استمرار لجولات الرئيس عبد الفتاح السيسي الخارجية، وبحث سبل التعاون مع كافة الدول، تأتي زيارته لليونان غدًا الثلاثاء، بهدف دفع وتطوير علاقات التعاون الوثيقة بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب على كافة الأصعدة، وتعزيز أواصر الصداقة التاريخية والممتدة بين الشعبين وما يجمعهما من تقارب ثقافي وحضاري. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي سيلتقي خلال الزيارة برئيس جمهورية اليونان بروكوبيس بافلوبولوس، ورئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس لاستعراض مختلف مجالات التعاون الثنائي وسبل تعزيز التنسيق المشترك إزاء القضايا الإقليمية والدولية. ومن المقرر أن يتم خلال الزيارة عقد قمة ثلاثية بين مصر واليونان وقبرص الأربعاء المقبل بحضور الرئيس القبرصي نيكوس أنيستاسياديس، ورئيس الوزراء اليوناني ، موضحًا أن هذه القمة تأتي في إطار حرص الدول الثلاث على دورية انعقادها من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات الاستراتيجية والتاريخية التي تجمع بينها. وتأتي هذه القمة الثلاثية بعد ما تحقق من نتائج إيجابية خلال القمة الثلاثية الأولى التي عُقدت بالقاهرة في نوفمبر 2014، والقمة الثانية التي استضافتها قبرص في نيقوسيا في إبريل 2015، والعمل على تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز أواصر العلاقات الوطيدة بين الدول الثلاث والتي تشهد حاليا تناميًا ملحوظًا في مختلف مجالات التعاون. وفي هذا السياق، ذكر نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية السابق، في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن هذه الزيارة تأتي في سياق ما سبق الاتفاق عليه من تنسيق سياسي وتعاون اقتصادي لتأمين المنطقة، كما أنها تأتي في ظل تطورات جديدة، منها الإرهاب التي باتت تعاني منه المنطقة، فضلًا عن الاتهامات التي وجهتها روسيا لتركيا، حول مساعدتها لتنظيم داعش والذي يقوم بنشاط إرهابي متصاعد وصل لأوروبا وأمريكا. وأكد ضرورة التعاون الاقتصادي بين مصر وقبرص واليونان، خاصة مجال الطاقة والغاز، بعد ما تم اكتشافه في شرق البحر المتوسط من غاز، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تعبر عن الجدية التى يتميز بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في تناوله للموضوعات والمتابعة بين الدول الثلاث. وأشار بدر إلى أن هذه الزيارة من الناحية السياسية تأتي منسجمة مع تطورات الأوضاع، خاصة أن مصر سوف تتولى من بداية الشهر المقبل لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن. فيما، قال السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية السابق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لليونان ليست الأولى من نوعها، ولكن سبقها عدة لقاءات ثنائية معها، بالإضافة إلى عقد لقاءات ثلاثية بين مصر وقبرص واليونان. وأوضح أبو الخير أن تتابع اللقاءات والزيارات مع هذه البلاد هدفها بحث المصالح المشتركة في المنطقة، من أجل الحد من التدخلات العالمية والإقليمية في المناطق الاقتصادية لهذه الدول وهو الأمر الذي يؤثر عليهم، مؤكدًا أن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة في ظل تدخلات دول شرق البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا إسرائيل التى تستولى على الموارد والخيرات دون وجه حق. ويرى أبو الخير، أن أبرز الملفات التى ستشملها زيارة الرئيس السيسي هى الأخطار التى تواجه هذه الدول، والمصالح المشتركة بينهم، بالإضافة إلى بحث سبل تعزيز التعاون والتبادل التجاري بين مصر واليونان وقبرص، مشيرًا إلى أن العلاقات التى تجمع بين الدول الثلاث تاريخية ترجع لأيام القدماء المصريين، والإسكندر الأكبر. من جانبه، أوضح رخا أحمد حسين، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هذه الزيارة تأتي في إطار اللقاءات الدورية لرؤساء الدول الثلاث، معتبرًا أنه سيكون لقاءً شاملًا لمختلف القضايا، وأن له أهمية كبري. وأشار إلى التعاون بين الدول ينطلق من عدة اعتبارات، أولهم القرب الجغرافي بالإضافة إلى تشابك المصالح سواء في مجال التجارة أو الاستثمار أو النقل البحري، وكذلك موارد الطاقة في البحر المتوسط، حيث أن كل منطقة اقتصادية لكل دولة منهم تتشابك مع الدولة الأخرى. وأضاف رخا، أنه من بين الملفات التى سيتم طرحها خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قبرص واليونان، هي التشاور معهم على كيفية حل المشكلات السياسية في سورية وليبيا، حيث أن هذه الدول قريبة جدًا من مناطق الصراع في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى بحث سبل تنمية التجارة والسياحة. وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الميزة في هذه اللقاءات هي أن قبرص واليونان أعضاء في الاتحاد الأوربي، وبالتالي فإنهم سوف يعبرون على ما تم الاتفاق عليه في الاتحاد، كما أن مصر عضو في عدة منظمات مثل جامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي بما يمكنها من عرض ما يتم الاتفاق عليه فيهما.