"الأوبرا" بشكل عام هي عمل درامي موسيقي يتخلله حوار غنائي، وأوبرا "عايدة" عبارة عن قطعة تياترية تشتمل على مناظر ولوحات راقصة، يتخللها أغان موسيقية تم توزيعها على أربعة فصول، تجسد الصراع بين الواجب والعاطفة. تروى أوبرا "عايدة" قصة صراع تعيشه الأميرة الحبشية والأسيرة لدى فرعون مصر "عايدة" بين حبها للقائد المصرى "راداميس" الذى يبادلها نفس العاطفة، وواجبها نحو وطنها من ناحية. وكذلك مواجهة نيران الغيرة من قبل "أمنيريس" إبنة فرعون والتى تشاطرها حبها لراداميس، الذي حكم عليه فرعون مصر بالإعدام بعد أن ثَبُت عليه محاولته للهرب مع "عايدة" إلى الحبشة لتنتهى المأساة بدفن الحبيبين أحياء داخل مقبرة. تم اكتشاف مخطوطات أوبرا "عايدة" من قبل عالم الآثار الفرنسي "أوجست ماريتا" في وادي النيل، والمخطوطة الواحدة عبارة عن قصة من أربع صفحات، ألف قصتها "ميريت باشا" عالم المصريات الفرنسي الشهير، وكتب نصها الغنائي الليبرتو "جيسلا نزوني". وبعد ترجمتها سُلِّمت إلى الموسيقار الإيطالي "فيردي" عام 1870 من أجل تأليف "أوبرا عايدة" بطلب من الخديوي اسماعيل. وضع "فيردي" الموسيقى لأوبرا عايدة مقابل 150 ألف فرنك من الذهب، وتم تصميم ديكور وملابس العمل في باريس بتكلفة 250 ألف فرنك. بعدها أمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الأوبرا؛ لتكن مؤهلة خلال ستة أشهر في عام 1869 للاحتفال بافتتاح قناة السويس، وقام بتصميمها مهندسان إيطاليان هما "أفوسكاني" و" روسي". أُنشئت الأوبرا بين حي الأزبكية وحي الاسماعيلية وتم استخدام العديد من الرسامين والمصورين لتجميلها برسوم وصور لكبار الفنانيين من الموسيقيين والشعراء. ولكن سبَّبَ تأخر وصول ملابس وديكور أوبرا عايدة من باريس، في عدم عرضها في الاحتفالية، فيما قامت فرقة عالمية إيطالية بتقديم أوبرا "ريجوليتو" على مسرح دار الأوبرا الخديوية وهو الاسم الذي اشتُهرت به آنذاك. وقُدمت "أوبرا عايدة" لأول مرة في 24 ديسمبر عام 1871 على مسرح دار الأوبرا القديمة ولم يتمكن "فيردي" من الحضور، وتم عرضها في أوروبا لأول مرة على مسرح لاسكالا في إيطاليا في فبراير 1872.