يمتلك خفة دم مصرية يعشق الفكاهة والمرح، شديد الطيبة والحنان، إنه الفنان الراحل ذو الإبتسامة الجذابة والضحكة الخافتة "بشارة واكيم" الذى رحل عن عالمنا منذ 66 عامًا. امتنع "واكيم" عن الزواج حبًا فى عمله ورفض أن يبنى بيتًا وأسرة؛ حفاظًا على مستقبله المهنى، فقد عانى من مرضه كثيرًا على الرغم من خوفه أن يحدث له مكروه وهو وحيدًا إلا أنه كان يقبل على عمله بكل حب وشغف. رحل عن عالمنا وترك فى قلوبنا بصمة لا تنسى فمازلنا حتى الان نردد أشهر افيهاته "الله ما يعطيك العافية ، طول ما الدجاجة حافية". قدم فيما يقرب من 100 عمل سينمائى منها شهداء الغرام، ليلى بنت الفقراء، وقلبى دليلى؛ وهذه الأعمال نجحت نجاحا باهرًا. لم يتزوح "بشاره" ليس خوفا من الزواج نفسه وإنما خوفا من دعوة كانت دعتها أمه عليه يوما ما قائلة«روح إلهي يبتليك بجوازة تهد حيلك» ومنذ ذلك الحين وهو يرى فى الزواج كارثة يبتلى الله بها المرء لكى يودع معه ايام الهدوء والصفاء ويدخل فى عالم الدوشة والعكننة. كان "واكيم" ينظر الى الزواج على أنه أكبر مقلب فى حياة الإنسان تردد بكثير من العبارات فيها تجريح فى الازواج حيث انه شبه المتزوج بالمحكوم عليه بالمؤبد يطيع الاوامر ويخضع لها دون تفكير قائلأ "ان الزوج يسيير زى الالف لايحق له التلفت يمينًا او يسارًا وعليه الحضور الى المنزل مبكرًا وإلا ستفرض عليه الاحكام الجنائية والعسكرية". اتهم "بشاره" الزوجة بأنها ممثلة بارعة فوصفها بأنها تمثل دور الطبيب وهى تنصح زوجها بمزاولة الرياضة، ودور مصلحه الضرائب وهى تجرد زوجها من ارباحه كل يوم . لم يرحم المرأه يوما ما بل استنكر وجودها فى الحياه وكان قد أعلن أنها تضع مولودها بغير مناسبه أى ياتى المولود فى الوقت الغير مناسب بالنسبه لميزانية البيت فالمرأة على حد قوله انها لاتقدر زوجها وتعمل على تعاستة طوال الوقت. وبعد كل هذا امتنع عن الزواج نهائيًا وعاش عازبًا للنهاية مع شقيقته بشقتها في شبرا بعد وفاة زوجها، وتولى تربية أبنائها حتى الكبر. وعلى الرغم من كل الفكاهة التى تمتع بها بشارة إلا أنه كان يخفى قلقا فى صدره وهو الخوف من أن يحدث له مكروها ولا يجد من يعاونه خاصة لأنه عاش وحيدا ولم ينجب ولم يتزوج، وبالفعل مرض وبدلا من أن يسكن للراحة والهدوء أخذ يقبل على العمل بشغف. وحين حاول صديقه الفنان الراحل "نجيب الريحانى" إبعاده عن العمل حتى لا تتدهور صحته لكنه واصل عناده وإندمج فى العمل، حتى أصيب بالشلل لتتضاعف آلامه مع الوحدة والعزلة، ويضطر إلى ملازمة البيت مجبرًا بعد أن اشتد عليه المرض، ودخل المستشفى والتقط أنفاسه الأخيرة تاركًا كل املاكه لأبناء أخته نظرلعدم زواجه بعد، الى أن وافته المنية فى الثلاثين من نوفمبر عام 1949 عن عمر ناهز 65 عامًا .