سقوط جديد للكرة المصرية يضاف إلي سجل الفضائح التي غزت الكرة بكل قوة منذ تولي اتحاد الكرة الحالي المسئولية في 2012 بعد حرب مؤسفة واستعراض للعضلات من وزير الرياضة السابق العامري فاروق لاستبعاد المهندس هاني أبوريدة من الانتخابات ودعمه لجبهة المعارضة، وهو ما جعل أبوريدة يدخل الصراع هو الآخر بكل قوة لإثبات قوته أمام الوزير وبالفعل تحقق له ما أراد وسقط العامري ورجاله وجاءت الانتخابات بالمجلس الحالي الذي افتقد أعضاؤه كل المقومات اللازمة لإدارة المنظومة الكروية ليتوالي سقوط المنتخبات والفضائح وكانت أعظمها سقوط المنتخب الأول أمام المنتخب الغاني بسداسية مذلة، وأخيراً الخروج المهين للمنتخب الأوليمبي من الدور الأول لتصفيات التأهل لدورة الألعاب الأوليمبية ريو دي جانيرو 2016 بعد هزيمته أمام منتخب مالي المتواضع وتعادله مع منتخبي الجزائر ونيجيريا ليحتل المركز الأخير في مجموعته. كالعادة شهد المنتخب الأوليمبي خلال فترة استعداداته إهمالاً غير عادي من أهل الجبلاية الذين افتقدوا الخبرة اللازمة لمتابعة المنتخبات، بالإضافة إلي تفرغهم للخلافات والسبوبة، وآخرها ما كشفته أزمة مباراة السنغال الودية، وتخاذل وزارة الرياضة في اتخاذ قرارات صارمة ضد الخروج المستمر عن النص وإهدار المال العام ودائماً ما كانت ثورة الوزارة تنتهي بلجنة تحقيق ثم حفظ النتائج. الغريب أن عدداً كبيراً من أعضاء المجلس خالفوا اللوائح بالجمع بين العمل الإعلامي وعضوية مجلس الإدارة وانصب اهتمام هؤلاء علي كيفية تطويع كل الأمور داخل الاتحاد لخدمة برامجهم في القنوات الفضائية وتحقيق أكبر استفادة لتلك القنوات. والأكثر غرابة أن هؤلاء أيضاً كانوا دائماً السبب في حفظ كل المخالفات، خاصة أن الوزير يرفض الدخول في مشاكل مع أصحاب الميكروفونات الفضائية أو بمعني أدق هو لا يريد خسارتهم والتعرض للهجوم وكشف الحالة المتردية التي وصلت إليها الرياضة المصرية والأفراح والليالي الملاح التي تقام بين يوم وآخر علي بطولات وهمية أوصلتنا إلي العالمية في لحظات ثم نفاجأ بكلام المسئولين حول التمثيل المشرف في الأوليمبياد القادمة 2016 رغم الملايين التي تم ضخها للاتحادات لأول مرة في تاريخها. فضيحة المنتخب الأوليمبي بدأت مبكراً أمام انشغال مديره الفني حسام البدري بتحقيق حلم تدريب المنتخب الأول ولم ينتبه جهابذة الجبلاية للأمر ولا المشرف العام المشغول بأشياء أخري ومحاولة مصالحة المناطق قبل الانتخابات القادمة.. ووضح أن البدري غير مؤهل تماماً للتجربة وظهر ذلك واضحاً في محاولاته المستمرة الدخول في مواجهات مع كوبر المدير الفني للمنتخب الأول وتعمد اصطناع خلاف دائم حول اللاعبين ورفضه الاستغناء عن بعضهم للمنتخب الأول ثم بدأت تظهر أطماعه ورغبته في تدريب المنتخب الأول ليزيد انشغاله بأشياء بعيدة عن إعداد المنتخب بالصورة المطلوبة لتصفيات الأوليمبياد بل وصل الأمر إلي اعتراضه علي سفر كوبر إلي السنغال وحضور المباريات رغم أنها أمر طبيعي لأن المنتخب الأوليمبي يمثل جزءاً مهماً للمنتخب الأول. ولاشك أيضاً أن ضعف هذا الاتحاد وعدم وجود شخصية لها وزنها زاد من حالة الفوضي وظهر تفكك المنتخب خلال المباريات التي لعبها نجوم الفريق لصالحهم الشخصي بعيداً عن مصلحة المنتخب أو البلد ولم يجدوا من يعنفهم أو يهاجمهم بقوة علي هذه التصرفات المخزية، بل إن بعض هؤلاء اللاعبين تصرفوا تصرفات مخزية خلال معسكر شرم الشيخ وبدلاً من محاسبتهم خرج المدرب العام للفريق ليدافع عنهم وكأن الصورة التي جمعتهم وهم يدخنون الشيشة مصطنعة رغم أنها حقيقة واضحة.. ولا ننسي حضور رمضان صبحي حفل ملكة جمال العرب دون الحصول علي إذن ولم يفكر أحد في محاسبة اللاعب. أما علي المستوي الفني فقد وضح منذ البداية أن «البدري» يفتقد الرؤية الجيدة للعناصر الموجودة بالفريق أو البدلاء الذين يمكنهم الاستفادة بهم للتصدي لدلع البعض.. وجاءت التشكيلات التي خاض بها المباريات أكثر غرابة وكان هناك إصرار علي الثنائي كهربا ورمضان صبحي رغم إصرارهما علي اللعب الفردي وإضاعة مجهود الفريق بالكامل. أما إصرار البدري علي الحارس مسعد عوض، فهو أمر غريب ويستحق أن يحاسب عليه البدري فهو لا يلعب ودون المستوي وتسبب في دخول أهداف مرمي المنتخب من أخطاء كارثية، وينطبق الأمر أيضاً علي محمد هاني، بالإضافة إلي فشل البدري في قراءة الفرق المنافسة والاختيار الأمثل للتشكيل وطريقة اللعب التي تتفق مع كل مباراة.