بدل العدوي معركة طويلة خاضها الأطباء وانتصروا فيها أخيرا.. صحيح أنهم كانوا يطالبون بصرف 3 آلاف جنيه بدل عدوي، ولكن محكمة القضاء الإداري قضت قبل أيام بأن يكون البدل 1000 جنيه فقط بدلا من 19 جنيها يحصل عليها الأطباء حاليا. وخلال معركة البدل الطويلة، سقط عدد عن الأطباء صرعي بعدما أصيبوا بأمراض مختلفة انتقلت اليهم من المرضي، وقائمة هؤلاء الضحايا طويلة ومن أشهرهم الطبيب محمود الشربيني بتاريخ 7/1/2013 وهو طبيب حديث التخرج عمره 27 سنة كان يعمل في مستشفى الحياة الخاص بمركز شربين محافظة الدقهلية توفى نتيجة استنشاق غاز أكسيد الكربون من مولد الكهرباء الاحتياطي، الذي تم وضعه بغرفة الحضانات بعد أن انقطع التيار الكهربائي فقام بتشغيل المولد الاحتياطي بنفسه وأنقذ 7 اطفال رضع بنفسه وتوفى أثناء النوبتجية وكان ينتظر قدوم المولود الأول له ولم يمر على زواجه سوى 9 أشهر. والحادثة الثانية الطبيب أحمد عبداللطيف بتاريخ 23/12/2013، وهو طبيب في مستشفى بنها متزوج ولديه طفلان، خريج طب الأزهر عام 2006، وأصيب أثناء عمله بعدوى خبيثة في جهازه التنفسي تسببت في إصابته بالتهاب رئوي أثناء تركيب أنبوبة حنجرية لأحدى المريضات داخل مركز العلاج والعناية المركزة الخاصة بنقابة المعلمين ببنها وتم نقله إلى العناية المركزة لتلقي العلاج وكشفت التحقيقات عن وجود مخالفات لشروط التراخيص. والحادثة الثالثة للطبيب أسامة راشد يرجع تاريخها 2/2/2014، وهو طبيب بالمنصورة عمره 38عاما وأب لثلاثة أبناء ويعمل إخصائي نساء وتوليد في مستشفى المنصورة الجامعي توفى نتيجة إصابته بعدوي في الجهاز التنفسي من مريضة كانت مصابة بإنفلونزا الخنازير تسببت في إصابته بالتهاب رئوي حاد أثناء تأدية عمله بالمستشفى بعد حجزه بالعناية المركزة أكثر من ثلاثة أسابيع في غرفة العناية المركزة بالمستشفى الجامعي بالمنصورة، وهي نفس العدوى التي تسببت في وفاة 2 من زملائه. والحادثة الرابعة للطبيبة داليا محرز بتاريخ 5/11/2015 وتعمل طبيبة بوزارة الصحة بمحافظة الإسماعيلية عمرها 28 سنة وأم لطفل صغير لا يتعدى عمره عام ونصف العام وتوفيت نتيجة إصابتها بعدوى الالتهاب السحائي أثناء ممارستها العمل في إحدى القوافل الطبية التي تنظمها وزارة الصحة بعد صراع مع المرض لمدة اسبوع في العناية المركزة وفارقت الحياة بالمستشفى الجامعي التخصصي بالإسماعيلية. وغير هؤلاء الأطباء العشرات ممن فقدوا حياتهم بسبب عدوى انتقلت اليهم أثناء أداء رسالتهم منهم الطبيب ياسر البربري بالقليوبية والطبيبة دعاء اسماعيل بالاسماعيلية إضافة الى الآف الاطباء الذين أصيبوا بالعدوى وتم شفاؤهم. أمراض معدية وأهم الأمراض التي تنتقل منها العدوى أمراض الأسنان والأمراض التنفسية وعدوى الإلتهاب الرئوي والرعاية المركزة والفيروسات الكبدية وأمراض الدم وزراعة الكلى والجراحة. قال الدكتور رشوان ربيع أمين عام مساعد نقابة الأطباء إن الأطباء بطبيعة عملهم يمارسون مهنة من أكثر المهن عرضة للإصابة بالعدوى لأنهم مخالطون للمرضى في أغلب الأوقات