البدوى ل"الأوروبى":إلغاء اتفاقية السلام وارد كتب – سمير بحيري : منذ 1 ساعة 14 دقيقة التقى اليوم الجمعة الدكتور السيد البدوى شحاتة رئيس حزب الوفد بمقر الحزب وفد المجلس الأوروبي "جان كارلوس جراديتو، وجواد آري، ودسبينا شاتزبفاسبير، ودينوس فيرتوس". وأكدوا في لقائهم برئيس الوفد أن هذا المجلس يضم 600 عضو من 47 دولة بينهم نواب ووزراء ونشطاء في مجال حقوق الإنسان ولا يشترط أن يكون هذا المجلس من بلاد أوروبية فقط وتمنوا أن تنضم مصر إلى هذا المجلس بعد انتخاب برلمان مصري، وأنهم جاءوا إلى مصر في هذا التوقيت الحرج لعمل تقرير عن العالم العربي ومصر والبحث عن كيفية تبادل العلاقات بين المجلس الأوروبي والبرلمانات الحكومات الديمقراطية في الدول العربية وأنهم ساعدوا في نشر الديمقراطيات في أوروبا الشرقية ويسعون لعمل ذلك مع الحكومات العربية. من جانبه شدد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد على أن اتفاقية السلام تمر حاليًا باختبار صعب جدًا لأنها لم تكن اتفاقية سلام منفرد بين مصر وإسرائيل ولكن بين إسرائيل والعرب، ومصر التزمت بكل تعهداتها بينما أخلت إسرائيل بالعديد من التزاماتها، محذراً إسرائيل بأنها إذا لم تلتزم بقرارات الأممالمتحدة وبنود اتفاقية السلام وقرارت الشرعية الدولية والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس فإنها ستواجه الشعب المصري الغاضب. ففي الماضي كان هناك رئيس دولة يتلقى التعليمات ولكن الآن الشعب المصري أصبح مالكاً لقراره ولا يمكن السيطرة عليه وبالتالي فمن مصلحة السلام في الشرق الأوسط ومن مصلحة العالم كله أن تلتزم إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية. واستشهد البدوى بما حدث عام 1936م عندما وقّع مصطفى باشا النحاس زعيم الوفد ورئيس مجلس الوزراء وقتها معاهدة 36 وعندما لم تلتزم بريطانيا ببنود الاتفاقية ذهب النحاس إلى البرلمان عام 1951م وقال من أجل مصر وقعت اتفاقية عام 1936م ومن أجل مصر نطالب اليوم بإلغائها وألغيت اتفاقية 1936م وهذا مالا نتمناه لاتفاقية السلام. وحول دور الوفد فى الحياة السياسية قال البدوى إن الوفد حزب سياسي تأسس عام 1918 وقاد أول ثورة شعبية في تاريخ مصر بزعامة سعد زغلول وتأسس الوفد على المواطنة المصرية والدستور واستقلال القرار الوطني، ووضع أول دستور عام 1923 وكان دستوراً ليبراليًا.. وخاض الوفد على أساس هذا الدستور الانتخابات وفاز ب 90% من المقاعد وشكل أول حكومة منتخبة بناءً على هذا الدستور وظل حزب الوفد من عام 24 إلى عام 1952 هو حزب الأغلبية في كل انتخابات برلمانية نزيهة إلى أن جاءت ثورة 1952 وصلت الأحزاب السياسية عام 53 ثم عاد الوفد للحياة السياسية مرة أخرى عام 84 وخاض الانتخابات بعد عودته بثلاثة شهور وحصل على 60 مقعدًا، وشارك الوفد في ثورة 25 يناير منذ اليوم الأول بل كان من عوامل قيام الثورة، فقد خضنا الانتخابات لعام 2010م وأعلنت عند الدخول فيها أنه إذا تم تزوير الانتخابات سنعلن الانسحاب من هذه الانتخابات البرلمانية وعندما تم التزوير في المرحلة الأولى انسحبنا ثم انسحب الإخوان المسلمون بعدنا لنكشف عن الوجه القبيح للنظام السابق. وأشار رئيس الوفد إلى أن مصر لها تراث عظيم في الممارسة الديمقراطية إذا ما احتجنا لذلك ولكن لنا تحفظ ليس على المجلس الأوروبي الذي نلتقي به اليوم ولكن على التمويل الأجنبي الذي يأتي لمصر خاصة من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول