يحتفل التليفزيون المصرى يوم السبت القادم بالعام الخامس والعشرين على إطلاق الفضائية المصرية وهي أول فضائية عربية تبث عبر القمر نايل سات، وفى نفس الوقت يمر عامان على تولى المخرج مجدى لاشين. رئاسة التليفزيون المصرى ويعتبر اول قيادى تليفزيونى يستمر فى منصبه هذه المدة خلال الأربع سنوات الاخيرة، ويسعى «لاشين» لتطوير الشاشة بعودة ليالى التليفزيون، وبرنامج «توك شو» كبير ليكون منافسا بقوة للاعلام الخاص، ويسعى «لاشين» لعودة هوية كل قناة، وإسناد البرامج لأصحاب الكفاءات. ويقول «لاشين» إن الوقت قد حان لإلغاء برامج المجاملات، وتقييم الجميع حتى تظهر الشاشة بشكل يليق بمصر. سألت «لاشين» ماذا أعددتم للاحتفال باليوبيل الفضى للفضائية المصرية؟ - خصصنا يوما مفتوحا للاحتفال ببث الفضائية التى انطلقت رسميا فى 12 ديسمبر 1990، لتحمل صوت مصر الى العالم وربط المواطنين المصريين والعرب بالاعلام والثقافة المصرية، وخلق نوع من الالتفاف حول القضايا المصيرية المشتركة،ونشر الرسالة الاعلامية على أوسع نطاق. ويأخذ يوم الاحتفال بعرض بعض البرامج القديمة التى ظهرت على الفضائية فى أول انطلاقها عامان على توليك رئاسة التليفزيون.. هل أعددت لنفسك كشف حساب عن الفترة الماضية؟ - دائما أحاسب نفسى على ما أقدمه، والمشكلة تكمن فى بعض اللوائح التى تجعلنى مكتف الأيدى، فمثلا أريد اختيار شخصيات للعمل فى بعض الإدارات، ولكن التدرج الوظيفى يمنعنى من عمل ذلك، كما أن كثرة عدد البرامجين، أمام التطوير وأحاول وضع خطة تنفذ مع بداية العام القادم باختيار من يبدع ويساعد فى تغيير شكل الشاشة، وعودة قيمة المخرج المساعد، حتى نخفف عدد المخرجين، فلا يجوز أن يكون فى قناة واحدة 120 مخرجا، والمطلوب ايجاد عمل لكل مخرج على حدة، فليس عيبا ان يعمل المخرج مساعدا لزميله. هل القوانين واللوائح تحتاج الى تعديل؟ - أعتقد ان اللوائح وقوانين العمل سيتم تعديلها بعد انعقاد مجلس الشعب، لأننا نحتاج الى تشريعات جديدة فى تنظيم العمل، فأنا الآن لست قادرا على أن أفصل موظفا مخطئا أو مهملا أو مقصرا، وكل العقوبات التى تحدث عبارة عن خصم يوم او يومين من راتبه. لماذا لا يحصل المعد أو مقدم البرنامج من الخارج على نفس المبالغ التى يحصل عليها من فى الداخل؟ - أولا أنا ضد كلمة «من الخارج»، ولم نسمعها إلا خلال الأربع السنوات الماضية، وكان يرددها البعض لإحداث نوع من التفرقة، فالتليفزيون قام على فكر الصحفيين والكتاب مع الإعلاميين، وإذا رجعنا للماضى لرأينا ان المسئول عن الحوار التليفزيونى كان مفيد فوزى وقدم بعض البرامج كبار الكتاب مثل محمود السعدنى وسعد الدين وهبة، وكان المسئول عن الإعداد كاتبنا موسى صبرى. فالإعلام منظومة تستوعب الجميع ولكن بشكل منظم، أما بخصوص المستحقات، فوضع سقف محدد لغير العاملين بالمبنى وضعت بعد ثورة يناير. لماذا فقدت القناة الثانية تميزها فى عرض البرامج الثقافية والأفلام الأجنبية؟ - القناة الثانية انجرفت بعض الشيء عن هدفها وأصبحت تشبه الأولى، وبدأت فى وضع خريطة مختلفة تماما، والمشكلة التى توجهنا هى شراء الافلام الاجنبية، وتغلبنا عليها، بتوقيع اتفاقيات مع جهات عالمية وحصلنا على مسلسلات صينى وكورى ويابانى، ونختار منها ما يتناسب مع طبيعة الشعب المصرى، مع عرض الأفلام الموجودة لدينا. معنى هذا أن التليفزيون بدأ فى تسويق برامجه لبعض الدول، كما كان يفعل فى الماضى؟ - بالفعل، البرتوكولات تنص على تبادل المواد الاعلامية، ووقع الاختيار على اكثر من عمل يعرض على شاشات الأجنبية. يملك التليفزيون تراثا سينمائيا ومسرحيا ودراميا وتسجيليا كبيرا، فكيف نستفيد منه فى برامج تحيى تراثنا ليشاهده الأجيال الجديدة؟ - التليفزيون يزخر بكنوز التراث فهو شاهد على العصور من تراث تاريخى وثقافى وإعلامى نادر، رغم ما بيع منه فى السابق، إلا أن المكتبة عامرة بأعمال تراثية كبيرة، وعقد عصام الأمير رئيس التليفزيون اتفاقية مع جوجل للمحافظة على التراث الموجود بماسبيرو، ونحاول توظيف التراث فى برامج، وتقديم رموز زمن الفن الجميل للمشاهد وربط الأجيال بعضها. لماذا يتهم التليفزيون دائما بأنه تراجع عن أداء رسالته؟ - بعد ثورة 25 يناير انطلقت حملة منظمة ضد التليفزيون، واستمرت سنوات لتشويه ماسبيرو،وابعاد المشاهد عنه، ورسخت بعض الأقلام والشخصيات هذا المفهوم لدى الجمهور، بغرض الهدم، فى حين أن التليفزيون هو تليفزيون الشعب ويعمل من اجله، وبدأت تعود الثقة بيننا وبين المشاهد مرة اخرى،بعد ان فهم الحقائق . صاغت ثورة 30 يونية اتحاد الشعب المصرى،ضد الظلم وتفتيت الوطن؟ - ثورة 30 يونية أعادت الثقة للشعب المصرى وجعلته يسترد عافيته، ويحقق نجاحا ملموسا فى الحفاظ على الوطن، ولولا 30 يونية لضاعت مصر، وكان الجيش هو حامى الشعب، وتفويض المصريين للرئيس السيسى فى محاربته للارهاب حفظ تراب الوطن من انتهاكه، وللجيش والشرطة فضل كبير فى حماية حدودنا، والتصدى للارهاب بكل أنواعه. وشارك التليفزيون بإعداد حملة من التنويهات والبروموهات، التى تدعو لنبذ ومكافحة الإرهاب وتذاع على قنوات التليفزيون لتذاع على جميع قنوات التليفزيون، وتتضمن الحملة الدعوة للمشاركة فى نبذ العنف، والتأكيد أن أبناء مصر على قلب رجل واحد. قال شيخ الأزهر إن الخطاب الديني لا يمكن أن يُحقِّق مقاصده، بلا إعلام؟ - أؤيد ما قاله شيخ الأزهر، ونعمل على تقديم رسالة إعلامية مستنيرة تشرح صحيح الدين، وتجذب الشباب لها، فبرامجنا الدينية يقدمها اسماء لها احترام وتقدير من الناس، وتفسر القرآن بشكل بسيط يستوعبه الجميع، فنستعين بشيخ الأزهر والدكتور على جمعة والدكتور سعد الدين الهلالى، والشيخ خالد الجندى. ماذا عن برنامج «التوك شو» الذى يعد له حاليا؟ - نعد له منذ فترة ونحاول أن نعيد برامج «التوك شو» الى الشاشة، مع الاستعانة بأسماء تجمع المشاهدين حولها. لم نستقر على اسم بعينه كلها اقتراحات. لماذا وقع الاختيار على إيهاب طلعت فقط لإنتاج البرنامج؟ - تقدمت اكثر من وكالة انتاجية ، وندرس أحسن العروض، حتى نصل الى الجهة التى تفيد الشاشة. هل تليفزيون الدولة خدمى أم ربحى؟ - هو فى المقام الأول خدمى ولكن بجانب هذا كان يجلب إعلانات تساعد فى انتاج البرامج وتطوير وصيانة الاستوديوهات، إنما الآن نعتمد على الميزانية الخاصة بالتليفزيون والتى تذهب فى صورة أجور الموظفين، وقليل منها يساعد فى انتاج البرامج. طالبت لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة بأن يهتم التليفزيون بالبرامج الثقافية، وتغطية أنشطة وزارة الثقافة؟ كل قناة بها برامج ثقافية، وتوجد برامج يومية لا تخلو من فعاليات لوزارة الثقافة، وقريبا سنشاهد برنامج مسابقات إبداعية يتجول فى محافظات مصر لاكتشاف المواهب فى الغناء والشعر والتمثيل وكتابة القصة القصيرة. ما صحة ما يتردد من خلافات التليفزيون وقطاع الأخبار؟ معروف على مدار عمر التليفزيون أن النشرات يقدمها قطاع الأخبار كما اننا نعطى له مساحة من البث. لتقديم برامجه، وما يتردد من وجود خلافات أمر غير صحيح فنحن نعمل فى منظومة واحدة، وكل منا يعرف ماله وما عليه، وتوجد أشخاص تريد إحداث بلبلة داخل ماسبيرو، كما يفعلون فى أجهزة الدولة ومؤسساتها، حتى تعم الفوضى،ونحن نستوعب. جيدا ما يحاك بالوطن. توجد بعض الاختراقات من الإخوان للتليفزيون، فماذا فعلت لحماية الشاشة؟ - أى انسان يخطأ يحاسب، فالشاشة ليست ملكى وانما ملك الشعب المصرى، وتوجد «شفتات» للمخرجين والمنفذين، كما أن الأمن متواجد لحماية الاستوديوهات والعاملين بماسبيرو يحمون التليفزيون من أى اختراق. المترابصون بالوطن يشحنون الشعب للنزول فى 25 يناير، فكيف يصد التليفزيون هذه الأفكار الظلامية؟ - برامجنا تنوه بشكل دائم عن خطورة هذه الأفكار المدمرة، والشعب المصرى لديه وعى كبير بما يحاك به، ويعلم ان الدول المعادية لمصر تمول هذه الحملات. هل تعود ليالى التليفزيون؟ قريبا ويجرى الاتفاق مع نجوم الغناء لإحياء حملات فى القاهرةومحافظات مصر لنضيء مرة أخرى مسارحها.