرج الهرمي القاسي الطابع المميز للتنظيم الاجتماعي الإيراني قبل الإسلام..)(5). و لقد كان العرب قبل الإسلام و ربما استمر ذلك بعد ظهوره مثل شعوب أخرى ينسبون كافة الرذائل إلى الرقيق و لعل ذلك عائد إلى اقتران الرق بالذل و الهوان الذي ينم عن الضعف والخور بينما يكون الافتخار بالحرية عائداً إلى القوة و السطوة التي تمنع الإنسان عن الوقوع في مثل هذا المصير البائس. و من هنا فان مفهوم الحرية ظل في الثقافات القديمة و الثقافة العربية قبل الإسلام محتفظاً بمعناه البسيط الذي يدل على الحالة المقابلة للرق و لم يطرأ عليه أي تغير حتى جاء الإسلام بفكره التحرري و صار يحتوي على دلالة اجتماعية أوسع من دلالتها التي تعالج في دائرة حقوق الأفراد هذه الدلالة صارت تعكس منظومة حقوقية واضحة الأبعاد تعالج كافة أشكال الحرية التي أشارت إليها لائحة حقوق الإنسان الصادرة في 10/ كانون الأول/ 194(6) مما يعكس تطوراً رئيسياً حصل قبل هذا التاريخ و هو أمر يحتاج إلى البحث و التقصي
خصائص الحق :
نستطيع بين يدى البحث أن نجمل خصائص الحق فى الفكر الإسلامى والتى استقرأناها خلاله ، فالحق فى الإسلام من خصائصه : أنه ثابت 2) وأنه محدد . 3) وأنه واجب 4) وأنه صحيح . 5) وأنه صادق . 6) وأنه لازم . 7) وأنه مطابق للواقع . ([1]) سورة البقرة ، الآية 213 . ([2]) يحتمل (بالحق) أن يكون متعلقا ب (أنزل) ، أو بمعنى ما فى الكتاب من معنى الفعل ؛ لأنه يراد به المكتوب ، أو بمحذوف فيكون فى موضع الحال من الكتاب ، أو : مصحوبا بالحق ، وتكون حالا مؤكدة ، لأن كتب الله المنزلة يصحبها الحق ، ولا يفارقها . (راجع : البحر المحيط لأبى حيان ، 2/364 ، ط دار الفكر ، بيروت ،
ثم ننتقل الي الحرية
حرية التعبير من خلال سن الأنظمة والقوانين واللوائح الوطنية وتطبيقها على أرض الواقع. وتأتي حرية التعبير ضمن منظومة حقوق الإنسان السياسية، حيث تصنف حقوق الإنسان عادة في الفئات التالية:
1.حقوق الإنسان الأساسية: وتشمل: الحق في الحياة والحق في المساواة, والحق في الحرية. 2.حقوق الإنسان المدنية: وتشمل الحق في حرية الاعتقاد، والحق في التمتع بالجنسية، والحق في التقاضي والمحاكمة العادلة والسريعة. 3.حقوق الإنسان السياسية: وتشمل الحق في المشاركة السياسية, والحق في تكوين الجمعيات والانضمام إليها, والحق في حرية التعبير. 4.حقوق الإنسان الاجتماعية والثقافية: وتشمل الحق في الأمن, والحق في التعليم، والحق في الأمن الصحي، والحق في العمل، والحق في الحياة الكريمة، والحق في بيئة سليمة.
ثانيا: تعريف حرية التعبير:
حرية التعبير هي الحرية في التعبير عن الأفكار و الآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو الأعمال الفنية بدون رقابة أو قيود حكومية بشرط أن لا يمثل طريقة عرض الأفكار والآراء أومضمونها ما يمكن اعتباره خرقا أو مخالفة لقوانين واعراف الدولة أو المجموعة التي سمحت بحرية التعبير، ويصاحب حرية الرأي و التعبير على الأغلب بعض أنواع الحقوق و الحدود مثل حق حرية العبادة و حرية الصحافة و حرية التظاهرات السلمية. وتحمي الشرعة الدولية في مجال حقوق الإنسان حرية التعبير، وتلتزم الدول المنظمة إليها بحماية هذه الحرية عن طريق سن القوانين والنظم المحلية وتطبيقها لتشجيع تداول الأراء والأفكار وحماية أصحابها وعدم تجريم الآراء المخالفة وإيقاع العقوبات. وتوجد في العالم العربي قوانين ودساتير رائعة ومتميزه لكن مشكلتها الأساسية أنها مغيبة من خلال عدم احترامها والعمل بها، أو بعبارة أخرى: لا تعدو كونها حبراً على ورق! فالحرية شبه غائبة ما لم يتح للإنسان الحق في الاختلاف والتعبير.
