لم أعرف الحب من يوم كانت مصابيح قريتنا شاحباتٍ كشمس المغيب وكانت أزقتها دون رصيف تعفرنا بالتراب.... وتملؤنا جنازاتها بالنحيب وكانت جميع منازلنا من حجارة وأفكارنا من حجارة وعواطفنا من حجارة ولكن ... على كل زاوية من حجر يسكن العندليب و كانت سطوح منازلنا ملعباً للضباب وضوء القمر وكانت حقولنا جنة الله ... نزرع فيها الحياة نخبئ فيها حكاياتنا ونودعها أسرارنا والصور فتبعث فينا أصول الحضارة وفقه الأصالة ودفء الحنين .. ونبض القدر لم أعرف الحب منذ سنين أذكر ....! منذ التقينا على شبه زاوية فى زقاق فخبأتنى فى ظلال المآق وأسدلت فوق معالم وجهى سحابة عشق وسرب رموش لكي لا ترانى عيون الرفاق ولا تشتكينى لتلك النقوش ووعدتِني .. ومضيت إلى ....! لست أدري .....؟ وسرت أفتش عنك وأنتِ أمامي ولست أراك كأني أسير بلا مقلتين نسيت على مفرق الدرب قلبي ... وشعري وضيعت فوق رصيف الحياة شبابى .. وعمري نسيت بأن أتطور مثل الشوارع مثل أعمدة الكهرباء نسيت بأن أتغير مثل الحبيبة ..و الآخرين