«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحق فوق الحرية..الحرية قبل النظام..ج 2
نشر في الواقع يوم 12 - 07 - 2011


بقلم د. عادل عامر
مفهوم الحرية في القانون
على أية حال (أصل مفهوم الحرية ينبغي البحث عنه في النطاق القانوني و في عصور ما قبل التاريخ فالإنسان الحر كان من الوجهة القانونية مختلفاً عن العبد الذي كان مملوكا له)(1). و ما يمكن الجزم به هو قبول المجتمعات القديمة للعبودية لامتلاك الإنسان و الإفادة منه لتحقيق رفاه أو منافع اقتصادية أو في الأعمال الخطرة و الشاقة و قد سجل التاريخ إن الحضارات القديمة المعروفة كالبابلية و اليونانية و الفارسية استفادت من الرق بصور متفاوتة في بناء صُروحها و تحقيق منجزات إعجازية و لذلك فهي حضارات متقومة بالرق. ووجود الرق في هذا الطور المستحكم في تلك الحضارات يشير إلى ان بداية ظهوره كانت اكثر قدماً و إنها قطعت أشواطا عدة فهي في البداية كانت امتلاك أمة لأمة و قد اشتقت كلمة ملك من لفظة تملك لأنها غالباً ما تعني امتلاك الملك لشعبه أو كونه الإله و هم عبيده. و ليس بالضرورة ان تكون العبودية معلنة بل قد تكون غير مباشرة كما حصل مع بني إسرائيل في مصر قبل ظهور موسى و قد أشار القرآن إلى صورة استعباد المصريين لبني إسرائيل في زمن الفراعنة. ومن المعروف إن الحضارة اليونانية كانت لا تعطي العبيد أي حقوق اجتماعية و ان الممارسة الديمقراطية كانت حكراً على الأحرار أما العبيد فهم للخدمة و على العكس الصورة التي تعطيها إياها الأدبيات السياسية الغربية فإنها كانت تنطوي على ظلم اجتماعي خطير يمارس بصورة قانونية ضد جزء كبير من أبناء المجتمع آنذاك الأمر الذي دفع العبيد إلى الثورة المعروفة بثورة العبيد و من هناك برزت قضية الحرية من إطار طبقي و كان الفكر الإغريقي (أول الناجحين في هذا المهمة إذ تمكنوا من دفع الحرية على الطريق الذي جعلها إحدى الفكرويات التي تحدد مسار التاريخ الإنساني للعالم)(2). فالديمقراطية اليونانية كانت تنقصها المساواة و حتى لو كانت تعترف بحقوق ألا إنها تحدد هذه الحقوق في دائرة ضيقة للسادة و لعل كتاب جمهورية أفلاطون أقام جمهوريته المثالية على أساس تقسيم طبقي و لكن ليس على أساس عرقي بل على أساس المواهب و القابليات و هو بهذه الطريقة يحاول تخليص النظام الديمقراطي من العيوب- الكثيرة إلى ابتلي بها. و كل هذا يعكس حضور الرق كحالة ضاغطة أسهمت في حضور الحرية فهي تضغط على العبيد للمطالبة بالحرية و التمتع بامتيازاتها لأنها تؤدي إلى حرمانهم كأفراد من كافة حقوقهم و هي تضغط على الأحرار الضعفاء لأنها تهدد بفقدانهم لحريتهم في ظروف خاصة كالفوز أو الهزيمة في المعارك و لهذا تحولت إلى هاجس لدى عدد كبير من الناس الأمر الذي أدى إلى حضورها حضوراً فعالاً في الأدبيات و خصوصاً في الثقافة العربية . (في الثقافة العربية كانت كلمة حر تعادل (نبيل) أو (شريف) و قد وردت كلمة (حر) في شعر ذي الرمه [ت حوالي 700م] بمعنى (نبيل) و قد