ثالثا: تداخلات المفهوم:
1- حرية الرأي أم حرية التعبير؟
تطور المصطلح في الدول الغربية من "حرية الكلام freedom of speech إلى حرية التعبير freedom of expression، و"حرية التعبير" أوسع وأشمل من "حرية الكلام" لأن أشكال التعبير عن المعلومات والآراء تتعدد فتشمل الكلام وغيره من الرموز كالرسوم والموسيقى. وفي اللغة العربية يشيع استخدام مصطلحي "حرية الرأي" و "حرية التعبير" للدلالة على شيء واحد، وكثيرا ما يستخدم في المصطلح كلمتين فيقال "حرية الرأي والتعبير" معا، والمقصود كما هو واضح ليس "حرية الرأي" وإنما "حرية التعبير عن الرأي" ، وبشكل عام فإنه لا توجد عادة قيود على "حرية الرأي" فكل شخص حر في تبني الأفكار والآراء التي يريدها، ولا يستطيع أحد حرمانه من هذا الحق، ولكن القيود توجد عادة للحد من "حرية التعبير عن الرأي".
2- حرية التعبير والحق في الإطلاع
تتصادم ضوابط "حرية التعبير" وتقييداتها مع حق الآخرين في الإطلاع على الآراء والمعلومات، فالحد من "حرية التعبير" يؤثر بشكل مباشر في الحق على الإطلاع، والرقابة القبلية على وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت تشمل إنتهاكا متعديا مزدوجا لهذه الحقوق، في حين يمكن إعتبار الرقابة البعدية مؤثرة بشكل اساسي على "حرية التعبير"، بينما يعد منع توزيع صحيفة وحجب المواقع على الشبكة العنكبوتية انتهاكا بالدرجة الأولى للحق في الإطلاع. وتخفي بعض الحكومات معلومات مهمة عن مواطنيها، كما يخفي بعض المهنيون معلومات مهمة عن عملائهم كالأطباء، وفي ذلك مخالفة لحق المواطن او المريض في المعرفة والإطلاع.
3- حرية التعبير والصحافة
حرية الصحافة (أو الصحافة الحرة) هي المؤشر لحرية التعبير، وهي الضمانة التي تقدمها الحكومات لحرية التعبير، و غالباَ ما تكون تلك الحرية مكفولة من قبل دستور البلاد للمواطنين و الهيئات و تمتد لتشمل منظمات بث الأخبار والصحف وغيرها من وسائل الإتصال. وغالباَ ما تغطى نفس القوانين مفهومي حرية الكلام و حرية الصحافة مايعني بالتالي معالجتها للأفراد ولوسائل الإعلام على نحو متساو. وإلى جانب هذه المعايير القانونية، تستخدم بعض المنظمات غير الحكومية معايير أكثر للحكم على مدى حرية الصحافة في مناطق العالم. فمنظمة صحفيون بلا حدود تأخذ بعين الإعتبار عدد الصحفيين القتلى، أو المبعدين، أو المهددين، ووجود إحتكار الدولة للتلفزيون و الراديو، إلى جانب وجود الرقابة، و الرقابة الذاتية في وسائل الإعلام، و الإستقلال العام لوسائل الإعلام، و كذلك الصعوبات التي قد يواجهها المراسل الأجنبي. أما منظمة Freedom House فتدرس البيئة السياسية والإقتصادية الأكثر عمومية لكل بلد لغرض تحديد وجود علاقات إتكالية تحد عند التطبيق من مستوى حرية الصحافة الموجودة نظرياً من عدمه. لذا فإن مفهوم استقلال الصحافة يرتبط إرتباطاً وثيقاً بمفهوم حرية الصحافة. ويستخدم مفهوم الصحافة كسلطة رابعة لمقارنة الصحافة (وسائل الإعلام عموماً) بفروع الحكومة الثلاثة وهي: التشريعية و التنفيذية والقضائية. وتقوم منظمة مراسلون بلا حدود، كل عام، بنشر تقريرها الذي تصنف فيه بلدان العالم وفق شروط حرية الصحافة.
رابعا: آليات الحماية:
لكل شخص الحق في التمتع بحرية التعبير والرأي، وطبقا لأليات حقوق الإنسان الدولية، يتم انتهاك هذا الحق بطرق مختلفة مثل تقييد حركة المعلومات والأفكار السياسية أو الفنية او التجارية، تقييد حرية الصحافة، وضع قيود ليست ضرورية، ولا تشمل اجراءات التراخيص للنشر مثلا.
