بقلم خلود خيري كنت فى ندوة نقاشية وكان موضوعها : الدستور أولاً أم الانتخابات ؟؟ فهذا الموضوع يشكل هاجساً مثيراً للقلق فى الشارع المصرى تلك الأيام .... وكان فى الندوة مجموعة من الافراد منهم أعضاء لاحزاب جديدة تم تأسيسها بعد الثورة مثل حزب العدل .. حزب الجبهة .. وهناك من كان تبع أحزاب قديمة ما قبل الثورة وكان هناك من تبع الحزب الوكنى القديم واعترف بذلك وسط الحضور وأعجب واحداً من االحضور باعترافه هذا وعدم محاولته الظهور بأنه مع الثورة (ويركب الحمله او الثورة زى مابيقولوا( المهم كل واحد من اللى كانوا موجودين فى النقاش قال رأيه عن موضوع الدستور أولاً أم الانتخابات وكان رأي الاغلبية وضع الدستور أولاً ... وقمت بالادلاء برأيي ****************** وقلت "أنا من رأيي يتم وضع الدستور أولاً ثم تتم إجراء الانتخابات لكى يتم بناء الدولة فى المرحلة القادمة على أساس سليم " وكان من الطريف من ضمن الحضور وجود داعية إسلامي أعجبت بنقاشه جداً وبحواره الديمقراطي وقال " أنا داعية اسلامى ولكن لا أنضم لاى حزب أو جماعة وأنا لست مع فكرة الجماعات ولكن يجب ان نتحد جميعاً من أجل بلدنا " وكان رأيه أن يتم وضع الدستور أولاً لانه ليس أى معنى لاجراء الانتخابات أولاً !! لكى يكون هناك وضوح فى قوانين وشروط للدوله يخضع لها الرئيس القادم فى المرحلة القادمة ..... كما أن هناك فرداً آخر من وسط الحضور وقال أنا أيضاً من رأيى أن يتم وضع الدستور أولاً ولكن أحب أن أذكركم بما جرى فى استفتاء 19 مارس حينما قمنا بالتصويت على التعديلات الدستورية وظهرت نتائجها كام كانت معروفة (77% نعم , 23% لا ) ثم أعلن المجلس العسكري اعلان فى بعض التعديلات الدستورية ثم انفجر غاضباً وقال :" يعنى كان تصويتنا مالوش لازمة !! أومال كنتوا بتخلونا نروح ندلى بصوتنا ليه ؟؟؟!!!!! " ثم بعد ذلك قال مواطناً آخر " أنا بشتغل تاجر ملابس وأنا رأيى غيركم كلكم لو تسمحولى ثم قال أنا من رأيى انه يتم وضع الانتخابات أولاً !! وقال انا هقولكم ليه ؟ طبعاً أنا شغلى كتاجر والسوق بيقف ومابنعرفش نشتغل ولا نبيع والبضاعه بتبقى عندنا والكلام ده ... رد عليه أحد الحاضرين اللى كان غاضب من شويه :) قاله انت بتلعب على نقطة الاستقرار فى البلد وعدمه اللى كانوا بيغنوا بيها ايام الاستفتاء اللى فات !! قال التاجر: أصل الدستور هيأخد وقت طويل ويعطلنا عن شغلنا وأكل عيشنا رد التانى عليه : الدستور مش هياخد وقت هم لو هايحطوه فى شهر ممكن يخلص !! رد التاجر : يعنى مش هياخد سنتين !!!! رد التانى عليه : لالالالالا سنتين ايه والله لو هايحطوه فى يومين هايحطوه يا سيدي شعرت بأن التاجر اقتنع لحدٍ ما بوضع الدستور أولاً كما أحب أن أذكر أن هناك واحداً من الحضور يعمل محاسباً وقال ان الأغلبية تميل الى وضع الدستور أولاً كما هو حال أغلبية الشعب المصري وقال ان آليه وضع الدستور يكمن فى تكوين لجنة تأسيسية تتكون من بعض القوى السياسية تشرف على وضع الدستور ويقم الشعب بالتصويت عليه ولكن سأل سؤالاً عجيباً هو : " ولكن نضمن منين ميول اللجنة دى وانها تشرف على الدستور بنية سليمة ؟!! " للدرجة مابقاش فيه ثقة ؟!! بس أنا من رأيي ... انه يتم تكوين جمعية تأسيسية مكونة من عدد من الحكماء والمفكرين البارزين فى المجتمع والحريصين على مصلحة بلدهم الذين يثق فيهم الشعب المصري أمثال " الدكتور أحمد زويل ... معتز بالله عبد الفتاح ... عمرو حمزاوى .. فهمى هويدي ... دمحمد البرادعي .. " وغيرهم الكثير ممن نراهم مخلصين للبد وهناك ناس أدرى مننا فى هذه المسألة .... ولكن أحب ان أقول أننا شعب للاسف جاهل سياسياً ولا زال نعاني من الجهل السياسي بعد الثورة .. نحتاج لوقت طويل حتى نفهم السياسة ومابها من مجريات وأمور ومصطلحات ومفاهيم .... وتلك كانت مقصودة جهلنا طول الاعوام السابقة من الانظمة الفاسده التى ظلت تحكمنا أعوام طويلة .... حتى كنا نسمع مقولة (خلى السياسة للى يفهمها !!! ) وكأن هناك من لايحض على مصلحة وطنه الا من هو واعٍ ودارك بالسياسة !!! ولكن أمامنا فرصة فى المرحله الراهنة والمراحل القادمة أن نتطلع على كل ماهو متعلق بالسياسة وأمورها لكى يكون عندنا المام وفهم وتحليل صحيح بما يدور فى بلدنا .... ولكن أحب أن أقول أننى كنت سعيدة جداً بحضورى تلك الندوة أو الحلقة النقاشية فكان حواراً ديمقراطياً وكل شخص فى الندوة كان متقبلاً لرأى الآخر حتى وان كان هناك إعتراض ! وأتمنى مستقبل مشرق يعيد لمصر مكانتها الحضارية التى تستحقها بين دول العالم إن شاء الله