كان استخدام (حر) بمعنى شريف (حسن) شائع الاستعمال في اللغة العربية المبكرة)(3). ولقد كانت كلمة (آزاد) في الفارسية تعني في إيران قبل الإسلام (كون الإنسان حراً مرتبطاً بولادته في أسرة تنتمي إلى فئات اجتماعية متميزة)(4) لأن ذلك متعلق بالبنية الاجتماعية للمجتمع الفارسي قبل الإسلام الذي كان متبعاً فيه النظام الهرمي الذي يفاضل بين الطبقات. و لقد (استنكر المسلمون هذا التدرج الهرمي القاسي الطابع المميز للتنظيم الاجتماعي الإيراني قبل الإسلام..)(5). و لقد كان العرب قبل الإسلام و ربما استمر ذلك بعد ظهوره مثل شعوب أخرى ينسبون كافة الرذائل إلى الرقيق و لعل ذلك عائد إلى اقتران الرق بالذل و الهوان الذي ينم عن الضعف والخور بينما يكون الافتخار بالحرية عائداً إلى القوة و السطوة التي تمنع الإنسان عن الوقوع في مثل هذا المصير البائس. و من هنا فان مفهوم الحرية ظل في الثقافات القديمة و الثقافة العربية قبل الإسلام محتفظاً بمعناه البسيط الذي يدل على الحالة المقابلة للرق و لم يطرأ عليه أي تغير حتى جاء الإسلام بفكره التحرري و صار يحتوي على دلالة اجتماعية أوسع من دلالتها التي تعالج في دائرة حقوق الأفراد هذه الدلالة صارت تعكس منظومة حقوقية واضحة الأبعاد تعالج كافة أشكال الحرية التي أشارت إليها لائحة حقوق الإنسان الصادرة في 10/ كانون الأول/ 194(6) مما يعكس تطوراً رئيسياً حصل قبل هذا التاريخ و هو أمر يحتاج إلى البحث و التقصي
خصائص الحق :
نستطيع بين يدى البحث أن نجمل خصائص الحق فى الفكر الإسلامى والتى استقرأناها خلاله ، فالحق فى الإسلام من خصائصه : أنه ثابت 2) وأنه محدد . 3) وأنه واجب 4) وأنه صحيح . 5) وأنه صادق . 6) وأنه لازم . 7) وأنه مطابق للواقع . ([1]) سورة البقرة ، الآية 213 . ([2]) يحتمل (بالحق) أن يكون متعلقا ب (أنزل) ، أو بمعنى ما فى الكتاب من معنى الفعل ؛ لأنه يراد به المكتوب ، أو بمحذوف فيكون فى موضع الحال من الكتاب ، أو : مصحوبا بالحق ، وتكون حالا مؤكدة ، لأن كتب الله المنزلة يصحبها الحق ، ولا يفارقها . (راجع : البحر المحيط لأبى حيان ، 2/364 ، ط دار الفكر ، بيروت ،
ثم ننتقل الي الحرية
حرية التعبير من خلال سن الأنظمة والقوانين واللوائح الوطنية وتطبيقها على أرض الواقع. وتأتي حرية التعبير ضمن منظومة حقوق الإنسان السياسية، حيث تصنف حقوق الإنسان عادة في الفئات التالية:
1.حقوق الإنسان الأساسية: وتشمل: الحق في الحياة والحق في المساواة, والحق في الحرية. 2.حقوق الإنسان المدنية: وتشمل الحق في حرية الاعتقاد، والحق في التمتع بالجنسية، والحق في التقاضي والمحاكمة العادلة والسريعة. 3.حقوق الإنسان السياسية: وتشمل الحق في المشاركة السياسية, والحق في تكوين الجمعيات والانضمام إليها, والحق في حرية التعبير. 4.حقوق الإنسان الاجتماعية والثقافية: وتشمل الحق في الأمن, والحق في التعليم، والحق في الأمن الصحي، والحق في العمل، والحق في الحياة الكريمة، والحق في بيئة سليمة.
