تلفتت تلحظ مرآتها. يبهجها وميض الأضواء في البلور وتعشق انعكاسات النور علي وجهها .يضوي حسنها المبهر فتتسع مقلتيها أكثر وهي تلحظ قوامها الممشوق رمحا مهيبا .خصرا دقيق وجسد رشيق . ترفع هامتها فخرا وكأنها صنعت جمالها وابدعت فتنتها.تخطو كالطاووس منتشية تنزل درجات البيت وتدلف إلي شارعهم تعرف إن العيون تلاحقها .ومن لا يلحظها فقد فاته حدث اليوم كانت تتهادي ليتمتع العابرون والجالسون علي مقاه الحي بلحظها الفتان. حين استدارت لتدخل إلي الشارع الرئيس كانت سيارته المسرعة تتخطاها ارتطمت بها.لتقع علي ظهرها وتتمزق ملابسها ويتعري أسفلها . اندفع المارون إليها لسترها وتكاثفوا علي صاحب السيارة الذي هبط منها موجها سبابه وشتائمه لها ولهم تباعد الملتفون من حوله لجرأته متوقعين أن يكون ضابط أو شخصا مهم . صوته العالي وملابسه الانيقه توحي لهم بذلك توجه إليها وهي تتوسط الدائرة باكيه منتحبة .(هاتوها أوديها المستشفي). حملوها إلي المقعد الخلفي وركب معها احد شبان الحي علي باب الاستقبال في العيادة.حملوها للداخل بعد الاشعه والكشف كان التقرير: بعض الرضوض والخدوش. يوجد سوي قطع ظاهري بالوجه أسفل العين ممتدا إلي اعلي شفتها بطول 8سم ومتهتك. لم تكن تدري من المخدر ماأصابها . لزق طبي علي وجهها وأهلها بجوارها .وجهت حديثها لأمها ( في إيه ياماما ) . أطرقت الأم.لم يسفر محضر الشرطة عن شي. تم تدبير الأمر بمعرفه كاتب الشرطة وضباط القسم لتتحمل هي مسؤليه إصابتها في عرض الطريق للعبور الخطأ .حملت جرحها ورحلت للمنزل في أول مراجعه مع الطبيب كان يقف علي باب العيادة معتذرا دخل معها إلي حجره الكشف رحب به الطبيب . عند نزع غطاء الجرح كان المنظر مرعبا لدرجه ان الطبيب القي المبضع من يده علي طاوله الكشف وصاح صارخا( ياسنه سوده .) في المساء كان بمنزلهم يعرض علي أهلها مبلغ كبير ثمنا لعمليه تجميل ستجريها لعلاج هذا التشوه الذي أصاب وجهها. رفضت باكيه وطلبت منه الانصراف .قامت إلي صلاتها فقد اقترب المغرب.كانت دعواتها إلي ربها وهي ساجدة.اللهم اغفر لي وارحمني إني كنت من الجاهلين.