كتب - حنان عثمان ومحمد عادل: يواجه عدد من البنوك المشتركة والتي يملك المال العام فيها حصة كبري عدة مشكلات أهمها عدم تحقيق تلك البنوك أية أرباح علي مدي السنوات الماضية مما يمثل إهدارا للمال العام وتهديدا لحصة الدولة، كشف تقرير حديث لوزارة الاستثمار حصلت »الوفد« علي نسخة منه ان هناك حصة يملكها المال العام في نحو 28 بنكا مشتركا يعمل في مصر وأن خمس بنوك منها لا تحقق أرباحا نهائياً في حين يحقق بنك واحد خسائر والباقي وعددها 21 بنكاً تحقق أرباحاً ولم يذكر التقرير نسبتها، وأشار التقرير إلي ارتفاع حصة المال العام في رؤوس أموال الشركات المشتركة لتصل إلي 59 مليار جنيه يخص قطاع الأعمال العام منها 10 مليارات و600 مليون جنيه في حين تبلغ حصص القطاع العام 35 مليار جنيه وتبلغ حصص جهات عامة أخري 13 مليارا و80 مليون جنيه، وكشف التقرير عن غياب الرقابة الفعالة لأداء المال العام في الشركات والبنوك المشتركة حيث أشار إلي أن التقارير الدورية علي أداء المال العام لا تتم في موعدها مما يعطل المتابعة. وتشير البيانات الرسمية إلي أن البنوك العامة لها نسبة مساهمات في بنوك أخري وشركات ومن ذلك البنك الأهلي المصري الذي يملك مساهمات في خمسة بنوك بنسبة 35.7٪ بإجمالي مساهمات مليار و300 مليون جنيه كما يمثل بنك إيران للتنمية أحد نماذج مساهمات قطاع الأعمال العام حيث تساهم شركة مصر للتأمين 29.9٪ في رأسماله كما تساهم نفس الشركة بنسبة 5.6٪ في بنك البركة وبنسبة 14.9٪ في بنك التعمير والإسكان والذي يساهم في رأسماله كل من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بنسبة 29.8٪ وهيئة الأوقاف بنسبة 11.4٪ وفي البنك المصري الخليجي تساهم شركة مصر للتأمين بنسبة 19.3٪ أما المصرف المتحد فهو مملوك بالكامل للبنك المركزي المصري والذي يساهم أيضا بنسبة 49٪ في رأسمال البنك العربي الإفريقي الدولي وتساهم شركة المقاولون العرب بنسبة 22.6٪ في رأسمال بنك قناة السويس. وفيما يتعلق بتمثيل شركات قطاع الأعمال العام في الشركات المشتركة كشف التقرير ان شركات قطاع الأعمال العام تساهم في نحو 336 شركة ويبلغ عدد ممثلي المال العام فيها 370 ممثلا بعدد 417 مقعدا ويبلغ عدد البنوك التي تشارك فيها شركات قطاع الأعمال العام نحو 18 بنكا بنسبة 5.4٪ من إجمالي التمثيل في حين تحتل الشركات الصناعية أعلي تمثيل بعدد 100 شركة نسبتها 29٪ وأقل نسبة في مجال الاتصالات بعدد 5 شركات بنسبة 1.5٪ فقط وتحتل الشركة القابضة للتأمين وشركاتها التابعة أعلي نسبة مشاركة وذلك في 249 شركة تليها القابضة للأغذية بعدد 30 شركة فقط في حين تنخفض نسبة مشاركة القابضة للقطن والغزل والنسيج إلي 9 شركات فقط. غياب الرقابة ويؤكد التقرير غياب الرقابة الفاعلة علي أداء المال العام في الشركات والبنوك المشتركة ومن ذلك عدم الالتزام بقرار وزير الاستثمار رقم 180 لسنة 2008 والخاص بتقديم تقرير ربع سنوي عن نتائج أعمال الشركة حيث أشارت تقارير المتابعة الي انه من أصل 417 تقريرا يفترض وصولها من ممثلي المال العام في الشركات التابعة لقطاع الأعمال العام لم يصل حتي 2010/3/31 سوي تقرير واحد من أحد ممثلي المال العام في الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما ونفس الأمر تكرر في التقارير السابقة حيث انه لم يرد حتي 2009/12/31 سوي 73 تقريرا من 417 بما يعني غياب الرقابة الفاعلة لممثلي المال العام من البنوك والشركات المشتركة. التخارج مرفوض أكد كمال محجوب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة المجموعة الاقتصادية للاستثمارات المالية أن التخارج من مساهمات القطاع العام في البنوك لابد أن يخضع لاستراتيجية المالك وتحديد السعر المطلوب واختيار الوقت المناسب لعملية التخارج. وأوضح أن الخصخصة تتعامل بفكر جديد حيث أصبح هناك إدارة للمحفظة، بدلا من سياسة التخلص النهائي من الشركات، خاصة بعد فشل الحكومة في التخارج من بعض الشركات التي تم التخارج منها خاصة عن طريق سوق المال، وعادت ثانية إلي الدولة، إلا أنه حاليا يتم إدارة الأصول بشكل يحقق عائدا منها لميزانية الدولة وبالتالي يستفيد منه جميع المصريين عن طريق غير مباشر في شكل خدمات أو عن طريق الاكتتاب في البورصة وزيادة قاعدة الملكية. أكدت بسنت فهمي مستشار التسويق المصرفي ببنك البركة أن قرار مساهمة القطاع العام في البنوك كان قرارا سليما وحققوا عائدا كبيرا، وعند التخارج سيحققون عائدا أكبر مما تم دفعه. وأشارت إلي أن عملية التخارج تأتي حاليا لدعم رؤوس أموال البنوك العامة للتوافق مع متطلبات بازل 3 خاصة أن ميزانية الدولة لا تستطيع تحمل رفع رؤوس أموال البنوك العامة في ظل ارتفاع العجز. وقالت بسنت أإن الأزمة المالية لن تنفرج قبل عام 2013، وأن العام الحالي صعب بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية، ولن تستطيع الحكومة التخارج حاليا من المال العام في البنوك في ظل نقص السيولة وضعف إقبال الأجانب إلي جانب أن التخارج عن طريق البورصة سيحتاج إلي سيولة ومستثمرين وهذا غير متاح في ظل الظروف الحالية. خسائر كبري في حين يري أحمد آدم الخبير المصرفي أن تخارج القطاع العام من البنوك حاليا سيحقق خسائر كبيرة في ظل تراجع سوق المال وعدم توافر السيولة موضحا أن التخارج من بنك الإسكندرية مثلا لن يحقق السعر الذي تم به بيع البنك منذ ثلاث سنوات، كما أن المصرف المتحد لم ينشر قائمة المالية حتي الآن والذي يمتلكه البنك المركزي المصري وهو ما يشير إلي استمرار خسائر البنك مما يتطلب ضرورة تغيير الإدارة خاصة انه جذب قيادات من بنوك لم تتعرض لمشاكل وبالتالي غير قادرة علي مواجهة المشاكل المصرفية، إلي جانب أن البنك الوطني للتنمية مازال سعره في السوق 6 جنيهات في حين أن القيمة الاسمية عشرة جنيهات، وسهمه لا يعادل ما تم به من إصلاح.