ثانيا: تعريف حرية التعبير:
حرية التعبير هي الحرية في التعبير عن الأفكار و الآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو الأعمال الفنية بدون رقابة أو قيود حكومية بشرط أن لا يمثل طريقة عرض الأفكار والآراء أومضمونها ما يمكن اعتباره خرقا أو مخالفة لقوانين واعراف الدولة أو المجموعة التي سمحت بحرية التعبير، ويصاحب حرية الرأي و التعبير على الأغلب بعض أنواع الحقوق و الحدود مثل حق حرية العبادة و حرية الصحافة و حرية التظاهرات السلمية. وتحمي الشرعة الدولية في مجال حقوق الإنسان حرية التعبير، وتلتزم الدول المنظمة إليها بحماية هذه الحرية عن طريق سن القوانين والنظم المحلية وتطبيقها لتشجيع تداول الأراء والأفكار وحماية أصحابها وعدم تجريم الآراء المخالفة وإيقاع العقوبات. وتوجد في العالم العربي قوانين ودساتير رائعة ومتميزه لكن مشكلتها الأساسية أنها مغيبة من خلال عدم احترامها والعمل بها، أو بعبارة أخرى: لا تعدو كونها حبراً على ورق! فالحرية شبه غائبة ما لم يتح للإنسان الحق في الاختلاف والتعبير.
ثالثا: تداخلات المفهوم:
1- حرية الرأي أم حرية التعبير؟
تطور المصطلح في الدول الغربية من "حرية الكلام freedom of speech إلى حرية التعبير freedom of expression، و"حرية التعبير" أوسع وأشمل من "حرية الكلام" لأن أشكال التعبير عن المعلومات والآراء تتعدد فتشمل الكلام وغيره من الرموز كالرسوم والموسيقى. وفي اللغة العربية يشيع استخدام مصطلحي "حرية الرأي" و "حرية التعبير" للدلالة على شيء واحد، وكثيرا ما يستخدم في المصطلح كلمتين فيقال "حرية الرأي والتعبير" معا، والمقصود كما هو واضح ليس "حرية الرأي" وإنما "حرية التعبير عن الرأي" ، وبشكل عام فإنه لا توجد عادة قيود على "حرية الرأي" فكل شخص حر في تبني الأفكار والآراء التي يريدها، ولا يستطيع أحد حرمانه من هذا الحق، ولكن القيود توجد عادة للحد من "حرية التعبير عن الرأي".
2- حرية التعبير والحق في الإطلاع
تتصادم ضوابط "حرية التعبير" وتقييداتها مع حق الآخرين في الإطلاع على الآراء والمعلومات، فالحد من "حرية التعبير" يؤثر بشكل مباشر في الحق على الإطلاع، والرقابة القبلية على وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت تشمل إنتهاكا متعديا مزدوجا لهذه الحقوق، في حين يمكن إعتبار الرقابة البعدية مؤثرة بشكل اساسي على "حرية التعبير"، بينما يعد منع توزيع صحيفة وحجب المواقع على الشبكة العنكبوتية انتهاكا بالدرجة الأولى للحق في الإطلاع. وتخفي بعض الحكومات معلومات مهمة عن مواطنيها، كما يخفي بعض المهنيون معلومات مهمة عن عملائهم كالأطباء، وفي ذلك مخالفة لحق المواطن او المريض في المعرفة والإطلاع.
3- حرية التعبير والصحافة
حرية الصحافة (أو الصحافة الحرة) هي المؤشر لحرية التعبير، وهي الضمانة التي تقدمها الحكومات لحرية التعبير، و غالباَ ما تكون تلك الحرية مكفولة من قبل دستور البلاد للمواطنين و الهيئات و تمتد لتشمل منظمات بث الأخبار والصحف وغيرها من وسائل الإتصال. وغالباَ ما تغطى نفس القوانين مفهومي حرية الكلام و حرية الصحافة مايعني بالتالي معالجتها للأفراد ولوسائل الإعلام على نحو متساو. وإلى جانب هذه المعايير القانونية، تستخدم بعض المنظمات غير الحكومية معايير أكثر للحكم على مدى حرية الصحافة في مناطق العالم. فمنظمة صحفيون بلا حدود تأخذ بعين الإعتبار عدد الصحفيين القتلى، أو المبعدين، أو المهددين، ووجود إحتكار الدولة للتلفزيون و الراديو، إلى جانب وجود الرقابة، و الرقابة الذاتية في وسائل الإعلام، و الإستقلال العام لوسائل الإعلام، و كذلك الصعوبات التي قد يواجهها المراسل الأجنبي. أما منظمة Freedom House فتدرس البيئة السياسية والإقتصادية الأكثر عمومية لكل بلد لغرض تحديد وجود علاقات إتكالية تحد عند التطبيق من مستوى حرية الصحافة الموجودة نظرياً من عدمه. لذا فإن مفهوم استقلال الصحافة يرتبط إرتباطاً وثيقاً بمفهوم حرية الصحافة. ويستخدم مفهوم الصحافة كسلطة رابعة لمقارنة الصحافة (وسائل الإعلام عموماً) بفروع الحكومة الثلاثة وهي: التشريعية و التنفيذية والقضائية. وتقوم منظمة مراسلون بلا حدود، كل عام، بنشر تقريرها الذي تصنف فيه بلدان العالم وفق شروط حرية الصحافة.
رابعا: آليات الحماية:
لكل شخص الحق في التمتع بحرية التعبير والرأي، وطبقا لأليات حقوق الإنسان الدولية، يتم انتهاك هذا الحق بطرق مختلفة مثل تقييد حركة المعلومات والأفكار السياسية أو الفنية او التجارية، تقييد حرية الصحافة، وضع قيود ليست ضرورية، ولا تشمل اجراءات التراخيص للنشر مثلا.
خامسا: حدود حرية التعبير:
بالنسبة لحدود حرية الرأي و التعبير فإنها تعتبر من القضايا الشائكة والحساسة إذ أن الحدود التي ترسمها الدول، أو المجاميع المانحة لهذه الحرية، قد تتغير وفقا للظروف الأمنية والنسبة السكانية للأعراق و الطوائف و الديانات المختلفة التي تعيش ضمن الدولة أو المجموعة، وأحيانا قد تلعب ظروف خارج نطاق الدولة أو المجموعة دورا في تغيير حدود الحريات. وغالباً ما تتأثر الحرية بالأزمات، حيث تتقلص هوامش الحريات العامة خلال أوقات الأزمات، والحروب، حتى في الدول التي تؤمن بقدر أكبر من الحرية، ولكن مواطني هذه الدول غالباً ما يتفهمون مثل هذه الإجراءات التي قد تقيد حرياتهم لأنها في النهاية حماية لتلك الحريات، وذلك انطلاقاً من ثقتهم في أن القانون الذي اختاروه، فوق الجميع، وللجميع، ولا يجوز بأي حال تجاوزه. ومما يستثنى من حرية التعبير في بعض القوانين ، ما يأتي: •القذف (الإفتراء، الطعن) Defamation: ويشير إلى نشر حقائق مزعومة ولكنها غير صحيحة للإساءة لسمعة شخص آخر. ويتطلب الزعم بحقيقة ما ليس بحقيقة، والتعبير عن الرأي لا يعد افتراء. •إثارة الهلع Causing Panic: وهو مقيد بمعرفة المعبر مسبقا عن تأثير رأيه المحتمل•كلمات الشتائم Fighting Words: ويقصد بها الكلمات التي يؤدي مجرد لفظها اساءة للطرف الآخر. •التحريض على الجريمة Incitement to Crime: التحريض على الجريمة جريمة. •التحريض Sedition: ويعنى العمل غير القانوني ضد الحكومة والإطاحة العنيفة بها. •المواد البذيئة (الفحش، الجنس) Obscenity. وتجدر الإشارة أن من الأمور الصعبة إثبات ما إذا كان المضمون مخالفا أو محميا، وتخضع مثل هذه القضايا للمحاكم المختصة، حيث يصعب وضع قوانين محددة لمخالفات فردية لا يمكن حصرها.
حرية التعبير. مسئولية
يتداول الناس نكتة عن حرية التعبير هذه النكتة تقول إن هناك كلب راح على الحدود وأول ما فتح العسكري البوابة جرى بأقصى سرعته خارج الحدود، لكن العسكري جرى خلفه واستوقفه وسأله لماذا فعلت هذا فرد عليه الكلب رايح أهوهو بره أصل هذا ممنوع. اتفق الباحثين والمشرعون على أن حرية التعبير حق مشاع لكل إنسان تكفله له كافة المواثيق الدولية والأديان السماوية ولكنهم اختلفوا في مساحة هذه الحرية التي تختلف من ثقافة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر. الدكتور الفاضل عبد الرحمن العناد أجاد إجادة غير مستغربة إلى هامة إعلامية كالعناد في طرح هذه القضية والحديث عن كافة جوانبها بأسلوب رشيق إبداعي أخّاذ وفي إطار ومنهجية علمية مؤصلة. أطرح على نفسي كثيراً السؤال التالي هل حرية التعبير مطلقة أم أنها مقننة وهل تقنين حرية التعبير هو تكميم للأفواه وعائق للإبداع. أنا شخصياً مع الحرية المقننة التي لا تمس بالثوابت ولا تسهم في الفرقة وإيجاد الفتن بين أبناء البلد الواحد. وقد تحدث الباحث عن حرية التعبير في وسائل الإعلام لدينا وهي أمر بان "الحرية معدومة في الإسلام بسبب العقلية المتحجرة للمسلمين الذي يحاولون تطبيق مفاهيم غير صالحة للتطبيق حتى في العصور الوسطى بشرط أن لا يمثل طريقة و مضمون الأفكار أو الآراء ما يمكن اعتباره خرقا لقوانين و أعراف الدولة أو المجموعة التي سمحت بحرية التعبير ويصاحب حرية الرأي و التعبير على الأغلب بعض أنواع الحقوق و الحدود مثل حق حرية العبادة و حرية الصحافة و حرية التظاهرات السلمية. بالنسبة لحدود حرية الرأي و التعبير فانه يعتبر من القضايا الشائكة والحساسة إذ أن الحدود التي ترسمها الدول أو المجاميع المانحة لهذه الحرية قد تتغير وفقا للظروف الأمنية والنسبة السكانية للأعراق و الطوائف و الديانات المختلفة التي تعيش ضمن الدولة أو المجموعة وأحيانا قد تلعب ظروف خارج نطاق الدولة أو المجموعة دورا في تغيير حدود الحريات. لقد باتت حرية التعبير واحدة من لوازم الحديث عن حاضر ومستقبل العالم العربي. إذ لا يجهر طرف عربي واحد ذو شأن سياسي أو معنوي بعدائه للتعبير الحر. قد يدعي هذا المستبد أو ذاك الحاكم الظالم أن بلده ينعم بحقل حر للقول والتعبير غير أن ادعاءه سرعان ما يتعرض للانهيار خلال نقاش جدي تستخدم خلاله وسائل قياس أولية للتمييز بين التعبير الحر والتعبير المقيد. إذا كان مآل الصراع حول الحق بالتعبير الحر في العالم العربي يميل بوضوح لصالح المظلومين والمضطهدين وعموم الرأي العام فإن أسئلة عديدة تلح حول كيفية استخدام هذا الحق. يتضح المعنى أكثر عبر طرح المشكلة بصيغة أخرى: ما الذي يفعله أصحاب هذا الحق بحقهم المكتسب؟ كيف يعبرون؟ لا يكفي أن نرفع شعار "حرية التعبير" بل يجب أن نرتفع إلى مستواه أيضا من وجهة نظري فأن حرية التعبير تعد "ترفا" لا نستطيع التعامل معه كعرب؛ لأننا اعتدنا على الكبت لقرون طويلة، وعليه فأننا بحاجة إلى علاج نفسي طويل ومكثف حتى نتخلص من عقد الماضي وترسباته والتشوهات التي أحدثها في أذهاننا وعقولنا. نحن يا سادة لا نستطيع التعامل مع قيم الحق والخير والجمال بشكل منطقي وخلاق لأن فاقد الشيء لا يعطيه. وكسيدة عربية فأنني لا اعتقد أن حرية التعبير هي ما أحتاج إليه –على الأقل- في المرحلة الراهنة. هناك حريات أخرى اعتقد أنها أكثر إلحاحا، كحرية الاختيار، وحرية الحركة، وحرية الحياة بمعناها الشامل، إما حرية التعبير فأنها ترف لا استطيع أن أتعامل معه لأنني لا أعرفه!! مجتمعاتنا و حرية التعبير "حرية الرأي وحرية التعبير" حيث جاءت مقالته موثقة وعلى درجة عالية من الحرفية المهنية؛ ولاسيما إن الدكتور أعلامي ضليع ومتخصص في هذا الجانب، إضافة إلى عضويته للجنة حقوق الإنسان التي تعد الدفاع عن حرية التعبير أحد مهامها الأساسية. وتعقيبا على هذه المقالة المفيدة؛ فأنني على المستوى الاجتماعي وكسعودي لا أميل إلى إطلاق "حرية التعبير" هكذا وبدون مقدمات؛ لأن هناك حتما من سينتهكها ويسيء استخدامها، وسيتم انتهاكها للأسف من قبل بعض المحسوبين على الإعلام الذين لا هم لهم إلا الفرقعات الإعلامية بحثا عن الشهرة حتى يتم منعهم من الكتابة ومن ثم يتم تسجيلهم في خانة الشهداء. .
وأخيرا نقول:-
إن أهمية القصص القرآني عن فرعون وموسى، لنفهم طبيعة الفراعين، وكيف نتعامل معهم، ونفهم علاقات الشد والجذب بين الحق والباطل، ثم نرى سقوط أنظمة وطواغيت. فبعض أولئك الطواغيت عاش عمره كله في الحكم كما هو حال طاغوت ليبيا الذي يحكم منذ 42 سنة، وحين يطول على أحدهم العمر في المنصب يصل إلى مرحلة أن يقول:أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي؟ويشاء الله تعالى ان تسقط الطواغيت، وربما ظن البعض أن ذلك من قبيل الأحلام، ولو كان ظن أحدنا كذلك فهذا معناه أننا كنا نفتقد الثقة في الله بصورة حقيقية.. لم نكن نصدق، وكنا ننسى أنه قادر على خلع الظالم، وقد أراد الله ذلك فتحقق، ونحن نحمد الله ونترقب، ونفرح ولكن بحذر. فالتحديات المقبلة كبيرة والفتن كثيرة: يتصور البعض أننا بسقوط النظام سنصل إلى القمة فجأة، وهذا غير صحيح لأنه لا بد من تغيير أمور أخرى كثيرة بداخلنا. لقد رأى بنو إسرائيل غرق فرعون بأعينهم ومع ذلك ما إن تحركوا قليلا حتى طلبوا أن يعبدوا صنمًا. "وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون" ( الأعراف 138) لفد كانت المقاصد متحدة تجاه إسقاط النظام، أما الآن فهي تتفكك.. كانت الحركة في الاتجاه الإيجابي ولكن بعد تحقق المقصد حدث تمايز في الصف، وسنرى من يخرجون وينشرون أفكارهم وربما أثروا على الإسلاميين أنفسهم بتلك الأفكار. وهناك من يريد إقصاء دين الله عن المشهد وهناك دفع نحو الاتجاه الليبرالي باعتباره ضد الدين وحتى بعض الملتزمين انقلبوا على شيوخهم، واعتبروا أن عدم تمايزهم عن الآخرين دلالة إيجابية. ظاهرة يمكن أن تستشري في الفترة المقبلة وهي شراء الذمم، فقد تكون الانتخابات المقبلة نزيهة ولكن ماذا عن شراء الذمم؟ وهل تتغير الذمم خلال أيام قليلة؟ إن أشد الناس حزنًا على رحيل النظام هم الفاسدون غير الملتزمين بدين الله، الذين بمكن أن يلجأ أساليب غير شريفة لتحقيق مرادهم. لقد تصدقنا على الدنيا بالكثير من العمر، فلنتصدق بالبقية الباقية على الآخرة، وقد لا ننعم بالرخاء الذي قد يتأخر، وقد يحدث الصدام مع أعداء الدين في الخارج، فهم يبحثون عن البديل ولهم أذرع يخترقون بها المؤسسات، وقد كان بيت فرعون نفسه مخترقًا ولكن برجل صالح "مؤمن آل فرعون".والمسألة ليست في الرخاء، وهو ليس غاية المسلم، ولكنه مطلب يعين على أداء الرسالة، وإلا فقد قال تعالى: "والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار والنار مثوى لهم" (محمد 12).
مرحلة تقديم المصلحة العامة
أن المرحلة الحالية هي مرحلة تقديم المصلحة العامة على المصالح الخاصة، والوقوف وراء الأصلح، أن الصحابة لم يكن همهم أن يحملوا الراية ويبلغوا الدعوة، ولكن أن تُحمل الراية، وتُبلغ الدعوة. وعن التحديات المقبلة قال إن الكفر يتعايش فيما بينه لكنه يضيق بالإسلام؛ فقد كان "محمد بن عبد الله" سيد مكة، وابن عبد المطلب الذي دانت له رئاسة قريش دون منازع.. أما أن "محمدًا رسول الله" فلا، ويمنعونه عندئذ عن الطواف بالبيت، كما وقع سنة صلح الحديبية، حين خرج الرسول صلى الله عليه وسلم معتمرًا. وهذة قصة تدل على تغليب الصحابة للمصلحة العامة فقد طلب الرسول من عمر بن الخطاب أن يسير إلى قريش وقت الحديبية ليخبرهم أن الرسول ما جاء مكة إلا قاصدًا البيت؛ أي لم يأت محاربًا، لكن عمر وجد أنه ليس مؤهلا للمهمة رغم شوقه لمكة ورؤية البيت، فقد هاجر جهرًا متحديًا قريشًا، ومعه عشرون من المستضعفين، كما أنه ليس في بني عدي (بطن من قريش ينتمي إليه عمر) من يتبعه. وقال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم: أدلك على عثمان (بن عفان) ينزل على أبي سفيان وإبان بن سعيد. فعثمان من بني أمية التي ينتمي إليها إبو سفيان زعيم قريش، وأمه من بني هاشم، أكبر بطون قريش. وحين دخل عثمان مكة رفض أن يحقق لنفسه منفعة خاصة بأن يطوف بالبيت رغم شوقه الشديد لذلك، حتى لا يسبق رسول الله إليه. والخلاصة من القصة أن علينا النظر دائمًا إلى المصلحة العامة وتقديمها.. فالمصالح الصغيرة والمطالب الفئوية لا مجال لها اليوم، ولو تحققت الطالب العامة فستتحقق المطالب الخاصة تلقائيًا، فالحرية قبل البدل، والاستقرار قبل العلاوة. ولهذا كانت دعوة اشهار حزب الطريق الجديد ليكون في اعتباري تحقيق هذا الشعار الحرية قبل البدل والاستقرار قبل العلاوة والحق والحرية الحق فوق الحرية..الحرية قبل النظام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.