العربية والأوروبية والتي نشكك تمامًا في نواياها بسبب هذا التمويل، خاصة أن بعض هذه المنظمات التي تتلقى هذا التمويل تسعى لإحداث فوضى بمصر. وفيما يتعلق بالوضع الحالي لمصر أوضح البدوي أننا نمر بمرحلة توابع زلزال ثورة 25 يناير مستدركا:" أطمئنكم إلى أن مصر قادرة على أن تقوم مرة أخرى وبقوة ونحن على وشك إتمام مسألة التحول الديمقراطي، فالبرلمان سيتم الانتهاء من انتخابه في 3 يناير القادم ليتم بعد ذلك انتخاب جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد وانتخاب رئيس جديد للبلاد في ظل هذا الدستور لتبدأ عملية البناء ومصر لم تبدأ من الصفر، فالاقتصاد المصري في نهاية النظام السابق لم يكن سيئًا ولكن كان الفساد هو الذي يؤثر في أحوال الشعب المصري، حيث إنه في 30 ديسمبر من العام الماضي وصل الدين الخارجي إلى 30 مليار دولار وخدمة الدين الخارجي كانت 6% من الناتج القومي والاحتياطي من النقد الأجنبي بالبنك المركزي كان 26 مليون دولار ومعدل النمو 7% سنويًا ولذلك نحن نبدأ من منطقة أفضل حالاً من دول بدأت من مناطق أكثر سوءًا . وأشار رئيس الوفد إلى أن المبادئ الأساسية التي يقوم عليها رأى الوفد هي الإيمان بالحرية السياسية التي تقوم على أساس التعددية السياسية والفكرية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة وأيضًا الحرية الاقتصادية الملتزمة بالعدالة الاجتماعية القائمة على حسن توزيع الدخل وتقريب الفوارق ما بين الطبقات كما نؤمن بحق أصحاب الديانات السماوية في احتكامهم إلى شرائعهم السماوية وفي أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية ونؤمن بالقيم الروحية والأخلاقية التي أرستها الأديان السماوية جميعًا. ونبه البدوى إلى أن مبادئ الوفد وثوابته تعد تراثًا وطنيًا توارثناه عن آبائنا وأجدادنا ولا يمكن أن نفرط فيه إطلاقًا وتعد الوحدة الوطنية في تاريخ الوفد عنصرًا أساسيًا وثابتًا هامًا من ثوابت الوفد فعندما قامت ثورة 1919م حكمت السلطات الإنجليزية على 7 من المصريين بالإعدام كان من ضمنهم أربعة من الإقباط و3 مسلمين، وفي ثورة 19 أيضًا خرج المسلمون والمسيحيون ووقف الأقباط يخطبون من على منبر الأزهر وقال "إذا كان الإنجليز قد جاءوا إلى مصر بحجة حماية الأقباط فليمت الأقباط ولتحيا مصر"، وخرج المصريون يضيفون عاش الهلال مع الصليب وارتفع شعار "الدين لله والوطن للجميع". وعلق رئيس الوفد على سؤال وفد المجلس الأوروبي عن قانون الأحزاب ومشروع قانون مجلسى الشعب والشورى قائلاً :"فيما يتعلق بقانون الأحزاب فهو قانون جيد في مجمله خاصة أنه يمنع تكون الأحزاب على أساس فئوي أو ديني أو تكوين ميليشيات بداخلها وتم تكوين 47 حزبًا منذ صدور قانون الأحزاب حتى الآن بالرغم من أنه كان لدينا مطلب بالتخفيف على الشباب وخفض عدد المؤسسين من 5 آلاف مؤسس إلى 1000 فقط، وبالنسبة لقانون مباشرة الحقوق السياسية فقد أعاد الإشراف القضائي مرة أخرى على صندوق الانتخاب وسمح بالانتخاب بطاقة الرقم القومي حيث إن الانتخابات في الماضي كانت الحكومة تعد كشوفها وكانت كشوف فاسدة وبالتالي الأعداد التي تذهب للانتخاب كان قليلة جدًا بنسبة لا تزيد على 5% طبقًا لآخر الإحصابات بينما أكدت الدراسات أنه من المتوقع أن يصوت 72% من المصريين في الانتخابات القادمة مما يعني أن هناك 36 مليون ناخب سيصوتون في الانتخابات القادمة. وأضاف:"صدر مشروع قانون انتخابات مجلسي