خامسا: حدود حرية التعبير:
بالنسبة لحدود حرية الرأي و التعبير فإنها تعتبر من القضايا الشائكة والحساسة إذ أن الحدود التي ترسمها الدول، أو المجاميع المانحة لهذه الحرية، قد تتغير وفقا للظروف الأمنية والنسبة السكانية للأعراق و الطوائف و الديانات المختلفة التي تعيش ضمن الدولة أو المجموعة، وأحيانا قد تلعب ظروف خارج نطاق الدولة أو المجموعة دورا في تغيير حدود الحريات. وغالباً ما تتأثر الحرية بالأزمات، حيث تتقلص هوامش الحريات العامة خلال أوقات الأزمات، والحروب، حتى في الدول التي تؤمن بقدر أكبر من الحرية، ولكن مواطني هذه الدول غالباً ما يتفهمون مثل هذه الإجراءات التي قد تقيد حرياتهم لأنها في النهاية حماية لتلك الحريات، وذلك انطلاقاً من ثقتهم في أن القانون الذي اختاروه، فوق الجميع، وللجميع، ولا يجوز بأي حال تجاوزه. ومما يستثنى من حرية التعبير في بعض القوانين ، ما يأتي: •القذف (الإفتراء، الطعن) Defamation: ويشير إلى نشر حقائق مزعومة ولكنها غير صحيحة للإساءة لسمعة شخص آخر. ويتطلب الزعم بحقيقة ما ليس بحقيقة، والتعبير عن الرأي لا يعد افتراء. •إثارة الهلع Causing Panic: وهو مقيد بمعرفة المعبر مسبقا عن تأثير رأيه المحتمل•كلمات الشتائم Fighting Words: ويقصد بها الكلمات التي يؤدي مجرد لفظها اساءة للطرف الآخر. •التحريض على الجريمة Incitement to Crime: التحريض على الجريمة جريمة. •التحريض Sedition: ويعنى العمل غير القانوني ضد الحكومة والإطاحة العنيفة بها. •المواد البذيئة (الفحش، الجنس) Obscenity. وتجدر الإشارة أن من الأمور الصعبة إثبات ما إذا كان المضمون مخالفا أو محميا، وتخضع مثل هذه القضايا للمحاكم المختصة، حيث يصعب وضع قوانين محددة لمخالفات فردية لا يمكن حصرها.
حرية التعبير. مسئولية
يتداول الناس نكتة عن حرية التعبير هذه النكتة تقول إن هناك كلب راح على الحدود وأول ما فتح العسكري البوابة جرى بأقصى سرعته خارج الحدود، لكن العسكري جرى خلفه واستوقفه وسأله لماذا فعلت هذا فرد عليه الكلب رايح أهوهو بره أصل هذا ممنوع. اتفق الباحثين والمشرعون على أن حرية التعبير حق مشاع لكل إنسان تكفله له كافة المواثيق الدولية والأديان السماوية ولكنهم اختلفوا في مساحة هذه الحرية التي تختلف من ثقافة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر. الدكتور الفاضل عبد الرحمن العناد أجاد إجادة غير مستغربة إلى هامة إعلامية كالعناد في طرح هذه القضية والحديث عن كافة جوانبها بأسلوب رشيق إبداعي أخّاذ وفي إطار ومنهجية علمية مؤصلة. أطرح على نفسي كثيراً السؤال التالي هل حرية التعبير مطلقة أم أنها مقننة وهل تقنين حرية التعبير هو تكميم للأفواه وعائق للإبداع. أنا شخصياً مع الحرية المقننة التي لا تمس بالثوابت ولا تسهم في الفرقة وإيجاد الفتن بين أبناء البلد الواحد. وقد تحدث الباحث عن حرية التعبير في وسائل الإعلام لدينا وهي أمر بان "الحرية معدومة في الإسلام بسبب العقلية المتحجرة للمسلمين الذي يحاولون