ويتعاملون معهم عن قرب، وبالتالي لابد أن يكونوا من أحرص الناس على عدم الإصابة بأي عدوى ودور وزارة الصحة هو توفير مستلزمات مكافحة العدوى والوقاية مثل توفير الماسكات والجوانتيات الخاصة بالعدوى التي تقي الطبيب والفريق الطبي بشكل كامل وحماية الأطباء والفريق الطبي من العدوى هي حماية للمرضى في نفس الوقت والوزارة مطالبة بتدريب الأطباء والفريق الطبي على كيفية حماية أنفسهم من العدوى والتوعية والمطالبة أيضا بالرقابة على أماكن مكافحة العدوى بحيث تكون مكافحة حقيقية وليست شكلية. وأضاف ربيع كل مهنة حسب مخاطرها يصرف لها بدل مخاطر وبالنسبة للأطباء يعملون في مهنة مخاطرها كثيرة وأهمها الإصابة بالعدوى سواء كانت عدوى عن طريق الجهاز التنفسي أو الدم وهم من الفئات المهمشة وقبل حكم القضاء الأخير كان يصرف للطبيب 19 جنيها بدل عدوى إذا كان حديث التخرج على الدرجة الثالثة وللطبيب الدرجة الثانية 28 جنيها والطبيب الدرجة الأولى فما فوق 30 جنيها وهي مهزلة، ومن المضحكات المبكيات وطالبنا كثيرا كأطباء بصرف بدل مخاطر وقامت نقابة الأطباء منذ عام ونصف برفع دعوى قضائية في مجلس الدولة تطالب بصرف بدل عدوى لا يقل عن ألف جنيه وتطالب النقابة بتفعل مكافحة العدوى وتوفير وسائل المكافحة في المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة، وفي حالة عدم توافرها يجب أن يمتنع الأطباء عن العمل لحين توفيرها لحماية أنفسهم والمرضى في نفس الوقت. وقال ربيع قمة المأساة إن معظم حالات الوفاة من الأطباء من صغار السن وللأسف لم تحسب حالات الوفاة إصابة عمل وبالتالي ليس لهم حق تعويض ونحن والنقابة تعتبر كل إصابة بالعدوى هي إصابة عمل يتم التعويض عنها وكل إصابة تؤدي إلى وفاة لها حق صرف معاش استثنائي ولكن القوانين تشترط مرور 10 سنوات كحد أدنى لصرف معاش للطبيب، وهذا إجحاف بحقهم بسبب ممارسة المهنة. وقال الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام نقابة أطباء القاهرة: العدوى بين الأطباء هي من اعلى نسب العدوى في العالم بسبب طبيعة عملهم في مستشفيات موبوءة بالامراض حتى في الدول المتقدمة التي تطبق معايير مكافحة العدوى، وأضاف: مصر بالتالي من أعلى دول العالم في انتقال العدوى للاطباء فبعض المستشفيات لا يتوافر بها المستلزمات الأساسية لمكافحة العدوى وبعضها لا تراقب بشكل دقيق معايير مكافحة العدوى مما يؤدي الى إصابة بعض أفراد الطاقم الطبي بامراض مميتة ليس لها علاج مثل الإيدز والتهاب الوبائي في والسنوات الاخيرة رصدت النقابة 6 حالات وفاة خلال العامين الماضيين. الدكتور محمد علي عزالعرب رئيس وحدة الاورام بالمعهد القومي للكبد توجد لجنة لمكافحة العدوى في كل مستشفى ونطالب هذه اللجان بمتابعة معايير مكافحة العدوى وعمل حملة توعية صحية للعاملين بالحقل الطبي والفئات المعاونة بطريقة التعامل مع المخلفات الطبية والتخلص الآمن من المستلزمات الطبية لحماية الفريق الطبي وان حكم محكمة القضاء الاداري بزيادة بدل العدوى الى ألف جنيه يرجع الحقوق للأطباء.