الشعب والشورى بأن يكون هناك 50% قوائم و50% فردي، وهذا القانون جاء على غير إرادة القوى السياسية المصرية المختلفة، والأحد الماضي كان لنا اجتماع مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ودارت المناقشات حول إعادة إصدار قانون جديد للانتخابات بحيث يكون بالقائمة النسبية للأحزاب السياسية على جميع الدوائر أي بنسبة 100% للأحزاب مع أعضاء الحق للمستقلين بتكوين قوائم مفتوحة. وعلق الفقهاء الدستوريون الذين شاركوا في الاجتماع بأن هذا الكلام غير دستوري استنادًا إلى الإعلان الدستوري الذي صدر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ولذلك طلبنا إصدار إعلان دستوري جديد بقانون جديد لانتخابات مجلسي الشعب والشورى ولازلنا في انتظار هذا الإعلان والذي سيدعو بعده في نهاية سبتمبر رئيس اللجنة العليا للانتخابات الناخبين للانتخاب وتحديد موعد فتح باب الترشيح للانتخابات والتي ستتم على ثلاث مراحل تبدأ في 16 نوفمبر وتنتهي في 3 يناير تحت إشراف قضائي كامل خاصة أن لدينا 49 ألف صندوق انتخابي وفقط 18 ألف قاضي. وحول شكوك البعض في أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يمهدون لأنفسهم في المستقبل للتدخل في الشئون السياسية في الفترة القادمة مثل تركيا، أكد الدكتور البدوي أن المجلس العسكري وعد بأن يسلم السلطة في أقرب وقت وسوف يقتصر دور القوات المسلحة فيما بعد على حماية حدود البلاد فقط والدستور القادم ستضعه جمعية تأسيسية منتخبة وهي جمعية لا سلطة عليها من المجلس الأعلى للقوات المسلحة. ولذلك لا نتوقع أن يكون للمجلس العسكري دور في الحياة السياسية بعد وضع الدستور. وأشار رئيس الوفد إلى أن الفترة ما بين انتخاب رئيس الجمهورية وبعد انتهاء انتخابات مجلس الشعب ستكون السلطة التنفيذية مقتسمة ما بين حكومة ائتلافية لها سلطات وفقًا للإعلان الدستوري والمجلس الأعلى للقوات المسلحة والذي سيقوم باختيار رئيس الوزراء. وعن سؤال وفد المجلس الأوروبي لرئيس الوفد حول تحالف حزب الوفد الأكبر والأكثر ليبرالية مع حزب الحرية والعدالة، أكد البدوى أن الوفد شريك في تحالف ديمقراطي مكون من 34 حزبًا من بينهم الوفد والحرية والعدالة وقبل الاتفاق على هذا التحالف وقعنا على وثيقة التحالف الديمقراطي تتضمن كافة ثوابت الوفد التي تؤسس لدولة مدنية ديمقراطية وعادلة ودولة المواطنة والقانون والعدل والمساواة لا فرق بين مصري ومصري على أساس اللغة أو الدين أو الجنس أو العرق وتعطي لغير المسلمين الاحتكام إلى شرائعهم في أحوالهم الشخصية وهذه الوثيقة تضمنت برنامج نظام حكم ليبرالي في إطار مبادئ الشريعة الإسلامية والقيم والأخلاقيات التي أرستها الديانات السماوية والاقتصاد وأيضًا اقتصاد الأحرار واتفقنا على كيفية إصلاح التعليم والصحة وكل ما يهم المواطن المصري ووقعنا على هذه الوثيقة وبدأنا في التنسيق الانتخابي كما وقعنا على وثيقة الأزهر ووثيقة أخرى أعدها مجلس الوزراء. شارك في اللقاء الدكتورة كاميليا شكري مساعد رئيس الوفد، والدكتور حسن أبو سعدة رئيس حكومة الوفد الموازية، وأحمد عزب العرب مساعد رئيس الوفد، واللواء سفير نور وزير الأمن الداخلى في حكومة الوفد الموازية عضو الهيئة العليا، والدكتور صديق عفيفي، والمهندس حسن شعبان وزير الإسكان في حكومة الوفد الموازية، والسفير وحيد فوزي وزير خارجية حكومة الوفد الموازية، والأستاذ حسن بدراوي رئيس لجنة العلاقات الخارجية. شاهد الفيديو