تطبيق مفاهيم غير صالحة للتطبيق حتى في العصور الوسطى بشرط أن لا يمثل طريقة و مضمون الأفكار أو الآراء ما يمكن اعتباره خرقا لقوانين و أعراف الدولة أو المجموعة التي سمحت بحرية التعبير ويصاحب حرية الرأي و التعبير على الأغلب بعض أنواع الحقوق و الحدود مثل حق حرية العبادة و حرية الصحافة و حرية التظاهرات السلمية. بالنسبة لحدود حرية الرأي و التعبير فانه يعتبر من القضايا الشائكة والحساسة إذ أن الحدود التي ترسمها الدول أو المجاميع المانحة لهذه الحرية قد تتغير وفقا للظروف الأمنية والنسبة السكانية للأعراق و الطوائف و الديانات المختلفة التي تعيش ضمن الدولة أو المجموعة وأحيانا قد تلعب ظروف خارج نطاق الدولة أو المجموعة دورا في تغيير حدود الحريات. لقد باتت حرية التعبير واحدة من لوازم الحديث عن حاضر ومستقبل العالم العربي. إذ لا يجهر طرف عربي واحد ذو شأن سياسي أو معنوي بعدائه للتعبير الحر. قد يدعي هذا المستبد أو ذاك الحاكم الظالم أن بلده ينعم بحقل حر للقول والتعبير غير أن ادعاءه سرعان ما يتعرض للانهيار خلال نقاش جدي تستخدم خلاله وسائل قياس أولية للتمييز بين التعبير الحر والتعبير المقيد. إذا كان مآل الصراع حول الحق بالتعبير الحر في العالم العربي يميل بوضوح لصالح المظلومين والمضطهدين وعموم الرأي العام فإن أسئلة عديدة تلح حول كيفية استخدام هذا الحق. يتضح المعنى أكثر عبر طرح المشكلة بصيغة أخرى: ما الذي يفعله أصحاب هذا الحق بحقهم المكتسب؟ كيف يعبرون؟ لا يكفي أن نرفع شعار "حرية التعبير" بل يجب أن نرتفع إلى مستواه أيضا من وجهة نظري فأن حرية التعبير تعد "ترفا" لا نستطيع التعامل معه كعرب؛ لأننا اعتدنا على الكبت لقرون طويلة، وعليه فأننا بحاجة إلى علاج نفسي طويل ومكثف حتى نتخلص من عقد الماضي وترسباته والتشوهات التي أحدثها في أذهاننا وعقولنا. نحن يا سادة لا نستطيع التعامل مع قيم الحق والخير والجمال بشكل منطقي وخلاق لأن فاقد الشيء لا يعطيه. وكسيدة عربية فأنني لا اعتقد أن حرية التعبير هي ما أحتاج إليه –على الأقل- في المرحلة الراهنة. هناك حريات أخرى اعتقد أنها أكثر إلحاحا، كحرية الاختيار، وحرية الحركة، وحرية الحياة بمعناها الشامل، إما حرية التعبير فأنها ترف لا استطيع أن أتعامل معه لأنني لا أعرفه!! مجتمعاتنا و حرية التعبير "حرية الرأي وحرية التعبير" حيث جاءت مقالته موثقة وعلى درجة عالية من الحرفية المهنية؛ ولاسيما إن الدكتور أعلامي ضليع ومتخصص في هذا الجانب، إضافة إلى عضويته للجنة حقوق الإنسان التي تعد الدفاع عن حرية التعبير أحد مهامها الأساسية. وتعقيبا على هذه المقالة المفيدة؛ فأنني على المستوى الاجتماعي وكسعودي لا أميل إلى إطلاق "حرية التعبير" هكذا وبدون مقدمات؛ لأن هناك حتما من سينتهكها ويسيء استخدامها، وسيتم انتهاكها للأسف من قبل بعض المحسوبين على الإعلام الذين لا هم لهم إلا الفرقعات الإعلامية بحثا عن الشهرة حتى يتم منعهم من الكتابة ومن ثم يتم تسجيلهم في خانة الشهداء. .
