استغلت إسرائيل انشغال مصر بإصلاحاتها السياسية عقب الثورة، وأقامت مسرحاً فرعونياً بصحراء النقب، لعرض أوبريت "عايدة" بداية الشهر القادم، والذى كانت ترعاه وزارتا السياحة والثقافة المصرية منذ سنوات. ويعود اكتشاف مخطوطات أوبرا عايدة لعالم الآثار الفرنسي "اوجست ماريتا" في وادي النيل، والمخطوطة عبارة عن قصة من 4 صفحات، ألّف قصتها ميريت باشا عالم المصريات الفرنسي الشهير، وكتب نصها الغنائي (الليبرتو) جيسلا نزوني وبعد ترجمتها سلمت إلى الموسيقار الإيطالي "فيردي" في عام 1870 من أجل تأليف أوبرا عايدة بطلب من الخديوي إسماعيل، ووضع فيردي الموسيقى لأوبرا عايدة مقابل 150 ألف فرنك من الذهب، وقد تم تصميم ديكور وملابس العمل في باريس وكلفت 250 ألف فرنك، وقد أمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الأوبرا لتكون جاهزة خلال ستة أشهر في عام 1869، للاحتفال بافتتاح قناة السويس، قام بتصميمها مهندسان إيطاليان هما "أفوسكاني"و" روسي"، أنشئت الأوبرا بين حي الأزبكية وحي الإسماعيلية وتم استخدام العديد من الرسامين والمصورين لتجميل الدار برسوم وصور لكبار الفنانين من الموسيقيين والشعراء، وبسبب تأخر وصول ملابس وديكور اوبرا عايدة من باريس لم تعرض في الاحتفالية وقامت فرقة عالمية إيطالية بتقديم أوبرا" ريجوليتو" على مسرح دار الأوبرا الخديوية وهو الاسم الذي اشتهرت به آنذاك. الأوبرا بشكل عام هو عمل درامي موسيقي يتخلله حوار غنائي، وأوبرا عايدة عبارة عن قطعة تياترية تشتمل على مناظر ولوحات راقصة يتخللها أغاني موسيقية متوزعة على 4 فصول تجسد الصراع بين الواجب والعاطفة، تحكي عن قصة الحب التي نشأت بين الأسيرة الحبشية عايدة وراداميس قائد الجيش المصري، الذي حكم عليه فرعون مصر بالإعدام بعد أن ثبت عليه محاولته للهرب مع عايدة إلى الحبشة، قدمت أوبرا عايدة لأول مرة عام 1871 على مسرح دار الأوبرا القديمة الخديوي ولم يتمكن فيردي من الحضور، وعرضت في أوروبا لأول مرة على مسرح لاسكالا في إيطاليا في فبراير 1872. شاهد الفيديو: