شعارات ضخمة بأصول واهية.. رايات مخطوطة بكلمات وتسيل الدماء من أطرافها.. ذقون وجلابيب وفتاوى في عامين غرقت الأمة المصرية فيهما في مستنقع التأسلم الواهى.. ليأتى عام 2015 راسمًا النهاية لكل من أتى على المصريين أو انتهك حرياتهم. مبدأ الحفاظ على الهوية المصرية أنقذ مصر من سجون الإخوان والسلفيين، والابتعاد بخارطة الطريق عن سياسات خرافية لا يعد بها، لنحقق المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب الأصليين رافضين عودة التيارات المتطرفة التي تمارس العنف والتطرف. يشهد المجتمع المصري تحولاً جذرياً في أوضاعه السياسية والمجتمعية الراهنة، مما يتطلب تفعيل دور المؤسسات الدينية، تحت عيون ورقابة الأزهر الشريف، لكي نحافظ على النجاح الذي تحقق بنبذ الإخوان والسلفيين خارج لعبة السياسة. محاولات السلفيين تبوء بالفشل تغير المشهد السلفي في ممارسة العمل السياسي بشكل كبير عقب 30 يونيو، وبات التيار السلفي أكثر تشتتاً وضعفاً، وتحولت الدعوة السلفية من قوة انتخابية لا يستهان بها، إلى منافس ضعيف تلقى هزيمة قاسية في معاقله الانتخابية في انتخابات مجلس النواب. وعلى رغم أن حزب النور أدرك في قائمته عددًا من الأقباط كحيلة لخداع المواطنين للتصويت له في الانتخابات البرلمانة الأخيرة لكسب أكبر قدر من الأصوات، إلا أن قائمته الانتخابية خسرت في مواجهة قائمة "في حب مصر". في حين لم يتمكن سوى ثمانية من مرشحيه فقط من الفوز بمقاعد فردية، وسار على خطى حزب "النور"، حزب "الإصلاح والنهضة"، الذي تبرّأ من توجهه الإسلامي، ليؤكد أنه حزب مدني، وشارك في الانتخابات، إلا أنه لم يفز بأي مقعد. حكم تاريخي يؤرق السلفيين "حكم تاريخي" هذا ما وصف به الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، قرار الوزارة بغلق الزوايا التي تقل عن 80 مترًا، الذي صدقت عليه المحكمة، لحماية النشء من التشدد والتطرف الذى ينجرف فيه فى مثل تلك الزوايا، وكذا تعارضها مع المقاصد الشرعية التي يجب الحرص عليها. وهذا ما اعترضت عليه الأحزاب السلفية، معللين ذلك بأنه لن يمنع الأفكار المتطرفة من الوصول إلى الناس، ولكن السبب الخفى وراء اعتراضهم كان أن تلك الزوايا الصغيرة تعد الذراع السياسية الايمن التي تبث من خلالها الخرافات السلفية، فقد قطعت هذه الذراع تمامًا. السيسي فارس ومنقذ في الوقت الذي حاولت فيه جماعة الإخوان الهيمنة على مصر بالتحالف مع تركيا تحت حكم أردوغان التى دعمت الحلم، مع الاستعانة بأموال قطر.. ظهر الفارس عبدالفتاح السيسي على رأس حكومته وبدعم من الشعب المصري، ليعرقل تنفيذ هذا المشروع الحالم المخيف، ووضع الخطة الكبيرة التي انبثقت داخل أروقة النخب السياسية لوقف التفشي الإخواني الذي عرقل علاقات مصر الدولية. بعض الدول الأوروبية حاولت تقويض مصر لدعم المخططات الإخوانيه للسيطرة على المشهد السياسي، ومن ضمنها أمريكا من خلال المؤامرات التي حاكتها بالتعاون مع جماعة الإخوان ضد مصر، والمستمرة في هذا العام، التي تتضمن الدعوة التي وجهتها إدارة أوباما لوفد من جماعة الإخوان لزيارة مواقع السلطة الأمريكية في واشنطن. كل هذا لم تستطع الجماعة الإرهابية بكامل نفوذها ومؤامراتها هز كيان صاحبة العرش بحكومتها وشعبها الحر الأصيل الذي أبى أن يخضع لتأسلم جماعة إرهابية. أحكام الإعدام تهوى بقوى الإخوان جاء الحكم بالإعدام على الكثير من الشخصيات المهمة في جماعة الإخوان كضربة قاضية لنسف الروح المعنوية لديها، فكان الحكم بالإعدام على محمد بديع مرشد الإخوان ومحمد مرسي رئيس الجمهورية المعزول، والحكم بالمؤبد على خيرت الشاطر، ورئيس مجلس الشعب السابق محمد سعد الكتاتني وغيرهم، كدليل على إزاحة الإخوان من خارطة الطريق وكتابة آخر سطور في مشوارهم إلى الأبد. اختفاء تظاهرات الإخوان لا يزال لغز هروب قيادات جماعة الإخوان الإرهابية لخارج البلاد مستمرًا ولا يعرف أحد كيف استطاع هؤلاء الهروب وسط الملاحقات الأمنية، فكان هذا بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، فقيادات الإخوان تهرب خارج البلاد وشبابهم هنا بالبلد يواجهون أفكارهم البائسة بمفردهم. فبعد أن كان يوم الجمعة من كل أسبوع على مدار العام هو اليوم الذي تظهر فيه علامات الأسى في الشارع المصري بسبب تظاهرات الإخوان، فأصبح بعد اختفاء تلك التظاهرات بسبب فقد الإخوان الأمل في إعادة كرسي الرئاسة مرة أخرى. انتهاء أسطورة طلاب الإخوان بالجامعات على رغم أن جماعة الإخوان الإرهابية تسعى للسيطرة على مقاعد اتحاد طلاب الجامعات كبوابة للعمل السياسي، بعد فشلها في رئاسة البلاد، إلا أن وزارة التعليم العالي وضعت شرطًا في اللائحة الطلابية المنظمة لعمل الانتخابات، بحيث لا يكون الطالب منتميًا لجماعة إرهابية. ومع ذلك تحدى هؤلاء الطلاب اللائحة وقاموا بالترشح للانتخابات، إلا أنهم لم يستطيعوا حشد أصوات للفوز بمقاعد في الاتحاد، وفي 16 نوفمبر من هذا العام خاض اتحادات الطلاب بجامعات مصر انتخابات نزيهة ومنافسة نقية بعد إعلان طلاب جماعة الإخوان، مقاطعتهم للتصويت فى عملية انتخابات اتحاد الطلاب، عقب إيمانهم بأنهم منبوذون من جميع الطلاب. وكل تلك الجهود المضنية التي تبذلها الجماعات السلفية والإخوانية التي تسعى أن تهدم الدولة بأي طريقة، لن تجدي نفعًا، وما حدث أن تلك الجماعات ألقيت في ظلال الماضي، وأصبحت أطلالًا لا يبكي عليها أحد.