وأخيرا نقول:-
إن أهمية القصص القرآني عن فرعون وموسى، لنفهم طبيعة الفراعين، وكيف نتعامل معهم، ونفهم علاقات الشد والجذب بين الحق والباطل، ثم نرى سقوط أنظمة وطواغيت. فبعض أولئك الطواغيت عاش عمره كله في الحكم كما هو حال طاغوت ليبيا الذي يحكم منذ 42 سنة، وحين يطول على أحدهم العمر في المنصب يصل إلى مرحلة أن يقول:أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي؟ويشاء الله تعالى ان تسقط الطواغيت، وربما ظن البعض أن ذلك من قبيل الأحلام، ولو كان ظن أحدنا كذلك فهذا معناه أننا كنا نفتقد الثقة في الله بصورة حقيقية.. لم نكن نصدق، وكنا ننسى أنه قادر على خلع الظالم، وقد أراد الله ذلك فتحقق، ونحن نحمد الله ونترقب، ونفرح ولكن بحذر. فالتحديات المقبلة كبيرة والفتن كثيرة: يتصور البعض أننا بسقوط النظام سنصل إلى القمة فجأة، وهذا غير صحيح لأنه لا بد من تغيير أمور أخرى كثيرة بداخلنا. لقد رأى بنو إسرائيل غرق فرعون بأعينهم ومع ذلك ما إن تحركوا قليلا حتى طلبوا أن يعبدوا صنمًا. "وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون" ( الأعراف 138) لفد كانت المقاصد متحدة تجاه إسقاط النظام، أما الآن فهي تتفكك.. كانت الحركة في الاتجاه الإيجابي ولكن بعد تحقق المقصد حدث تمايز في الصف، وسنرى من يخرجون وينشرون أفكارهم وربما أثروا على الإسلاميين أنفسهم بتلك الأفكار. وهناك من يريد إقصاء دين الله عن المشهد وهناك دفع نحو الاتجاه الليبرالي باعتباره ضد الدين وحتى بعض الملتزمين انقلبوا على شيوخهم، واعتبروا أن عدم تمايزهم عن الآخرين دلالة إيجابية. ظاهرة يمكن أن تستشري في الفترة المقبلة وهي شراء الذمم، فقد تكون الانتخابات المقبلة نزيهة ولكن ماذا عن شراء الذمم؟ وهل تتغير الذمم خلال أيام قليلة؟ إن أشد الناس حزنًا على رحيل النظام هم الفاسدون غير الملتزمين بدين الله، الذين بمكن أن يلجأ أساليب غير شريفة لتحقيق مرادهم. لقد تصدقنا على الدنيا بالكثير من العمر، فلنتصدق بالبقية الباقية على الآخرة، وقد لا ننعم بالرخاء الذي قد يتأخر، وقد يحدث الصدام مع أعداء الدين في الخارج، فهم يبحثون عن البديل ولهم أذرع يخترقون بها المؤسسات، وقد كان بيت فرعون نفسه مخترقًا ولكن برجل صالح "مؤمن آل فرعون".والمسألة ليست في الرخاء، وهو ليس غاية المسلم، ولكنه مطلب يعين على أداء الرسالة، وإلا فقد قال تعالى: "والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار والنار مثوى لهم" (محمد 12).
مرحلة تقديم المصلحة العامة
أن المرحلة الحالية هي مرحلة تقديم المصلحة العامة على المصالح الخاصة، والوقوف وراء الأصلح، أن الصحابة لم يكن همهم أن يحملوا الراية ويبلغوا الدعوة، ولكن أن تُحمل الراية، وتُبلغ الدعوة. وعن التحديات المقبلة قال إن الكفر يتعايش فيما بينه لكنه يضيق بالإسلام؛ فقد كان "محمد بن عبد الله" سيد مكة، وابن عبد المطلب الذي دانت له رئاسة قريش دون منازع.. أما أن "محمدًا رسول الله" فلا، ويمنعونه عندئذ عن الطواف بالبيت، كما وقع سنة صلح الحديبية، حين خرج الرسول صلى الله عليه وسلم معتمرًا. وهذة قصة تدل على تغليب الصحابة للمصلحة العامة فقد طلب الرسول من عمر بن الخطاب أن يسير إلى قريش وقت الحديبية ليخبرهم أن الرسول ما جاء مكة إلا قاصدًا البيت؛ أي لم يأت محاربًا، لكن عمر وجد أنه ليس مؤهلا للمهمة رغم شوقه لمكة ورؤية البيت، فقد هاجر جهرًا متحديًا قريشًا، ومعه عشرون من المستضعفين، كما أنه ليس في بني عدي (بطن من قريش ينتمي إليه عمر) من يتبعه. وقال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم: أدلك على عثمان (بن عفان) ينزل على أبي سفيان وإبان بن سعيد. فعثمان من بني أمية التي ينتمي إليها إبو سفيان زعيم قريش، وأمه من بني هاشم، أكبر بطون قريش. وحين دخل عثمان مكة رفض أن يحقق لنفسه منفعة خاصة بأن يطوف بالبيت رغم شوقه الشديد لذلك، حتى لا يسبق رسول الله إليه. والخلاصة من القصة أن علينا النظر دائمًا إلى المصلحة العامة وتقديمها.. فالمصالح الصغيرة والمطالب الفئوية لا مجال لها اليوم، ولو تحققت الطالب العامة فستتحقق المطالب الخاصة تلقائيًا، فالحرية قبل البدل، والاستقرار قبل العلاوة. ولهذا كانت دعوة اشهار حزب الطريق الجديد ليكون في اعتباري تحقيق هذا الشعار الحرية قبل البدل والاستقرار قبل العلاوة والحق والحرية الحق فوق الحرية..الحرية قبل النظام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.